الجمعة، 19 أغسطس 2011

سر العلاقة بين سوزان مبارك و المجلس العسكرى


سر العلاقة بين سوزان مبارك و المجلس العسكرى.
.سوزان قالت بعد توديع جيهان السادات «لن أحمل لقب زوجة رئيس

سابق»..شاهدت جيهان وهي تضرب النبوي إسماعيل بالقلم فقالت: العسكر مالهمش أمان


مشهد هو الأكثر دراماتيكية في تاريخ مصر وهو مشهد المنصة.. عملية اغتيال وتصفية جسدية للرئيس الراحل أنور

السادات علي الهواء مباشرة.. ظل هذا المشهد الغريب علي الحياة السياسية في مصر يغازل عقول الكتاب والساسة

والمنظرين طوال الـ 30 عاماً الماضية.. البعض اتبع سياسة عاش الملك مات الملك وأنبرت أقلامهم تصف السادات

بالفرعون ووصف كل ما هو ساداتي سواء من حيث التوجه أو الانتماء للعائلة بالعمالة تارة والفساد المالي والسياسي تارة

أخري.

وفي المقابل كانت هناك أصوات هادئة اعتبرت الرجل شهيد المنصة وليس ذبيحها- مثلما وصفه الشامتون- وأكدوا أن

التاريخ سيعطي الرجل حقه في يوم من الأيام وسيكشف عن عبقريته التي سبقت زمنه بمراحل كثيرة، ورغم الصدمة

الشديدة التي أصابت عائلة السادات من حالة الكراهية التي وجدوها في وجوه من كانوا يبتسمون لهم ويتملقون لكسب

رضاهم إلا أن جيهان السادات كانت تري المشهد جيداً وأدركت أن شمس الحكم الساداتي قد غابت باغتيال زوجها وأنه

حان الوقت لكي تختفي وأولادها عن المشهد حتي لو كان ذلك سيغضب عائلة السادات وأبناء عمومته مدركة تماماً أن

السنوات كفيلة بأن تزيل جبال الثلوج وأن السادات كان يمتلك صفحات عديدة مضيئة ستظل عالقة في ذهن كل مصري

وفي مقدمتها «العبور العظيم».

وفي الوقت الذي كانت تغيب فيه شمس جيهان بدأت شمس سوزان تشرق ويلتقي الوجهان هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج

لتتحول سوزان من زوجة سيادة النائب إلي سيدة مصر الأولي وملكة القصر المرجو فيها أن تصلح ما أفسده من كان قبلها.

ورغم نشوة النصر والفوز بكعكة حكم مصر إلا أن المشاهد الدراماتيكية السابقة لم تمر مرور الكرام علي سوزان وقالت

للمقربين منها إنها لن تسمح في يوم من الأيام بأن تحمل لقب زوجة الرئيس السابق لأن الشعب المصري لا يغفر خطايا

حكامه منذ قديم الأزل ولا يرفع يده عن حاكم بعد رحيله إلا بعد أن يعقبه حاكم آخر أشد ظلماً وعتواً في الأرض.

كما أدركت من الوهلة الأولي أنه يجب أخذ الحيطة من كل ما هو «عسكر» عندما شاهدت وزير الداخلية النبوي إسماعيل

يقف أمام جيهان بعد حادث الاغتيال ترتسم علي وجهه علامات الخيبة التي اعتبرتها جيهان جزءاً من الخيانة فلطمته علي

وجهه بالقلم أمام الجميع.

كما أنه يجب أخذ الحيطة من العسكر أيضاً لأن السادات قتل وسط أبنائه من القوات المسلحة وكل هذه الأمور تحتاج إلي

إعادة صياغة في العهد الجديد.

ولأن سيدة القصر الجديدة شديدة الغيرة فقد طالت نيران غيرتها كل من حولها إلا جيهان زوجة الرئيس السابق تحت غطاء

«ارحموا عزيز قوم ذل» فجيهان أصبحت في طي النسيان ولكن هناك هوانم جددا ظهرن علي سطح الأحداث يجب أن

يرجعن خطوة إلي الخلف لتتصدر سوزان كل المشاهد ومن تخالف ذلك منهن تتم الإطاحة بها وبزوجها.

قانون المنح والمنع طبق علي جميع المؤسسات ولم ينج منه أحد سوي المؤسسة العسكرية التي لا يمكن أن تخضع لأهواء

امرأة مهما كان شأنها أو وزنها حتي لو كانت سوزان مبارك التي حاولت مراراً وتكراراً أن تلعب هذا الدور إلا أن جميع

محاولاتها باءت بالفشل.

وعندما وجدت هذا الطريق مسدوداً لأن روح العسكر لا تقبل بذلك حاولت الالتفاف علي أبواب أخري تطرقها فلم تخف

علي من حولها غيرتها الشديدة من زوجة المشير وأعطت أذنها لهذه وتلك في موضوعات شديدة التفاهة ولعل أبرزها

الفانتازيا الشهيرة لقصة تامر حسني المطرب الذي دخل السجن بتهمة عدم تأدية الخدمة العسكرية وقربه من بعض

الشخصيات التي غضبت عليهم الهانم.. والغريب أنه بعد عدة سنوات وتحديداً أثناء أزمة مباراة مصر والجزائر خرج علينا

المطرب تامر حسني بشكل أكثر تفاهة ولا يمثل أي مسئولية خلال مداخلة مع الصحفي الكبير والزميل الرائع إبراهيم

حجازي في برنامجه دائرة الضوء وقال تامر لحجازي «اطمئنوا.. أنا اتصلت بسيادة المشير وكله تمام» وقام حجازي

بحنكة الإعلامي بإنهاء المكالمة في أقل من دقيقة.. فما هذه المهاترات وكيف يجرؤ أي فنان مهما علا شأنه أن يتجاوز هذه

الخطوط ويقوم بتصعيد أزمة مباراة كرة قدم إلي مستوي الجيش والتدخل العسكري وحتي لو تم ذلك فكيف يكون هو أداة

التوصيل وينصب من نفسه متحدثا رسميا باسم الجيش المصري أفضل 10 جيوش علي مستوي العالم والرابع علي العالم

في إدارة الأزمات.

مرت هذه الدقيقة برداً وسلاماً علي الشاشة المصرية وانشغل الناس بسخونة الأحداث والحماس الشديد الذي ساد الشارع

المصري لمساندة بلاده ومنتخبه الوطني إلا أن هذه الواقعة لم تمر مرور الكرام أمام سوزان مبارك التي صرخت في وجه

زكريا عزمي وأمام جميع المحيطين بها قائلة عن تامر حسني: «هو الحيوان ده بيتكلم باسم مصر ازاي.. خلوه يتلم أو

دخلوه السجن تاني».

ولم يقتصر رد فعلها علي ذلك بل أمرت علاء نجلها الأكبر بالظهور بوسائل الإعلام ومساندة رأي الشارع ومنتخب مصر

وبالفعل ظهر علاء مع خالد الغندور علي قناة دريم وفضلت سوزان علاء علي جمال للقيام بهذا الدور باعتبار خبرته عالية

وسرعان ما يتخلي عن هدوئه وهو ما يتناسب مع الموقف بخلاف جمال الذي يبدو هادئاً في جميع المواقف وكانت تخشي

عليه أن يتورط في أي تصريح باعتباره الوريث ورئيس مصر المقبل.

ورغم أن هذه المهاترات حاولت النيل من المؤسسة العسكرية في ذلك الوقت إلا أن الأخيرة كانت أكبر من ذلك بكثير

وتجاوزت أزمات أكبر من ذلك بكثير.

عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق رغم قربه الشديد من العائلة إلا أنه أدرك نار غيرة الهانم فحرص علي مدار

سنوات طويلة ألا يقع في هذا الفخ حتي برز نجمه في السنوات الأخيرة رغم أنفه عندما أسندت له بعض المهام العلنية التي

يرصدها الإعلام وعدساته وسرعان ما هبت نيران الغيرة نحوه ونال قسطاً في العام الأخير لحكم المخلوع من غضب

«سوزان» وهذا الغضب كان كفيلاً بحرق عمر سليمان حتي بعد رحيل المخلوع وكان المسئول عن تنفيذ هذه الخطة د.

زكريا عزمي خلال الأيام الأخيرة حيث طلب من مبارك أن يتخلي سليمان عن منصبه في المخابرات ويصبح نائباً له لأنه

كان يعلم أن أيام مبارك الأخيرة قد أوشكت علي الانتهاء ففقد سليمان منصبه في المخابرات ورحل مبارك فرحل النائب

وأصبح «سليمان» لا شيء لأن الهانم كانت تهدم المعبد علي الجميع واستطاعت أن تنفذ هذه الخطة أيضاً إلا أنها فشلت مع

المؤسسة العسكرية أيضاً.

وعندما كانت سوزان تفشل في تحريك الأمور مع الجيش كانت تصدر مبارك للمشهد لينفذ لها رغباتها إلا أنها كانت

محسوبة ومدروسة لأن المؤسسة العسكرية لا تقبل الأهواء وتصفية الحسابات وهذا ما حدث في أكثر من مناسبة أبرزها

أحداث حرب الخليج الأولي وحرب تحرير الكويت تحديداً فلم يتحرك الجيش وفق رغبة القيادة السياسية ولكن وفق القواعد

العسكرية، كما أن الرفض الشديد لإقامة أو وجود أي قواعد عسكرية أمريكية كان رغبة أصيلة لقيادات الجيش المصري

وأدرك مبارك ذلك جيداً وأخبر الأمريكان بذلك وأي تصرف خالف ذلك كان يغضب الجيش بشدة لأنه اعتداء علي سيادة

الوطن.

وكانت قد ترددت في ذلك الحين أنباء عن تواجد قوات أمريكية «مارينز» تقيم بشكل مؤقت بمقر الجامعة الأمريكية عندما

شاهدت بعض المصادر قادة عسكريين يرتدون ملابس عسكرية أمريكية داخل أسوار الجامعة وعندما ظهرت هذه الأنباء

للنور أثارت غضب الجميع.. وفي كل مرة كانت المؤسسة العسكرية هي صمام الأمان الأول والأخير للحفاظ علي الوطن

إلي جانب اعتزاز هذه المؤسسة بأبنائها سواء علي مستوي الأفراد المجندين أو القادة العسكريين ولهم في ذلك مواقف مهمة

علي رأسها ما حدث مع الشيخ زايد رحمه الله الذي كان يكن لمصر حباً شديداً ولشعبها أيضاً وقد استغل المخلوع هذا الحب

في استغلال الرجل من أجل تحقيق بعض المصالح منها ما ذهب إلي جيوب النظام السابق ومنها ما أقيمت به مشروعات

بالفعل علي أرض الواقع.

وفي إحدي الزيارات المهمة للشيخ زايد لمصر اصطحبه مبارك لحضور أحد العروض العسكرية للجيش المصري وجنوده

البواسل وأثناء العرض أعجب الشيخ زايد بأداء إحدي فرق الجيش وعندما سأل عنهم علم أنهم فرقة «س 777» وهي

إحدي الفرق الخاصة بسلاح الصاعقة بالجيش المصري المهم أن الرجل بقلبه الطيب الرقيق طلب من مبارك اصطحاب

عدة أفراد من فرقة «س 777» إلا أن المشير رفض بشدة فضحك الشيخ زايد مازحاً وقال لن أتبرع بمليم لمصر إلا إذا

تحقق طلبي ومر هذا الموقف مرور الكرام ولكن علم الجميع أن الجيش المصري ليس من المرتزقة ولا يفرط في أبنائه

مهما كان الثمن لأن أجناده هم خير أجناد الأرض.

استرضاء مبارك وسوزان لأمراء وسلاطين الخليج أشاع في جميع المؤسسات الفساد إلا أنه لم يستطع أن ينال من

المؤسسة العسكرية ورغم أن الاتهامات بسقوط النظام السابق تصب في مجملها وتصوب بسهامها نحو سوزان مبارك إلا

أن الأقدار شاءت أنه بعد سقوط النظام أن تقوم سوزان بتسيير أمور العائلة أيضاً فرجل العائلة الكبير أصبح عجوزاً طريح

الفراش والأبناء داخل السجن وبقيت النساء هن الأمل الوحيد لإنقاذ العائلة من حبل المشنقة فهل ستكمل المرأة مشوارها

لتكتب كلمة النهاية لهذه الدراما أم ستفلح في إصلاح جزء مما أفسدته؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق