مقبرة الملوك والأمراء
يضم بين جدرانه رفات الملك فاروق وشاه إيران
|
القاهرة: أيمن حامد
لا أحد يعلم سر اختيار خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، لتلك الزاوية الصغيرة وما جاورها من مبانٍ عام 1869، والمعروفة باسم زاوية الرفاعي بالقرب من ميدان صلاح الدين بالقلعة، جنوب القاهرة، كي تصبح فيما بعد مثوًى لرفات العديد من أبناء أسرة محمد علي، والذين من أشهرهم حفيدُها وآخر ملوك مصر، الملك فاروق بن الملك فؤاد بن الخديوي إسماعيل. وليتحولَ المسجدُ الى واحد من أشهر المساجد التي تجذب الأنظارَ بين الحين والآخر بما يضم تحت ثراه من شخصيات طالما ملأت الدنيا صخباً وجدلاً. إلا أن الدنيا وكما يقولون «حظوظ» وبخاصة أن تلك المنطقة تمتلِئُ بالعديد من الزوايا والمساجد التي لم تفكر العائلة العلوية في جعلها مقراً لمقابِرها. وزاد إقبال العديد من الشباب على ذلك المسجد أخيراً بعد عرض مسلسل «الملك فاروق» في رمضان الماضي، والذي أثار العديد من الجدل والخلاف حول فترة شديدة الأهمية في تاريخ مصر. وشيِّدَ مسجد الرفاعي على أرض مسجد آخر كان يسمى مسجد الذخيرة بنيَّ في العصر الأيوبي. ووصفه المقريزي بأنه كان في مقابل شبابيك مدرسة السلطان حسن. وكانت بجواره زاوية عرفت بالزاوية البيضاء أو زاوية الرفاعي. وضمت قبور عدد من المشايخ؛ من بينهم أبو شباك ويحيى الأنصاري وحسن الشيخوني. ورغم أن هذا المسجد يعرف بالرفاعي نسبة للشيخ أحمد الرفاعي، شيخ الطريقة الصوفية المعروفة بالرفاعية، إلا أنه لم يدفن به، بل أنه لم يدفن في مصر كلها. غير أن هذه التسمية لازمت الزاوية أولا ثم المسجد فيما بعد نسبة للشيخ المدفون به علي أبي شباك، وهو من ذرية الشيخ الرفاعي. والثابت أن خوشيار هانم قررت عام 1869 تجديد الزاوية وقامت بشراء الأماكن المجاورة لها وهدمها، وبناء مسجد كبير يكون مدفنا لها ولأبناء أسرتها من بعدها. وقام كبيرُ مهندسي مصر آنذاك حسين باشا فهمي، وكيل ديوان الأوقاف بوضع تصميم لبناء المسجد ومدافن الأسرة المالكة وقبتين للشيخين؛ علي أبو شباك ويحيى الأنصاري. غير أن البناء توقف عام 1880 لإدخال تعديلات على التصميم ثم جاءت وفاة خوشيار هانم عام 1885 لتحول دون إتمام البناء رغم دفنها فيه بحسب رغبتها. ولمدة ربع قرن، ظل البناء متوقفا حتى تولَّى الخديوي عباس حلمي الثاني عرش مصر وكلف هرتس باشا مدير الآثار المصرية آنذاك إكمال بناء المسجد عام 1911، وافتتح للصلاة عام 1912 يوم الجمعة الموافق غرة محرم عام 1330 هـ. وبني المسجد على غرار مسجد السلطان حسن المواجه له، ليشبهه في عمارته الفخمة وضخامة حجمه وارتفاعه. كما بنيت المداخل الشاهقة التي تكتنفها الأعمدة الحجرية والرخامية بتيجانها العربية بينما حليت الأعتاب بالرخام، وغطيت المداخل بالقباب والسقوف البديعة.
المسجد من الداخل مستطيل الشكل تبلغ مساحته 6500 متر مربع منها 1767 مترا للجزء المعد للصلاة، وباقي المساحة للمدفن وما يتبعها. ويقع الباب الرئيسي للمسجد في الجهة الغربية ومنه إلى حجرة تعلوها قبة زواياها الخشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها بابٌ يؤدي إلى حجرة مدفون فيها الشيخ علي أبي شباك وحجرة ضريح الشيخ علي الأنصاري، بينما يقع محراب المسجد وسط الجدار الشرقي، وهو مكسوٌّ بالرخام الملون وتكتنفه أربعة أعمدة رخامية. وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس.
وفي مقابل المحراب، دكة المؤذنين، وهي من الرخام الأبيض، ترتكز على أعمدة وإلى جانبها كرسي المصحف ويحمل تاريخ صنعه 1911، وتحيط بجدران المسجد بخاريات مذهبة منقوشة، كما تتدلى من السقف ثريات نحاسية ومشكاوات زجاجية مموهة بالمينا.
وفي الناحية البحرية من المسجد، توجد ستة أبواب؛ منها أربعة تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل اثنان منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها أربعة قبور لأبناء الخديوي إسماعيل؛ وهم وحيدة هانم المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926. وتعلو هذه الحجرة قبة حليت نقوشها بالآيات القرآنية. وعلى يسارها من الغرب، إحدى الرحبتين، ومنها إلى القبة الثانية، وبها قبران أحدهما مدفونة فيه خوشيار هانم ثم قبر الخديوي إسماعيل. ثم يلي هذه القبة الرحبة الثانية ومنها إلى القبة الثالثة المشتملة على قبور زوجات إسماعيل، وهن شهرت فزا هانم 1895، وجانانيار هانم 1912 وجشم آفت هانم 1907. وتتصل بهذه القبة حجرة بها قبر السلطان حسين كامل بن إسماعيل الذي تولى حكم مصر عام 1914 وتوفيَّ عام 1917 ليخلفه أخوه الملك فؤاد. وشاء الله تعالى أن يدفن في تلك المقابر، شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي، الذي كان في يوم من الأيام زوجاً للأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، والتي طلقت منه منتصف الأربعينات. وجاءت نهايته وطريقة دفنه في مقابر الرفاعي درامية للغاية حين انهار ملكه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتم نفيه حيث لم يجد مَنْ يستقبلُهُ سوى الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وعند وفاته عام 1980 أمر بدفنه في مسجد الرفاعي حيث يقع قبره على يمين المدخل الملكي من ناحية الغرب في غرفة رخامية منفصلة، ووضعت على القبر تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، ومكتوب عليها اسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية. الطريف أن هذه الغرفة تربطها علاقة صلة قوية بعائلة الشاه، حيث كانت قبراً لوالده الشاه رضا بهلوي الذي خلعته إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية ونفته إلى جنوب أفريقيا، ووضعت ابنه محمد على العرش عام 1941. وبعد ذلك بثلاثة أعوام، مات رضا بهلوي في منفاه ونقل جثمانه إلى مسجد الرفاعي ليدفن هناك في فترة زواج فوزية بشاه إيران، إلا أنه وعقِبَ حدوث الطلاق بين الاميرة فوزية والشاه محمد رضا بهلوي، قرر الأخير إعادة جثمان والده إلى طهران، ليعود هو ذاته بعد أكثر من ثلاثة عقود ليدفن في الغرفة ذاتها. بجوار غرفة الشاه من ناحية اليمين تقع الغرفة التي تضم مقبرة الملك فؤاد 1868 ـ 1936. وكسيت جدرانها بألواح الرخام الملون ويخرج من هذه الغرفة باب من ناحية الشرق يؤدي إلى قبر الملك فاروق 1920-1965 الذي مات في روما في 17 مارس (آذار) عام 1965. وكان قد أعلن قبل موته مراراً رغبته في أن يدفن بمسجد الرفاعي بجوار أسرته. غير أن الرئيس الراحل عبد الناصر لم يكن يستريح لدفن فاروق في القاهرة بحسب الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ بجامعة بنها، لكنه وبفعل ضغوط الملك فيصل ملك السعودية ووساطة إسماعيل شيرين صهر الملك السابق وآخر وزير للحربية في العهد الملكي مع الضباط الأحرار، وافق عبد الناصر على دفن فاروق في مصر لكن ليس في مسجد الرفاعي. وفي اليوم الأخير من شهر مارس وصل جثمان فاروق من ايطاليا ليلاً، ووريَّ الثرى فجرا بحضور عدد قليل من أسرته في إحدى مقابر الأسرة في القاهرة. وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وافق الرئيس السادات على نقل رفات آخر ملوك مصر إلى مسجد الرفاعي ليرقدَ جسده للمرة الأخيرة هناك بجوار قبري جده وأبيه إسماعيل وفؤاد بحسب وصيته. وتوجد على قبره تركيبة رخامية بيضاء مدون عليها تاريخ ولادته في قصر عابدين وتاريخ توليه الحكم ثم تاريخ تنازله عن العرش وبعدها تاريخ وفاته بعد رحلة ليست بالطويلة تخللها قليل من الفرح وكثير من التعاسة والحزن حتى لو كان ذلك الرجل هو فاروق الأول.. ملك مصر والسودان الأخير. وليظل الرفاعي مسجداً شهيراً بما يضمه من رفات لعدد من أشهر ملوك مصر وحكامها.
لا أحد يعلم سر اختيار خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، لتلك الزاوية الصغيرة وما جاورها من مبانٍ عام 1869، والمعروفة باسم زاوية الرفاعي بالقرب من ميدان صلاح الدين بالقلعة، جنوب القاهرة، كي تصبح فيما بعد مثوًى لرفات العديد من أبناء أسرة محمد علي، والذين من أشهرهم حفيدُها وآخر ملوك مصر، الملك فاروق بن الملك فؤاد بن الخديوي إسماعيل. وليتحولَ المسجدُ الى واحد من أشهر المساجد التي تجذب الأنظارَ بين الحين والآخر بما يضم تحت ثراه من شخصيات طالما ملأت الدنيا صخباً وجدلاً. إلا أن الدنيا وكما يقولون «حظوظ» وبخاصة أن تلك المنطقة تمتلِئُ بالعديد من الزوايا والمساجد التي لم تفكر العائلة العلوية في جعلها مقراً لمقابِرها. وزاد إقبال العديد من الشباب على ذلك المسجد أخيراً بعد عرض مسلسل «الملك فاروق» في رمضان الماضي، والذي أثار العديد من الجدل والخلاف حول فترة شديدة الأهمية في تاريخ مصر. وشيِّدَ مسجد الرفاعي على أرض مسجد آخر كان يسمى مسجد الذخيرة بنيَّ في العصر الأيوبي. ووصفه المقريزي بأنه كان في مقابل شبابيك مدرسة السلطان حسن. وكانت بجواره زاوية عرفت بالزاوية البيضاء أو زاوية الرفاعي. وضمت قبور عدد من المشايخ؛ من بينهم أبو شباك ويحيى الأنصاري وحسن الشيخوني. ورغم أن هذا المسجد يعرف بالرفاعي نسبة للشيخ أحمد الرفاعي، شيخ الطريقة الصوفية المعروفة بالرفاعية، إلا أنه لم يدفن به، بل أنه لم يدفن في مصر كلها. غير أن هذه التسمية لازمت الزاوية أولا ثم المسجد فيما بعد نسبة للشيخ المدفون به علي أبي شباك، وهو من ذرية الشيخ الرفاعي. والثابت أن خوشيار هانم قررت عام 1869 تجديد الزاوية وقامت بشراء الأماكن المجاورة لها وهدمها، وبناء مسجد كبير يكون مدفنا لها ولأبناء أسرتها من بعدها. وقام كبيرُ مهندسي مصر آنذاك حسين باشا فهمي، وكيل ديوان الأوقاف بوضع تصميم لبناء المسجد ومدافن الأسرة المالكة وقبتين للشيخين؛ علي أبو شباك ويحيى الأنصاري. غير أن البناء توقف عام 1880 لإدخال تعديلات على التصميم ثم جاءت وفاة خوشيار هانم عام 1885 لتحول دون إتمام البناء رغم دفنها فيه بحسب رغبتها. ولمدة ربع قرن، ظل البناء متوقفا حتى تولَّى الخديوي عباس حلمي الثاني عرش مصر وكلف هرتس باشا مدير الآثار المصرية آنذاك إكمال بناء المسجد عام 1911، وافتتح للصلاة عام 1912 يوم الجمعة الموافق غرة محرم عام 1330 هـ. وبني المسجد على غرار مسجد السلطان حسن المواجه له، ليشبهه في عمارته الفخمة وضخامة حجمه وارتفاعه. كما بنيت المداخل الشاهقة التي تكتنفها الأعمدة الحجرية والرخامية بتيجانها العربية بينما حليت الأعتاب بالرخام، وغطيت المداخل بالقباب والسقوف البديعة.
المسجد من الداخل مستطيل الشكل تبلغ مساحته 6500 متر مربع منها 1767 مترا للجزء المعد للصلاة، وباقي المساحة للمدفن وما يتبعها. ويقع الباب الرئيسي للمسجد في الجهة الغربية ومنه إلى حجرة تعلوها قبة زواياها الخشبية محلاة بالذهب، ويخرج من أحد جدرانها بابٌ يؤدي إلى حجرة مدفون فيها الشيخ علي أبي شباك وحجرة ضريح الشيخ علي الأنصاري، بينما يقع محراب المسجد وسط الجدار الشرقي، وهو مكسوٌّ بالرخام الملون وتكتنفه أربعة أعمدة رخامية. وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والأبنوس.
وفي مقابل المحراب، دكة المؤذنين، وهي من الرخام الأبيض، ترتكز على أعمدة وإلى جانبها كرسي المصحف ويحمل تاريخ صنعه 1911، وتحيط بجدران المسجد بخاريات مذهبة منقوشة، كما تتدلى من السقف ثريات نحاسية ومشكاوات زجاجية مموهة بالمينا.
وفي الناحية البحرية من المسجد، توجد ستة أبواب؛ منها أربعة تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل اثنان منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها أربعة قبور لأبناء الخديوي إسماعيل؛ وهم وحيدة هانم المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926. وتعلو هذه الحجرة قبة حليت نقوشها بالآيات القرآنية. وعلى يسارها من الغرب، إحدى الرحبتين، ومنها إلى القبة الثانية، وبها قبران أحدهما مدفونة فيه خوشيار هانم ثم قبر الخديوي إسماعيل. ثم يلي هذه القبة الرحبة الثانية ومنها إلى القبة الثالثة المشتملة على قبور زوجات إسماعيل، وهن شهرت فزا هانم 1895، وجانانيار هانم 1912 وجشم آفت هانم 1907. وتتصل بهذه القبة حجرة بها قبر السلطان حسين كامل بن إسماعيل الذي تولى حكم مصر عام 1914 وتوفيَّ عام 1917 ليخلفه أخوه الملك فؤاد. وشاء الله تعالى أن يدفن في تلك المقابر، شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي، الذي كان في يوم من الأيام زوجاً للأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، والتي طلقت منه منتصف الأربعينات. وجاءت نهايته وطريقة دفنه في مقابر الرفاعي درامية للغاية حين انهار ملكه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتم نفيه حيث لم يجد مَنْ يستقبلُهُ سوى الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وعند وفاته عام 1980 أمر بدفنه في مسجد الرفاعي حيث يقع قبره على يمين المدخل الملكي من ناحية الغرب في غرفة رخامية منفصلة، ووضعت على القبر تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، ومكتوب عليها اسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية. الطريف أن هذه الغرفة تربطها علاقة صلة قوية بعائلة الشاه، حيث كانت قبراً لوالده الشاه رضا بهلوي الذي خلعته إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية ونفته إلى جنوب أفريقيا، ووضعت ابنه محمد على العرش عام 1941. وبعد ذلك بثلاثة أعوام، مات رضا بهلوي في منفاه ونقل جثمانه إلى مسجد الرفاعي ليدفن هناك في فترة زواج فوزية بشاه إيران، إلا أنه وعقِبَ حدوث الطلاق بين الاميرة فوزية والشاه محمد رضا بهلوي، قرر الأخير إعادة جثمان والده إلى طهران، ليعود هو ذاته بعد أكثر من ثلاثة عقود ليدفن في الغرفة ذاتها. بجوار غرفة الشاه من ناحية اليمين تقع الغرفة التي تضم مقبرة الملك فؤاد 1868 ـ 1936. وكسيت جدرانها بألواح الرخام الملون ويخرج من هذه الغرفة باب من ناحية الشرق يؤدي إلى قبر الملك فاروق 1920-1965 الذي مات في روما في 17 مارس (آذار) عام 1965. وكان قد أعلن قبل موته مراراً رغبته في أن يدفن بمسجد الرفاعي بجوار أسرته. غير أن الرئيس الراحل عبد الناصر لم يكن يستريح لدفن فاروق في القاهرة بحسب الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ بجامعة بنها، لكنه وبفعل ضغوط الملك فيصل ملك السعودية ووساطة إسماعيل شيرين صهر الملك السابق وآخر وزير للحربية في العهد الملكي مع الضباط الأحرار، وافق عبد الناصر على دفن فاروق في مصر لكن ليس في مسجد الرفاعي. وفي اليوم الأخير من شهر مارس وصل جثمان فاروق من ايطاليا ليلاً، ووريَّ الثرى فجرا بحضور عدد قليل من أسرته في إحدى مقابر الأسرة في القاهرة. وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وافق الرئيس السادات على نقل رفات آخر ملوك مصر إلى مسجد الرفاعي ليرقدَ جسده للمرة الأخيرة هناك بجوار قبري جده وأبيه إسماعيل وفؤاد بحسب وصيته. وتوجد على قبره تركيبة رخامية بيضاء مدون عليها تاريخ ولادته في قصر عابدين وتاريخ توليه الحكم ثم تاريخ تنازله عن العرش وبعدها تاريخ وفاته بعد رحلة ليست بالطويلة تخللها قليل من الفرح وكثير من التعاسة والحزن حتى لو كان ذلك الرجل هو فاروق الأول.. ملك مصر والسودان الأخير. وليظل الرفاعي مسجداً شهيراً بما يضمه من رفات لعدد من أشهر ملوك مصر وحكامها.