الاثنين، 22 أغسطس 2011

يا ليلة العيد آنستينا


يا ليلة العيد آنستينا.. وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد.
. على أنغام رائعة أم كلثوم هذه تأتي احتفالات المسلمين بعيد الفطر المبارك وسط مظاهر بهجة تسر الأعين بداية من شراء البالونات وركوب المراجيح، لكن يبقى المظهر الأهم هو "صاجات كحك العيد" التي تعتبر مناسبة العام كله التي تجمع الأهل والجيران لإظهار التفنن في "النقش على الكحك"، تليها فرحة الأطفال الغامرة بتسوية الصاجات في المخبز.
لكن الملاحظ أن كثيرا من الأسر ـ لاسيما في العاصمة المصرية القاهرة ـ بدأت العزوف عن صنع "الكعك والبسكويت" في المنزل كما كانت تجري العادات في السنوات السابقة وفرضت طبيعة الحياة السريعة شراء حلوى عيد الفطر جاهزة من المخابز وأسواق الحلوى وذلك للقادرين فقط.
قديما كانت إعلانات الدعاية للكعك الحكومي الجاهز تقطع الفوازير وألف ليلة وليلة على القناتين الوحيدتين وقتها الأولى والثانية، لتطل علي المشاهدين الفنانة "شرين رضا" في إعلان لصالح شركة (...........) المتخصصة في صناعة البسكويت، وتظل تعيد وتزيد حتى يبح صوتها :" ياختي هاتي كحك و غريبة (...........)..و لا عجن و خوتة و رص و نتيجة حسب الحظ..ده ياختي (........) اسم الله عليه ده جميل"..!!
وفي الليالي الأخيرة من رمضان يلتف الأطفال حول والدتهم يتخاطفون العجين، أما الأم فقد انحشرت بدورها بين الخالات والعمات في إطار عملية عجن ورص كبرى معروفة باسم "كعك العيد"، إحداهن تقوم بأخذ العجين المختمر من الأطباق، والأخرى تقوم "بنقشه"، وثالثة ترصه في "الصاجات" المخصصة للخبيز، حتى يأتي دور الصبايا والفتيان ليحملوه بكل فرحة إلى فرن المعلم "شرف" الموجودة على ناصية الحارة.

تتراوح أسعار الكعك في الأسواق المصرية ما بين 30جنيها إلى 45جنيها ، أما البسكوت فهو في الأفران الأفرنجية يبدأ من 17جنيها و في محلات الحلويات يبدأ من 22جنيها ، وفي حالة الحشو بالبندق وباقي المكسرات يزيد ثمنه ومعه "البيتي فور" ليصل السعره إلى ما فوق الـ50جنيها.
تقول هـ. ش موظفة : "من سنين كانت أسرتنا تتجمع عشان نعمل الكحك والبسكوت أواخر رمضان ، بس كنا بنعمله بكميات كبيرة وكانت عادة سنوية بنبقا فرحانين بيها .. لكن في الكام سنة الأخيرة كان في عيلتنا كذا حالة وفاة ، والعادة بتقول انه عيب نعمل كحك وفيه حالة وفاة .. وانا شخصيا مش مقتنعة بكده لأننا لو معملناش الكحك مش هانرجع الميت للحياة لكنها أعراف خلتنا مع السنين بطلنا نعمل الكحك في البيت ".
وتضيف: "دلوقتي الأسهل علينا نجيب الكحك والبسكوت جاهز بس طبعا بكمية قليلة مش زي زمان لما كنا بنعمله في البيت ".
وتشاركها الرأي ش . ع وهي حديثة الزواج :" شوفوا دلوقتي الأسعار بقت غالية قوي والواحد مبقاش فاضي ولا عنده طولة بال والكحك والبسكوت الجاهز بقا موجود في كل مكان والواحد يشتري منه أريح".
أما م. م فتقول : " إحنا لازم كل عيد نعمل الكحك في البيت وعلى فكرة ماما عملت السنة دي كحك زي العسل وقالتلي تعالي وانا روحت عملت معاها ".
وتقول أ. م موظفة: " والله لحد وقت قريب كنا بنعمل في البيت وكانت بتبقا قاعدة حلوة وكنا بنبقا مبسوطين وبنعمل كميات بتقعد عندنا شهور وبنبقا فرحانين بيها وناخد منها بعد العيد واحنا رايحين المدرسة ، لكن الحاجة دلوقتي غليت قوي وبقا صعب قوي الأسر تعمل في البيت زي زمان".
تنهدت أماني خالد ربة منزل قائلة :" بصراحة العيد دلوقتى مبقاش فيه بهجة ولا فرحة خالص..وفعلا الناس بطلت تعمل كحك قليل اوى اللى بيعملو ، بمناسبة الموضوع ده انا لسه انا بسال صاحبتى عملتو الكحك قالتلى لا احنا هنشترى"، وتضيف:" المشكلة مش بسبب الكحك البيتى ولا الجاهز المشكله بقت فى الاحساس بطعم العيد نفسه، يمكن دى بتختلف من انسان للتانى بس عن نفسى مش بحس بيهم، كنا زمان صغار وكل حاجة كانت حلوة فى عيونا وكنا عايشنها ببساطه دلوقتى كبرنا وكبرت مشاكلنا معانا، وبعدين الحاجة غليت أوي عن زمان وموضوع كحك العيد ده مبقتش أفكر فيه بسبب الضغوط اللى بقت على الانسان ومشاكل الحياة".
و تابعت مازحة:" وأنا أتعب ليه و يبوظ مني و يطلع محروق ولا ناشف ولا مش كويس ما أشتريه جاهز و زي الباشا و خلاص بدل ما أدوخ على المقادير و الطريقة" .
من جهتها أصرت س .ر موظفة على قولها: " هوه العيد يبقى عيد من غير لما تبقى قاعد مع عيلتك وتعملو الكحك ، يمكن اننا نعمل كحك دى الحاجة الوحيدة اللى بنعملها دلوقتى لكن نزور حد قليل اوى الناس دلوقتى مبقتش بتعمل صلة رحم وبصراحة كتر خيرهم اوى لو اتصلو ببعض عشان يعيدوا دول كدا يبقوا عملو انجاز".
وشاركتها صديقتها ن .م رأيها بالقول :" اللهم أني صائمة..الحاجات دي ممكن تتعبني و تتعب معدتي و تزيد نسب الدهون و السكر و أنا أصلاً مش بحب الحلويات للدرجة دي.. بصراحه الواحد مش بيحس بالعيد الا لما نعمل الحاجات دى فى البيت".

يقال إن الفراعنة هم أول من عرفوا صناعة الكعك والـ"بيتي فور"، حيث كان الخبازون في بلاط الفرعون آمون- رع يحسنون صنعه بأشكال مختلفة، وكانوا يمزجون معه العسل الأبيض ليصبح مذاقه غاية في الروعة.
وقد تمكن الحلواني الخاص بقصر الفرعون أن يصل بأشكاله المختلفة إلى 100 شكل نقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير (خم- ي- رع) في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة، وكان يسمى بالقُرص.
وكان الفراعنة يرسمون على الكعك صورة الشمس، وعندما زار المؤرخ الاغريقي هيرودوت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم في حين يمزجون الطين بأيديهم..!!
أما في التاريخ الإسلامي، فيرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
وفى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة توجد قوالب الكعك وعليها عبارات "كل هنيئا واشكر" و"كل واشكر مولاك" وعبارات أخرى لها نفس المعنى.

من جانبهم ينصح خبراء التغذية وأطباء الجهاز الهضمي بضرورة التعامل بحذر مع الطعام عموما حتى يعود الجهاز الهضمى للعمل بشكل طبيعى، كما كان قبل رمضان، كما ينصح باستخدام الزيوت النباتية فى تحضير الكعك.


ويحذر الخبراء من تناول الكعك بكميات كبيرة للشخص العادي لأنه يربك الجهاز الهضمي بعد فترة الصيام‏,‏ كما أنه يضيف سعرات حرارية كثيرة للجسم فيسبب زيادة الوزن لذلك فهو يعتبر مشكلة لمن يعانون أصلا من البدانة‏,‏ ولكنه لايمثل مشكلة بالنسبة للذين يعانون من نقص الوزن‏.
ورغم التحذيرات المتكررة يظل الكعك موروثا وتقليدا جميلا يبقى محفورا في الخيال يستحضره الجميع في أيام عيد الفطر ليظل الإعلان الرسمي والشعبي بحلول أيام العيد.

تحول الكعك بمرور الوقت إلى عادة تحرص الأم المصرية على تقديمها للأسرة والضيوف فى العيد، واصبح وجود الكعك في العيد في بيوت المصريين واحدا من مظاهر التراث وخاصة في المناطق الشعبية.
تقول ن.م ربة منزل :" إحنا بنشتكي مر الشكوى العيشة بقت صعبه ومش عارفين بكرة مخبي إيه إحنا نفسنا حد يوصل صوتنا للحكومة ويقولهم حرام يعني نعمل إيه نسيب البلد ليهم ياريت تقول لهم اتقو ربنا في الناس"، وعن مشاريعها الترفيهية في هذا العيد قالت :"إحنا كل سنة بنجيب الرنجة بس مش عرفة السنة دي ها نجيب إيه ربنا يرحمنا "..!

أما س.ل ربة منزل فتقول:"كان زمان يبدأ استعدادنا للعيد قبل رمضان ما يخلص بأسبوعين حيث نذهب لشراء الملابس وشراء مستلزمات كعك العيد أما ألان فالوضع اختلف بسبب ارتفاع الأسعار بس انا ست اقتصادية بعرف امشي نفسي كان عندي في البيت حجات مش عيزاها بدلتها بحجات الكعك يعني اعمل أية مش لازم افرح العيال وهي الحمد الله ماشية".
أما عم إبراهيم - عامل يومية على باب الله - فقد أطلق العنان لزفراته قبل أن يقول :"من أين تاتى النقود التي أشتري بها ملابس العيد والمدارس وكعك العيد كل دي في نفس الوقت، أنا دخلي الذي احصل علية في اليوم يدوب يكفي مصروف البيت".
عم إبراهيم شرح الموقف وهو يمسح حبات العرق التي انحدرت من جبينه، كاشفاً أن لدية أسرة كبيرة مكونة من عشرة أبناء وبنات معظمهم في المدارس، وابنته الكبيرة في الجامعة، وتحدث عن الأزمة الخانقة التي يعيشها داخل المنزل هو وأسرته قائلاً:" أنا أعمل منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة، ولم تمر علينا أيام أصعب من هذه الأيام، وأقسم بالله أنه استدان مبلغ 380جنية القسط الجامعي لابنته"، وختم عم إبراهيم حديثه المؤثر بدعاء حار للحكومة قائلاً:"حسبي الله ونعم الوكيل".

فرن الحلواني واحد من أهم المظاهر التي يتحلى بها التراث المصري والفولكلور الشعبي في رمضان‏,‏ ورغم الأزمة الاقتصادية فليس متوقعا أن ننتزع جذور تسوية كعك العيد عند الحلواني من داخل الأسرة المصرية التقليدية‏.



ومع نهاية شهر رمضان تسارع الأسر المصرية إلى شراء كميات ضخمة من الدقيق والزيوت ولوازم صناعة الكعك والبسكويت وتجد الازدحام على أشده قبل العيد في جميع المخابز لأنها تستعد لعمل كعك العيد.

ورغم انتشار المئات من شركات الحلويات والمخبوزات الكبرى، فضلا عن آلاف المخابز الصغيرة، والتى تتفنن فى صنع أجود أنواع الكعك والحلويات الخاصه بالعيد إلا أن ان عادة صناعة الكعك في المنزل تظل ضرورة ، تحرص عليها غالبية الأسر، خاصة في الأحياء الشعبية، رغم أنها صارت ترهق ميزانية غالبية الأسر وتكلفها الكثير من المال.



الست أم ندي تتهم أصحاب الأفران برفع أجرة التسوية قائلة:" أنا عندي 3 أولاد كنت بعمل ميزانية 15 جنيه للكعك عشان العيال السنة دي حتى الـ30 جنيه اللي دبرتهم مش مكفيين عشان الحاجة غالية والأسعار زادت حتي الفرن زود سعر التسوية بعد مكان 50 قرش بقى 1جنيه والله".



توجهنا إلى عم رشاد حسين صاحب فرن وسألناه عن تأثير الأزمة الاقتصادية الراهنة على رفع أجرة التسوية فاجاب :"والله مش عارف أقول إيه الواحد كان ذي اليومين دول ما بيبقاش ملاحق علي الشغل كانت زمان الستات في البيوت يبدأو عمل الكعك من نصف رمضان" .



ويضيف عم رشاد :" كانت الزبونة من دول تطلب 5 كيلوا من كل حاجة وتجيب معها 2 كيلوا زبده و5 علب سمن ود لوقتي بتيجي بتطلب 2كيلوا كعك وبسكوت او تأخذ كيلوا او نصف من اللي معمول ولا بقا فيه زبده ولا سمنة".



ويؤكد: " مفيش ست بتعمل في البيت وبتيجي تسوية عندك، دا كان الاول دلوقتي قليل جدا اللي بتعمل كده مفيش وحدة تكلف وفي الأخر الحاجة يمكن تطلع وحشة طب دا كان جوزها يطلقها"، وتابع ساخراً:" اصل الحاجة غالية الأسعار ارتفعت بنسبة 100% عن السنة اللي فاتت كان كيلوا الدقيق 170 قرش وصل إلي 350 قرش، والسمنة ارتفعت العلبة الكيلوا كانت 9 جنية وصلة إلي 11.5 وكمان ارتفعت العلبة الـ 13كيلوا من 50 إلي 75 جنية دلوقتي الـ 5000 جنيه ما يجيبوش حاجة"..!!



يسحب عم رشاد كرسياً ويجلس عليه قائلاً:" الفرن دي فتحة بيوت ناس بس هعمل إيه أنا بأخذ جنيه علي التسوية والعامل بياخذ 30 جنيه في اليوم طيب أجيب منين؟ أنا واقف اشتغل بيدي عشان أوفر في العمال والله أنا بروح مفيش في جيبي اكتر من 10 جنيه واسمي صاحب فرن ، الشعب بيصرخ والحكومة مش سمعانا وربنا يستر علي البلد".



ويتدخل صديقه مصطفي عبد المحسن ـ صاحب محل علافه ـ في الحديث قائلاً :"الحال واقف بسبب ارتفاع الأسعار الدقيق زاد بنسبة 80% من1.80 الى3.70 قرش واللي بيشتري بياخذ حجات بسيطه مش زى الأول اكتر ناس تاثرو من الموضوع هما الطبقة المتوسطة وعامل اليومية البسيط".



وعن أسباب ارتفاع اسعار الطحين قال عم مصطفي :" عندك احتكار كبار المستوردين ..وعندك درجة الحرارة المرتفعة اثرت علي القمح..والمصيبة الكبيرة بقا القمح المسرطن اللي بعثته أمريكا..مش بردو هي امريكا اللي بعتته يا بيه.."!!

تشير أرقام الرعب التى سربتها الحكومة إلى أن العيد هذا العام سيلتهم ‏66‏ ألف طن من الكعك بتكلفة لا تقل عن‏650‏ مليون جنيه مصري، ومن المتوقع بحسب بيانات الرعب الحكومية أن تتضاعف هذا العام نتيجة زيادة أسعار الدقيق والسمن والزيوت والسكر‏.‏



الحاجة ـ أم محمود ـ تقول :"أنا السنة دي بصراحة تعبت مش عارفة ادبر ايه ولا ايه المدارس ورمضان والعيد كل حاجة فوق دماغي والحكومة ما بترحمش الناس ماشية تكلم نفسها في الشارع يعني هو الريس مش حاسس باللي بيحصل للشعب ياريت حد يوصل صوتنا ليه ويقوله حرام أحنا مش لاقين نأكل أولادنا".



وأضافت بمرارة:" جوزي أرزقي عامل يومية مش عارفة أتصرف أزاي دي حتى المحلات غاليه أوي تصوروا الكيلوا وصل لـ 20 جنيه أجيب نصف كيلوا للعيال عشان ما يبصوش علي الجيران وأمري لله".



أما الست ام خالد فتقول :" انا كل سنة كنت بعمل 5 كيلوا من كل حاجة،عشان جيرانا المسيحيين لازم يفرحوا معنا ، وكمان بتصدق على الفقراء والمساكين من اهل الحتة و الأقارب وأخواتي،عشان المودة والتراحم دي أهم حاجة في العيد ودي عاداتنا اللي اتربينا عليها".



وتضيف بضيق شديد :" السنة دي مش هعمل اللي علي قد العيال، العيد فرحة وسرور بس الله يسامحها الحكومة ، حتى الفرحة حرمانا منها" !!



وعن ارتفاع سعر الدقيق يقول النقابي البارز الأستاذ ناجي رشاد من شركة المطاحن العامة لجنوب القاهرة :" استهلاكنا السنوي 13 مليون طن والانتاج المحلي 6 مليون كان مطلوب من الحكومة توفير باقي الكمية ولكن الحكومة كانت تريد ان تترك القطاع الخاص لكي يقوم بالاستيراد ولكنه فشل في ذلك فقامت بطرح مناقصة ثم جعلتها ممارسه عامة".



يضيف أ.رشاد :" السبب الرئيسي في الازمة ان الشركة لم تتمكن من توفير الدقيق لدرجة ان المخزون الاستراتيجي وصل 5 أيام فقط المفروض ان المخزون يكفي من 3 إلي 6 اشهر وأصبح مطلوب من الحكومة توفير باقي الكمية فبدأت تستورد بغباء وتشتري إنتاج الدقيق 82% بتاع رغيف العيش أبو 5 قروش بأي سعر وهذا هو السبب في عدم وجود القمح ورفع سعر الدقيق".

من جهته قال النقابي بنفس الشركة الأستاذ اشرف سعيد أن :" السبب وراء الارتفاع المفاجئ لسعر الدقيق ان الحكومة قامت في العام الماضي بشراء القمح من الفلاحين بسعر 1200 جنيه للطن مما أدي إلي التدخل الخارجي لخفض سعر الشراء من الفلاحين فقامت الحكومة بالفعل بخفض السعر إلي 800 جنيه للطن وامتنعت شركات المطاحن من شراء القمح من الفلاحين مما جعلهم يمتنعوا عن زراعة القمح هذا العام بالاضافة الى ارتفاع السعر العالمى للقمح الى 1600 جنيه للطن لأن الحكومة جعلتها عزبة لخدمة القطاع الخاص وأصحاب رأس المال".



وأضاف:" الحكومة مكلفة بتخزين القمح لمدة 6 أشهر علي الأقل ونتيجة طرح مناقصة وإسنادها إلي القطاع الخاص وفشله في تدبير القمح كانت النتيجة أن الأسعار ارتفعت الي هذا الحد ولسه مش عارفين هنوصل لحد فين، هذا ارتفاع أسعار وتحكم من الخارج وجوع وفقر والشعب غير قادر علي فعل أي شيء فهو يلهث وراء لقمة العيش التي ربما لا يستطيع الحصول عليها"، وختم حديثه ساخراً بتهكم:"وكل سنة وانتم طيبين"..!



مش هارجع أعجن تاني..!



وعن هذه "المعجنة" الرمضانية الكبري من (عجين وخبيز) تتحدث أبيات هذا الموال للأستاذ حسام الدين مصطفي من ملتقى الأدباء والمبدعين، حيث صور مارثون الأسر المصرية نحو العجين والخبيز قائلاً:
تاني بأشوف الزحمة كتير ...

وناس هناك واقفين طوابير

أسأل أقول خير يا أخوانا ...
دي جمعية فيها فراخ ..
طيب مدبوحة ولا صاحية تطير؟؟؟
قالوا لأ ده الفرن يا عم ...
وآدي صاجات مليانة بسكوت
انت غريب مش من البلد دي
ولا شارب حاجة ومبسوط!!!
قلت صحيح ... ده الجزء التاني
من الملحمة الرمضانية
الأولى خشاف وقطايف
والتانية غريبة بالسمنة مسقية

رحمتك يا رب ... ايه صاب العباد

ما فيش غير الشرب والزاد

هي المجاعة هتصيبنا

فبيخزنوا للولاد ...

كل ده كعك وكل ده بسكوت

وكل الستات سايبة شققها والبيوت

وسهرانة قدام الفران

آدي سعدية وأم شعبان

عمالين يرصوا صواني وصيجان

والواد زكي شايل كمان ...

يا حسرة عليك يا عم رضوان

هتلاقيها منين ولا منين

مصاريف مدارس ولا رمضان؟

ممكن سؤال يا ست سعادة .

هما دقيقتين لا أقل ولا زيادة

ردت وقالت .. وما له يا اخويا

قلت ليه كل ده كعك ...

شيئ بمكسرات وشيء سادة

قالت كل سنة وانت طيب

ده للعيد .. هي دي العادة

قلت شكرا ياست الناس

ممنون والله على دي إفادة..

قال بتقوللي عوايد وتقاليد!!!!

مين قال بيها ... وبيخليها

ثابتة في حياتنا كل عيد

لا ربنا قال ... ولا نبيه

يمكن نزل فيه شرع جديد؟!!

يا أخوانا حرام ..كدة تبزير

عادة تضر ومش بتفيد

أحسن نشوف مسكين محتاج

نعطيه صدقة وما يمدش إيد

سامع صوت حد بينده ...

إلحقونا هاتوا المطافي ...

جريت أشوف لقيت دخان

طالع من بلكونة أم صافي

تاني سألت ... خير يا جيراني

قالوا نامت وسابت الفرن

والكعك اتفحم وولع في ثواني

وأديها بتصرخ ...

اتنهدت وآه يا زماني

خلاص يا ستي ما تزعليش

البيت سليم وربك ستر

قالت اللي محزني

إني هأرجع أعجن تاني !!!!

عادات غريبة وحاجات عجيبة

بتيجي من وراها الف مصيبة

ناس تتخانق وناس تتعارك

وناس تايهة حياتها كئيبة

قال علشان مصاريف الكعك

هو ده ينفع اللي بيحصل

ناس علشانه تتخانق تزعل

وآدي أم بتعة ماشية غضبانة

ليه ياستي ... أصل أبو بتعة

ما جاش ويانا ...

وياكوا فين؟؟ ...

هنا في الفرن يشيل معانا

لكن برضه أرجع أقول

كل سنة وانت طيب

ياللي صيامك ما يتعَيب

ومضيت الشهر من ربك قُرَيِب

واتصدَقت وكمان زكيت

ربنا يكرمك بحج البيت

يالله سلام ... ولينا العودة

يا أهل الفضل والكرم والجودة

واصحى يا نايم وحد الدايم

رمضان خلاص ... راحت أيامه

يا بخت اللي صدق في صيامه

والسنة الجاية ... تيجي بأيام هنية

على كل أهل الاسلام والأمة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق