الأحد، 11 سبتمبر 2011

نص قانون الطوارئ المصري

نص قانون الطوارئ المصري المطبق في مصر منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن ما عدا فترات قصيرة عاشت فيها مصر بدونه و خارج إصره, كما أن الرئيس مبارك يطبقه على البلاد منذ 1981م و حتى الآن و إلى ما شاء الله

قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة
بالقانون رقم 162 لسنة 1958
بشأن حالة الطوارئ

باسم الأمة
رئيس الجمهورية

بعد الاطلاع على الدستور المؤقت وعلى المرسوم التشريعي رقم 150 الصادر في الإقليم السوري بتاريخ 22/6/1949 المتضمن تنظيم الإدارة العرفية


وعلى القانون رقم 533 لسنة 1954 في شأن الأحكام العرفية الصادر في الإقليم المصري والقوانين المعدلة له قرر القانون الآتي

مادة 1

يعمل بالقانون المرافق في شأن حالة الطوارئ

مادة 2

يلغى المرسوم التشريعي رقم 150 الصادر في 22/6/1949 والقانون رقم 533 لسنة 1954 المشار إليهما وكذلك كل نص يخالف أحكام هذا القانون


مادة 3

ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية, ويعمل به في إقليمي الجمهورية من تاريخ نشره

صدر برئاسة الجمهورية
في 13 ربيع الأول سنة 1378هـ
المـوافق 27 سبتمبر سنة 1958 م
********

قانون بشأن حالة الطوارئ
مادة 1

يجوز إعلان حالة الطوارئ كلما تعرض الأمن أو النظام العام في أراضي الجمهورية أو في منطقة منها للخطر سواء كان ذلك بسبب وقوع حرب أو قيام حالة تهدد بوقوعها أو حدوث اضطرابات في الداخل أو كوارث عامة أو انتشار وباء
مادة 2

يكون إعلان حالة الطوارئ وانتهاؤها بقرار من رئيس الجمهورية ويجب أن يتضمن قرار إعلان حالة الطوارئ ما يأتي
أولا: بيان الحالة التي أعلنت بسببها
ثانيا: تحديد المنطقة التي تشملها
ثالثا: تاريخ بدء سريانها
مادة 3

لرئيس الجمهورية متى أعلنت حالة الطوارئ أن يتخذ بأمر كتابي أو شفوي التدابير الآتية
أولاً
وضع قيود على حرية الأشخاص في الاجتماع والانتقال والإقامة والمرور في أماكن أو أوقات معينة والقبض على المشتبه بهم أو الخطرين على الأمن والنظام العام واعتقالهم والترخيص في تفتيش الأشخاص والأماكن دون التقيد بأحكام قانون الإجراءات الجنائية وكذلك تكليف أي شخص بتأدية أي عمل من الأعمال
ثانياً
الأمر بمراقبة الرسائل أيا كان نوعها ومراقبة الصحف والنشرات والمطبوعات والمحررات والرسوم وكافة وسائل التعبير والدعاية والإعلان قبل نشرها وضبطها ومصادرتها وإغلاق أماكن طباعتها
ثالثاً
تحديد مواعيد فتح المحال العامة وإغلاقها, وكذلك الأمر بإغلاق هذه المحال كلها أو بعضها
رابعاً
الاستيلاء على أي منقول أو عقار والأمر بفرض الحراسة على الشركات والمؤسسات وكذلك تأجيل أداء الديون والالتزامات المستحقة والتي تستحق على ما يستولى عليه أو على ما تفرض عليه الحراسة
خامساً
سحب التراخيص بالأسلحة أو الذخائر أو المواد القابلة للانفجار أو المفرقعات على اختلاف أنواعها والأمر بتسليمها وضبطها وإغلاق مخازن الأسلحة
سادساً
إخلاء بعض المناطق أو عزلها وتنظيم وسائل النقل وحصر المواصلات وتحديدها بين المناطق المختلفة ويجوز بقرار من رئيس الجمهورية توسيع دائرة الحقوق المبينة في المادة السابقة على أن يعرض هذا القرار على مجلس الأمة في أول اجتماع له
مادة 3 مكرر
(1)
يكون للشخص المعتقل وفقا للمادة السابقة أن يتظلم من أمر الاعتقال إذا انقضت ستة أشهر (تم تعديل المدة إلى ثلاثين يوما فقط بدل ستة شهور) من تاريخ صدوره دون أن يفرج عنه ويكون التظلم بطلب يقدم بدون رسوم إلى محكمة أمن دولة عليا تشكل وفقاً لأحكام هذا القانون وتفصل المحكمة في التظلم على وجه السرعة ولا يكون قرار المحكمة بالإفراج نافذاً إلا بعد التصديق عليه من رئيس الجمهورية

(2)
يجوز لمن فرضت الحراسة على أمواله طبقاً للمادة ولكل ذي شأن أن يتظلم من أمر فرض الحراسة أو يتظلم من إجراءات تنفيذه ويكون التظلم بطلب يرفع بغير رسوم إلى محكمة أمن دولة عليا تشكل وفقاً لأحكام هذا القانون ويجب أن تختصم فيه الجهة الإدارية التي تتولى تنفيذ الأمر الصادر بفرض الحراسة, كما يجب أن يختصم فيه من فرضت الحراسة على أمواله إذا كان الطلب قد رفع من غيرهوتفصل المحكمة في التظلم بتأييد الأمر أو إجراء تعديلهولا يكون قرار المحكمة بإلغاء أمر فرض الحراسة نافذاً إلا بعد التصديق عليه من رئيس الجمهورية. ويجوز لمن رفض تظلمه أن يتقدم بتظلم جديد كلما انقضت ستة أشهر من تاريخ الرفض.

مادة 4

تتولى قوات الأمن أو القوات المسلحة تنفيذ الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه وإذا تولت القوات المسلحة هذا التنفيذ يكون لضباطها ولضباط الصف ابتداء من الرتبة التي يعينها وزير الحربية سلطة تنظيم المحاضر للمخالفات التي تقع لتلك الأوامروعلى كل موظف أو مستخدم عام أن يعاونهم في دائرة وظيفته أو عمله على القيام بذلك ويعمل بالمحاضر المنظمة في استثبات مخالفات هذا القانون إلى أن يثبت عكسها
مادة 5

مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد تنص عليها القوانين المعمول بها أو من يقوم مقامه من رئيس الجمهورية بها يعاقب كل من خالف الأوامر الصادرة بالعقوبات المنصوص عليها في تلك الأوامر على ألا تزيد هذه العقوبة على الأشغال الشاقة المؤقتة ولا على غرامة قدرها أربعة آلاف جنيه أو اربعون ألف ليرة وإذا لم تكن تلك الأوامر قد بينت العقوبة مع مخالفة أحكامها فيعاقب على مخالفتها بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز خمسون جنيها أو خمسمائة ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين

مادة 6

يجوز القبض في الحال على المخالفين للأوامر التي تصدر طبقاً لأحكام هذا القانون والجرائم المحددة في هذه الأوامرويجوز للمقبوض عليهم في غير الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي والجرائم الأخرى التي يصدر بتعيينها أمر من رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه أن يتظلم من أمر حبسه للمحكمة المختصةوللمحكمة أثناء نظر الدعوى أن تصدر قراراً بالإفراج المؤقت عن المتهم أيا كانت الجريمة التي يحاكم من أجلها ويكون قرار المحكمة في جرائم أمن الدولة الداخلي والخارجي أو الجرائم التي يصدر بتعيينها أمر من رئيس الجمهورية خاضعاً لتصديق رئيس الجمهورية أو من يفوضه بذلك

مادة 7

تفصل محاكم أمن الدولة الجزئية والعليا في الجرائم التي تقع بالمخالفة لأحكام الأوامر التي يصدرها رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه وتشكل كل دائرة من دوائر أمن الدولة الجزئية بالمحكمة الابتدائية من أحد قضاة المحكمة وتختص بالفعل في الجرائم التي يعاقب عليها بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين
وتشكل دائرة أمن الدولة العليا بمحكمة الاستئناف من ثلاثة مستشارين وتختص بالفصل في الجرائم التي يعاقب عليها بعقوبة الجناية وبالجرائم التي يعينها رئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه أيا كانت العقوبة المقررة لها. ويقوم بمباشرة الدعوى أمام محاكم أمن الدولة عضو من أعضاء النيابة العامةويجوز استثناء لرئيس الجمهورية أن يأمر بتشكيل دائرة أمن الدولة الجزئية من قاض واثنين من ضباط القوات المسلحة من رتبة نقيب أو ما يعادلها على الأقل وبتشكيل دائرة أمن الدولة العليا من ثلاثة مستشارين ومن ضابطين من الضباط القادة
ويعين رئيس الجمهورية أعضاء محاكم أمن الدولة بعد أخذ رأي وزير العدل بالنسبة للقضاة والمستشارين, ورأي وزير الحربية بالنسبة إلى الضباط
مادة 8

يجوز لرئيس الجمهورية في المناطق التي تخضع لنظام قضائي خاص أو بالنسبة لقضايا معينة أن يأمر بتشكيل دوائر أمن الدولة المنصوص عليها في المادة السابقة من الضباط وتطبق المحكمة في هذه الحالة الإجراءات التي ينص عليها رئيس الجمهورية في أمر تشكيلهاوتشكل دائرة أمن الدولة العليا في هذه الحالة من ثلاثة من الضباط القادة ويقوم أحد الضباط أو أحد أعضاء النيابة بوظيفة النيابة العامة
مادة 9

يجوز لرئيس الجمهورية أو لمن يقوم مقامه أن يحيل إلى محاكم أمن الدولة الجرائم التي يعاقب عليها القانون العام
مادة 10

فيما عدا ما هو منصوص عليه من إجراءات وقواعد في المواد التالية أو في الأوامر التي يصدرها رئيس الجمهورية تطبق أحكام القوانين المعمول بها على تحقيق القضايا التي تختص بالفصل فيها محاكم أمن الدولة وإجراءات نظرها والحكم فيها وتنفيذ العقوبات المقضي بهاويكون للنيابة العامة عند التحقيق كافة السلطات المخولة لها ولقاضي التحقيق ولغرفة الاتهام ,قاضي الإحالة, بمقتضى هذه القوانين

مادة 11

لا تقبل الدعوى المدنية أمام محاكم أمن الدولة
مادة 12

لا يجوز الطعن بأي وجه من الوجوه في الأحكام الصادرة من محاكم أمن الدولة ولا تكون هذه الأحكام نهائية إلا بعد التصديق عليها من رئيس الجمهورية
مادة 13

يجوز لرئيس الجمهورية حفظ الدعوى قبل تقديمها إلى المحكمة، كما يجوز له الأمر بالإفراج المؤقت عن المتهمين المقبوض عليهم قبل إحالة الدعوى إلى محكمة أمن الدولة
مادة 14

يجوز لرئيس الجمهورية عند عرض الحكم عليه أن يخفف العقوبة المحكوم بها أو يبدل بها عقوبة أقل منها
أو أن يلغي كل العقوبات أو بعضها أيا كان نوعها أصلية أو تكميلية أو تبعية أو أن يوقف تنفيذ العقوبات كلها أو بعضها, كما يجوز له إلغاء الحكم مع حفظ الدعوى أو مع الأمر بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى، وفي هذه الحالة الأخيرة يجب أن يكون القرار مسببا فإذا صدر الحكم بعد إعادة المحاكمة قاضيا بالبراءة وجب التصديق عليه في جميع الأحوال وإذا كان الحكم بالإدانة جاز لرئيس الجمهورية إلغاء العقوبة أو تخفيفها أو وقف تنفيذها وفق ما هو مبين في الفقرة الأولى أو إلغاء الحكم مع حفظ الدعوى

مادة 15

يجوز لرئيس الجمهورية بعد التصديق على الحكم بالإدانة أن يلغي الحكم مع حفظ الدعوى أو أن يخفف العقوبة أو أن يوقف تنفيذها وفق ما هو مبين في المادة السابقة, وذلك كله ما لم تكن الجريمة الصادرة فيها الحكم جناية قتل عمد أو اشتراك فيها
مادة 16

يندب رئيس الجمهورية بقرار منه أحد مستشاري محكمة الاستئناف أو أحد المحامين العامين على أن يعاونه عدد كاف من القضاة والموظفين وتكون مهمته التثبت من صحة الإجراءات وفحص تظلمات ذوي الشأن وإبداء الرأي, ويودع المستشار أو المحامي العام في كل جناية مذكرة مسببة برأيه ترفع إلى رئيس الجمهورية قبل التصديق على الحكموفي أحوال الاستعجال يجوز للمستشار أو المحامي العام الاقتصار على تسجيل رأيه كتابة على هامش الحكم
مادة 17

لرئيس الجمهورية أن ينيب عنه من يقوم مقامه في اختصاصاته المنصوص عليها في هذا القانون كلها أو بعضها وفي كل أراضي الجمهورية أو في منطقة أو مناطق معينة فيها

مادة 18

لا يترتب على تنفيذ هذا القانون الإخلال بما يكون لقائد القوات العسكرية في حالة الحرب من الحقوق في منطقة الأعمال العسكرية

مادة 19

عند انتهاء حالة الطوارئ تظل محاكم أمن الدولة مختصة بنظر القضايا التي تكون محالة عليها وتتابع
نظرها وفقاً للإجراءات المتبعة أمامهاأما الجرائم التي يكون المتهمون فيها قد قدموا إلى المحاكم فتحال إلى المحاكم العادية المختصة وتتبع في شأنها الإجراءات المعمول بها أمامها
مادة 20

يسري حكم الفقرة الأولى من المادة السابقة على القضايا التي يقرر رئيس الجمهورية إعادة المحاكمة فيها طبقاً لأحكام هذا القانونويبقى لرئيس الجمهورية كافة السلطات المقررة له بموجب القانون المذكور بالنسبة للأحكام التي تكون قد صدرت من محاكم أمن الدولة قبل إلغاء حالة الطوارئ ولم يتم التصديق عليها والأحكام التي تصدر من هذه المحاكم طبقاً لما تقرره هذه المادة السابقة

الخميس، 8 سبتمبر 2011

ما لا تعرفة عن برج العذراء



بما أن كلمة العذراء ترمز إلى الطهارة والعفة قد نجد بين مواليد هذا البرج العديد من الأشخاص العازبين والمنادين بمبدأ الارتباط العذري . غير أنه لا يجوز تعميم القاعدة لأن الكثيرين أيضاً يتزوجون ويستـقرون وكثيراً ما ينجحون في دور الأزواج والآباء إلى أقصى حد . من الظواهر التي لا يختلف فيها اثنان ظاهرة بُعد هؤلاء الأشخاص عن الحشود والاحتـفالات وما شابهها وذلك لسببين رئيسيين : الأول مزاج خاص يجعل اختلاطهم بالناس صعباً ويحول بالتالي بينهم وبين وسائل الترفيه والسلوى , والثاني نداء الواجب الذي يشغلهم عن التـفاهة والسطحية .
مولود برج العذراء قليل الأحلام والتصورات , يرفض التلهي بفقاقيع الهواء وقصور الرمال . كل من يراه أول وهلة يعتـقد أنه مشغول الفكر بقضية عويصة تـنتظر منه الحل أو قلق من جراء أزمة نفسية تـتـنازعه . والواقع أن هموم هذا الإنسان عادة متأصلة فيه . إنها وليدة طبعه ومزاجه ولا يد لأحد فيها . حتى الابتسامة المشرقة على وجهه تظهر مشحونة بالقلق والتـفكير . ومع ذلك تبدو قسماته هادئة مسترخية في معظم الأحيان الأمر الذي يُناقض الأثر الذي يتركه في الناس أول وهلة .
هذا الإنسان الذي عُرفت عنه الكفاءة والبرود وصفاء الذهن قلق في قرارة نفسه إلى الدرجة التي يهتـز معها توازنه النفسي والصحي , ومع ذلك يسعى للقيام بواجبه حتى النهاية وإن كان يقبل التظاهر بالمرض في بعض الأحيان ليستطيع رفض أمر ما فـُرض عليه . وفيما عدا ذلك هو صادق الرأي والكلمة , جدير بتسلم المهام والمسؤوليات , يمكن الاعتماد عليه في أقصى الظروف وأكثرها تعقيداً . إنه أيضاً قليل الأوهام تجاه الناس والحياة , يدرك حقيقة الأشياء ويعرف تماماً إلى أين يسير حتى وهو غارق في الحب . إلى جانب ذلك له مواقف معينة بالنسبة إلى أكله وشربه وصحته ونظافته وعلى الخصوص هذه الأخيرة التي لا يجاريه فيها أحد .
ليس مواليد برج العذراء جميعاً عقلانيين متمسكين بالواقع , فبعضهم يبدو مغلفاً بالأحلام على الرغم من عقله الذي يرفض ذلك . لكن مما لا شك فيه أنهم جميعاً دون استـثـناء يكرهون في سواهم الإهمال والتـقصير والكسل والغباوة , ولا يُستبعد أن تـثير فيهم تلك النقائص والعصبية على الرغم من عذوبتهم الطبيعية التي فيها راحة وبلسم للمرضى , ولهذا السبب هناك ممرضات عديدات ينتمين إلى برج العذراء . حتى من لم يمتهن منهم التمريض يحرص على صحته وصحة غيره بواسطة الأدوية والعقاقير مع أن مولود برج العذراء يرفض تناول أي دواء ما لم يعرف الكثير عن تركيبه وكيفية استعماله وفوائده .
مواليد برج العذراء أكثر الناس تمسكاً بالعادات وأمهرهم في فن الجدل والنقاش . إذا بحثوا أمراً غاصوا في تـفاصيله وتعرجاته إلى درجة إثارة جنون البعض , لكنهم أقدر الناس على فك الرموز والعقد وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي . وهم أيضاً على استعداد تام للمساعدة , وكثيراً ما يسرعون إلى انتشال الآخرين من الضياع دون أن يطلب منهم ذلك . إن أكثر ما يساعدهم على النجاح في مثل تلك المهمات الصعبة عقلهم المنظم إلى حدّ بلورة الأهداف وحذف كل الهوامش التي من شأنها أن تـُعرقل سير القضايا . انطلاقاً من ذلك يمكن القول إن هؤلاء الأشخاص يتمتعون بدقة الملاحظة وصفاء الذهن وانكشاف الرؤية بحيث يصبح سهلا ً عليهم تلمس مواطن الضعف عندهم وعند سواهم مع فارق بسيط هو أنهم يرفضون الإشارة إلى ضعفهم من قريب أو بعيد .
من السهل جداً اكتشاف مولود العذراء في جمع ما . فهو غير قادر على الجلوس هادئاً مدة طويلة . يُفضل زرع المكان جيئة وذهاباً , ويوحي بأن أشياء مهمة تـنـتظره في مكان آخر . في مشيته بعض الغرابة هذا إن لم يكن أعرج فعلا ً . حريص على المال والعاطفة , يكره طلب حاجة على الرغم من استعداده الكبير للمساعدة . وبما أنه يرفض الاتكال على أحد يسعى لتأمين شيخوخته بكل الوسائل . يكره جداً البطالة والتسول , لكنه لا يتردد في إعانة المعوزين والمستحقين . حرصه يمتد إلى وقته فلا يقبل أن يفرط فيه مهما تكن الأسباب .
إذا اتهم هذا الإنسان الطيب بالأنانية فبسبب تمسكه بمبادئه وإصراره على الرفض في حالة عدم اقتـناعه . من الجائز أن تنهار صحته – الممتازة أساساً – بفعل التشاؤم والهموم والضغوط النفسية والجسدية . اهتمامه بصحته وغذائه يدرأن عنه المرض لحسن الحظ .
من أفضل مزاياه الواقعية والصدق والتنظيم والاقتصاد والتمييز والوضوح . حتى مواقفه السلبية تتسم بالقوة والفعالية . والبرهان على ذلك تمرسه في النقد الذاتي في الوقت الذي يصعب فيه على الآخرين نقدهم له .
وباختصار إن في هذا الإنسان من المقدرة والشجاعة ما يكفي لتحديد مصيره بنفسه أكثر من الآخرين . وهو بتحكمه في أحلامه يبقى خارج دائرة الهوس واللامعقول أكثر من أي إنسان آخر . يُضاف إلى هذا – وهو شيء غير متوقع من هذا النوع من الأشخاص – أن مولود برج العذراء شديد الجاذبية متى علق به القلب لا يعود يستطيع الانفصال عنه في حال من الأحوال .
الـرجل العـذراء
لم يُخلق حتماً للمرأة العاطفية المتعطشة أبداً إلى عبارات الوجد والهيام , وإذا قـُدر لهذه المرأة أن تقع في حب رجل من هذا النوع فلا بد من أن تتحوّل نارها يوماً إلى صقيع بسبب برود مظهره ونظرته المادية وفكره البعيد عن الوهم والخيال . لكن واقعيته هذه أكثر ما تتناول حياته الفكرية وليس مستحيلا ً بالتالي جره إلى العلاقة الطبيعية التي تنشأ عادة بين الرجل والمرأة . إلا أنه في الحب لا يُشبه رميو جوليـيت ولا قيس ليلى لجهله فن البكاء والتحرق واللوعة , ولتفضيله وسائل التعبير الأقرب إلى الحياة العملية كحسن المعاملة والرعاية والإخلاص .
يبدو هذا الرجل أول وهلة كأنه صُنع من الفولاذ والثلج في آن واحد , ومع ذلك هناك وسائل تساعد على غزو قلبه المنيع , إلا أنها غير الغنج والملاحقة والعداء والإصرار وجميع الطرق الأخرى التي تسلكها المرأة عادة في الحب . تدور الأمور التي يهتم بها الرجل الذي ينتمي إلى برج العذراء حول نوع الحب لا كميته , لذلك قلما يقع فيه . وإذا وقع بصورة جادة سرعان ما ينكشف له حظه العاثر في هذا الميدان فيحاول دفن عذابه في عمله , ويزداد بُعده عن الناس , ويُضاعف الحيطة والحذر كي لا يقع مرة أخرى .
إن سلاح المرأة مع هذا الرجل الصبر والتأني والحذر . هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لتعلم أن الطهارة شيء مقدس في نظره وأن حياة العزوبة ليست ثـقيلة عليه كما يعتقد . فإذا وضع القدر بعض العراقيل على طريق زواجه حاد عنه وبقي عازباً عن قناعة ورضى . يتمتع في الوقت ذاته بسحر خفي لا يوصف . لا أحد يعلم بالضبط كيف ومتى ينجذب نحوه الآخرون ولكن الجميع يعلمون أن أكثر القلوب مناعة يهوي تحت ضغط جاذبيته الشديدة . وتـنطوي شخصيته على الفكر الحاد والمادة الصلبة . وبما أنه متواضع ومحب للتحليل والاختبار في الوقت نفسه يصعب عليه إقامة علاقات جسدية بحتة , فهو مترفع حتى في القضايا الجنسية , والحب عنده أقرب إلى الطهر منه إلى الشهوة . كل ذلك بالإضافة إلى أن ميله إلى النقد يجعله يواصل البحث طويلا ً قبل أن يجد فتاة أحلامه . وبكلام آخر إن تحريك هذا الإنسان على الصعيد العاطفي وحده صعب إن لم يكن مستحيلا ً وخصوصاً لأن في وسعه العيش وحيداً طوال حياته دون أن يشعر بأي حنين إلى شريكة العمر التقليدية .
يُفضل مولود برج العذراء المرأة التي تعني ببيتها ومطبخها ونظافة أولادها . لا يهمه كثيراً أن يُرزق أولاداً , لكن إذا ما جاءوا أحسن رعايتهم وتربيتهم وبث فيهم الخلق الرفيع والفكر السامي والمواطنة الصحيحة , وهم بدورهم يأخذون عنه حب الثـقافة واحترام العلم والآداب . لكن يُخشى أن يقوم بين هذا الرجل وبين أولاده مع الوقت جدار من البرود والجفاء لا لسبب سوى تردده في إظهار الحب والحنان .
مهما تكن عيوب هذا الرجل يبقى عنده من الحسنات والقيم ما يكفي لكي يشعر جميع نساء العالم بالغيرة والحسد تجاه الزوجة التي اصطفتها فكره وقلبه .
المـرأة العـذراء
يُخطئ الذين يتوقعون من هذه المرأة الضعة والطهارة بصورة دائمة إذ ينسون أو يتناسون أنها – قبل كل شيء آخر – أنثى مفطورة على الضعف والقوة والحسنات والعيوب وذلك على الرغم من المعاني السامية التي ينطوي عليها رمزها الذي هو العذرية . هذه المرأة على الرغم من حيائها الفطري كفيلة بملاحقة أهدافها والتشبث بسعادتها وحقها في الحياة ولو اضطرت إلى هجر بيتها وزوجها وأولادها . إن ما يدفعها إلى بعض تلك المواقف المتطرفة هو في الواقع إيمانها بالصدق وكرهها الشديد للرياء مع أنها من فئة النساء اللواتي يُعطين للمجتمع أهمية ومكانة . فكل تصرف من قلبها لا يرضى عنه مجتمعها يُشعرها بالخجل والأسى , ومع ذلك ترفض التراجع عن أي قرار تؤمن عن حق أنه عين الصواب .
المرأة في برج العذراء عاطفية واقعية في آن واحد , تسعى لذروة الكمال في كل أعمالها على الرغم من سلبية بعض صفاتها . فهي تعتقد مثلا ً – عن يقين تام طبعاً – أنها أكثر النساء كفاءة تقريباً وأقدرهن على التـنظيم , كما تؤمن بعبث كل جدل يُثيره الآخرون معها وذلك لتمسكها بقراراتها وآرائها . ويمكن القول إن الاعتراف بالخطأ لغة تجهلها هذه المرأة مع أنها تتمتع بمهارة خاصة في تمييز الصدق من الكذب . عنادها في الواقع لا يُجارى مع أنها تبدو في الحالات العادية طيبة دمثة الخلق إلى أبعد الحدود .
المرأة في برج العذراء تتمتع أيضاً بصفاء الفكر ونقاء السريرة وإن لم تكن ساذجة إلى الدرجة التي يعتقدها البعض . إنها على العكس بعيدة عن السذاجة يصعب جرها إلى شرك الكلام المنمق المعسول , ومقابل ذلك يتم حديثها دائماً عن تهذيبها الفطري وتتسم جميع تصرفاتها بالنبل والتواضع وذلك على الرغم من الإعجاب والثقة بالنفس المعروفين عنها . هذا ويحق لها أن تـُعجب بنفسها لأنها جميلة الصورة , ذكية الملامح , سريعة الخاطر , في ضحكتها جرس موسيقي عذب وفي عينيها صفاء عجيب . يداها الماهرتان تـتـقنان الأعمال وخصوصاً تلك التي تتعلق بخيرات الأرض كزراعة الأزهار وقطف الفاكهة وطبخ أصناف الحبّ , حتى عجن الدقيق وخبزه في البيت .
من أحب الهوايات إلى نفسها المطالعة والموسيقى والمسرح ومختلف المهرجانات الفنية , وهي في جميع هذه الميادين دقيقة الملاحظة سريعة البديهة تعطي رأيها بتجرد تام , وتوجه النقد بأسلوب سلس عميق . تكره القمار والسبق وجميع الهوايات التي يدخل فيها عنصر المغامرة والتبذير .
تستطيع امرأة برج العذراء أن تكون زوجة مثالية تشارك رجلها همومه ومتاعبه فلا يشعر بالقلق والتوتر اللذين يصيـبان عادة صاحب المسؤوليات المتعددة والأحمال الثـقيلة . والحقيقة أن في شجاعتها النادرة وقدرتها على مواجهة المسؤوليات أفضل عون لزوجها . هذا بالإضافة إلى إخلاصها الذي لا يتزعزع , إلا لأسباب قاهرة وخارجة عن إرادتها , فإذا شذت عن الطريق السوي لا تلبث أن تعود إليه تائبة مستغفرة , وإذا لم تعد كان معنى ذلك أنها اختارت طريقاً جديداً يكفل لها الصراحة والصدق تجاه نفسها وتجاه الآخرين .
وفي ميدان الأمومة مواهب هذه المرأة كثيرة , منها اللطف والحزم والاهتمام بالقواعد الغذائية والصحية السليمة والمبادئ الخلقية الرفيعة . أولادها يلجئون إليها في الأوقات العسيرة ويستمدون من صفائها وابتسامتها الشجاعة والتفاؤل .
يُقال إن فضل هذه المرأة على زوجها كبير من نواح ثلاث على الأقل : أولا ً تحرص على ماله ورزقه , ثانياً تحافظ على أسراره , وثالثاً تنظم له أعماله . لو أردنا إضافة ناحية رابعة لا غير لقلنا أن هناك أيضاً ابتسامتها التي تـنسيه الهموم حقاً .

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

ميزان القوي العسكرية بين مصر وإسرائيل


ميزان القوي العسكرية بين مصر وإسرائيل










· أمريكا ضمنت لإسرائيل تفوقا
نوعيا في السلاح المتطور ولكن كفاءة المقاتل المصري وعقيدته القتالية تحسم
أي مواجهة كما حدث عام 1973



· إسرائيل لديها 176500 مقاتل منهم 133 ألفا للجيش و9500 للبحرية و34 ألفا للقوات الجوية



· مصر لديها 468500 مقاتل منهم 340 ألفا للقوات البرية و18500 للبحرية و30 ألفا للجوية و80 ألفا للدفاع الجوي









التوتر الحالي علي الحدود
المصرية الإسرائيلية يدفعنا للحديث عن ميزان القوي العسكري بين مصر
وإسرائيل، خاصة بعد التهديدات المبطنة من بعض القادة الإسرائيليين وبحثهم
عن ذريعة للتدخل العسكري.



وفي هذا الشأن يمكن الاعتماد علي
مرجعين هامين الأول هو تقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بشأن
ميزان القوي في العالم لعام 2010 وتقرير أنطوني كوردسيمان الصادر عن معهد
الدراسات الأمنية والدولية بالولايات المتحدة والخاص بميزان القوي العسكرية
بين العرب وإسرائيل لعام 2010.



بالطبع يقدم التقريرأرقاماً
تقريبية لا يمكن الجزم بدقتها التامة ولكنه علي أي حال يعطي صورة واضحة عن
موازين القوي في المنطقة، وما يعنينا هنا هو التوازن العسكري بين مصر
وإسرائيل.



يشير تقرير الميزان العسكري لعام
2010 إلي أن عدد القوات المصرية العاملة يبلغ 468500 مقاتل منهم 340
ألفاًُ للقوات البرية و18500 للقوات البحرية و30 ألفاً للقوات الجوية و80
ألفاً بقوات الدفاع الجوي، بينما يبلغ حجم القوات شبه العسكرية حوالي 397
ألفاً. وتقدر قوات الاحتياط في الجيش المصري بنحو 479 ألفاً منهم 375 ألفً
للقوات البرية و14 ألفاً للبحرية و20 ألفاً للقوات الجوية و70 ألفاً لقوات
الدفاع الجوي.



بالنسبة لإسرائيل يبلغ حجم
القوات 176500 مقاتل عامل منهم 133 ألفاً للجيش و9500 بالبحرية و34 ألفاً
للقوات الجوية وحوالي 8050 ضمن القوات شبه العسكرية. ويبلغ حجم قوات
الاحتياط في الجيش الإسرائيلي 565 ألفاً موزعين علي القوات البرية (500
ألف) والبحرية (10 آلاف) والقوات الجوية (55 ألفاً). وتبلغ مدة التجنيد
للضباط 48 شهراً و36 شهراً للمدنين بغض النظر عن المؤهل وللنساء 24 شهراً
والخدمة العسكرية في إسرائيل مقتصرة علي اليهود والدروز فقط. ولكن يمكن
للمسلمين والشراكسه أن يتطوعوا للخدمة. ويخضع الجنود للتدريب السنوي بعد
انتهاء الخدمة كاحتياطي قتالي حتي سن 41 عاماً وإلي سن 54 عاماً لبعض
المتخصصين.



بالنسبة للجيش المصري فهو مكون
من قوات مدرعة قوامها 4 فرق مدرعة ولواء حرس جمهوري و4 لواءات مستقلة وقوات
مشاه ميكانيكي مكونة من 7 فرق و4 لواءات مستقلة وقوات محمولة جواً مكونة
من لواءين وقوات مشاة مكونة من فرقة واحدة ولواءين مستقلين وقوات صاعقة
مكونة من 5 مجموعات ومجموعة لمكافحة الإرهاب. أما المظلات فتتكون من لواء
واحد والمدفعية فتتكون من 15 لواء مستقلا ولواء لصواريخ أرض أرض وأخر
لصواريخ سكود B.



لدي القوات المصرية 3723 دبابة
قتال رئيسية منها قرابة ألف دبابة M1A1 وهي أفضل الدبابات الأمريكية علي
الإطلاق علاوة علي 300 دبابة M-60A1 و850 دبابة M-



60A3 و500 دبابة T-62 روسية مخزنة و260



دبابة رمسيس 2 وهي نسخة معدلة من الدبابة



T54-55 الروسية علاوة علي حوالي 840 دبابة T54 وT55 مخزنة. كما تمتلك القوات المصرية



412 مركبة استطلاع وحوالي 610
عربات مشاه مدرعة قتالية و4160 ناقلة جند مدرعة منها 2600 مجنزرة من طراز
M113A2 بمختلف أنواعها علاوة علي 500 من طراز BTR 50-



OT 62 وغالبيتها مخزنة وحوالي 1560 ناقلة



مدرعة علي عجلات منها العربة فهد وفهد 30 والوليد وBTR-60.



أما الجيش الإسرائيلي فيتكون من
ثلاث قيادات إقليمية كل منها مكون من فرقتين نظاميتين و فرقة أو فرقتين
إقليميتين ولواءين نظاميين. وتشمل إجمالي قوات الجيش علي فرقتين مدرعتين
و15 لواء والمشاة علي 4 فرق و12 لواء والمظليين علي 4 مجموعات والمدفعية
ذاتية الحركة علي 8 مجموعات.



أما تجهيزات الجيش الإسرائيلي فعبارة عن 3501 دبابة قتال رئيسية منها 1525 دبابة ميركافا بكافة طرازاتها و711 من طراز



M60A1-A3 و561 من طراز M48A5 أما



باقي الدبابات فهي طرازات عتيقة
مخزنة أو تستخدم كمدافع في أماكن ثابتة. وفي هذا الشأن يمكن القول أن
إسرئيل قد تتفوق من حيث كفاءة الدبابات ولكن لدي مصر خليط حديث من الدبابات
الأمريكة علاوة علي إمكانات تصنيعية، وهي بذلك تختلف عن غالبية الدول
العربية الأخري ومنها سوريا التي تمتلك دبابات روسية حديثة من طراز T72
ولكن يعيبها ضعف القدرة علي التصويب وعدم تجهيزها بمعدات رؤية ليلية وضعف
القدرة علي الإشتباك بعيد المدي.



تمتلك إسرائيل عددا ضخما من
مركبات القتال المدرعة والتي تشمل الدبابات الخفيفة وناقلات الجند المدرعة
والاستطلاع وغيرها ولكن أكثر من ثلث تلك المركبات عتيق لا يصلح للقتال.



بالنسبة للمدفعية عالية الكفاءة
تمتلك مصر 1952 قطعة منها 492 ذاتية الحركة و962 مقطورة و498 قاذفات صواريخ
متعددة أما بالنسبة لإسرائيل فهي تمتلك 1300 قطعة منها 620 مدفع ذاتي
الحركة و456 مدفعا مقطورا و224 قاذفة صواريخ متعددة. وفي هذا الشأن سنجد أن
مصر تتفوق علي إسرائيل من حيث المدفعية ذاتية الحركة ذات الكفاءة العالية
وقاذفات الصواريخ المتعددة من حيث الكم.



وبالنسبة للقوة الجوية تمتلك مصر
إجمالي 461 طائرة مقاتلة أكثر من نصفها من الطائرات الحديثة ذات الكفاءة
القتالية العالية وتشمل 220 طائرة F16 بمختلف أنواعها و18 طائرة ميراج 2000
فرنسية و18 طائرة F-4E فانتوم. أما باقي الطائرات المقاتلة المصرية فتشمل
نوعيات أخري أقدم منها ميراج 5 وميج 19و21 وألفا جيت وغيرها. في المقابل
تمتلك إسرائيل نفس عدد الطائرات المقاتلة الذي تمتلكه مصر وهو 461 منها 337
طائرة F16 بمختلف طرازاتها علاوة علي 87 طائرة F15 بطرازاتها المختلفة، أي
أنها تمتلك حوالي 424 طائرة عالية الكفاءة، وهنا يمكن التفوق الجوي
الإسرائيلي الذي يتفوق علي القوة الجوية عالية الكفاءة لمصر وسوريا والأردن
مجتمعين. ومن تلك الأرقام يتضح أن إسرائيل تعتمد علي الكم لا الكيف
بالنسبة للقوة الجوية وهو نفس الشيء الذي تتبعه مصر. ولا تقتصر القوة
الجوية علي المقاتلات والقاذفات وطائرات الهجوم الأرضي، بل تشمل أيضاً
طائرات الاستطلاع والحرب الالكترونية والمخابرات والقيادة والسيطرة. وتمتلك
مصر من تلك الطائرات حوالي 37 طائرة وفي المقابل تمتلك إسرائيل من تلك
الطائرات 21 طائرة. وبالنسبة للهليكوبتر الهجومية القادرة علي العمل بكفاءة
تمتلك مصر 110 طائرات هليكوبتر منها 35 طائرة أباتشي و75 طائرة جازيل
بينما تمتلك إسرائيل 81 طائرة هليكوبتر هجومية.



وبالنسبة للدفاع الجوي، تمتلك
مصر منظومة ضخمة للدفاع الجوي لحماية الأجواء المصرية والمنشآت الحيوية
والمدن وتشمل تلك المنظومة صواريخ أرض جو كبيرة تمزج بين صواريخ سام
الروسية بمختلف أنواعها وهوك الأمريكية وبعدد ضخم من منصات إطلاق تلك
الصواريخ يزيد علي 700 منصة إطلاق، الأمر الذي يكسر حدة التفوق الجوي
الإسرائيلي. وتشمل تلك المنظمة أيضاً صواريخ أرض جو خفيفة منها الشابارال
والكروتال وعين الصقر وآمون بالإضافة لمدافع مضادة للطائرات تزيد علي 2270
مدفعاً. أما إسرائيل فتمتلك 5 وبطاريات صواريخ باتريوت و17 بطارية لصواريخ
هوك وبطاريتي صواريخ أرو 2 و3 بطاريات صواريخ



PAC-2 وهي النسخ الأولي من صواريخ



باتريوت. وتمتلك إسرائيل أيضاً 1250 منصة لإطلاق صواريخ أرض جو خفيفة وحوالي 920 مدفعاً مضاداً للطائرات.



وبالنسبة للقوة البحرية تمتلك
مصر من القطع البحرية الرئيسية 4 غواصات و10 فرقاطات و23 زورق صواريخ و18
من زوارق الدوريات. في المقابل تمتلك إسرائيل 3 غواصات و3 فرقاطات و10
زوارق صواريخ و51 من زوارق الدوريات.



قد يعتقد البعض أن الأرقام تلعب
لصالح إسرائيل، ولكن يتعين علينا أن نلفت الانتباه إلي أن تلك الأرقام تعبر
عن مبيعات السلاح الموثقة وأرقامها المعلنة. ولكن ثمة عناصر أخري تدخل في
ميزان القوي لا تشير إليها تلك الأرقام منها التحديث الذي تدخله الدول علي
منظومات التسليح بها والدور المهم الذي تلعبه بعض الأسلحة الصغيرة في
الحروب الكبيرة ومنها علي سيبل المثال الدور الذي لعبته الصواريخ الصغيرة
المضادة للطائرات في إسقاط العديد من الطائرات الإسرائيلية التي كانت تطير
علي ارتفاع منخفض. وفي هذا الشأن أيضاً يمكن الإشارة إلي صواريخ حماس
البدائية التي تؤرق إسرائيل حتي إن القبة الحديدية التي قامت بتطويرها
لحمايتها من صواريخ حماس قد كلفتها ملايين الدولارات لإسقاط صاروخ بسيط لا
تتجاوز تكلفته بضعة مئات من الدولارات. هناك عوامل أخري عديدة قد تحسم بعض
المواجهات العسكرية منها كفاءة الجندي ومدي إيمانه بالقضية التي يحارب من
أجلها. وهنا بطبيعة الحال لا يمكن مقارنة المقاتل المصري الذي لا يخاف
الموت بالجندي الإسرائيلي الذي يخيفه طفل فلسطيني يلقيه بالحجارة. ولو
تحدثنا عن الخبرات القتالية والتي تلعب دوراً هاماً في حسم المعارك لوجدنا
أن إسرائيل لا تتفوق علي مصر في هذا الأمر. فالجيش الإسرائيلي أنهك في
مواجهات مع حماس في غزه وحزب الله في لبنان وتلك المواجهات اللاتماثلية
أقرب ما تكون إلي حروب الشوارع وتبعد كل البعد عن مهام الجيوش النظامية.
وحتي في حالة وقوع مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل، فإن تلك المواجهة لن
تقتصر








صر

السبت، 3 سبتمبر 2011

فحص دم للوطنية




علمتنا الأشهر الماضية، أننا أمة لا تعرف الحوار، ولا تؤمن بالرأي والرأي الآخر إلا في الشعارات التسويقية. علمتنا أن المثقف العربي يتمترس خلف رأيه غير مستعد لا لمناقشة الرأي الآخر فحسب، وإنما حتى للإصغاء إليه.

نحن ندرك أن بعض المثقفين ينطلقون من حالات شخصية، ما يعني أنها ضيقة الأفق بالضرورة، كحماية الوظيفة وبعض الامتيازات التي لا تزيد على كونها فتات الموائد. وندرك أن البعض الآخر منخرط في مشروعات تتعلق بالانتشار العربي والعالمي والحصول على جوائز لا يحتاج الحصول عليها سوى قليل من ترداد مقولات اللبرلة الجديدة في العالم العربي، لكن ما لا ندركه بحق، هو هذه المواقف التكفيرية الجديدة التي أخذت تنتشر بيننا، فإما أن تكون « هكذا » أو أنك خائن أو عميل أو ما شابه ذلك، لا مجال هنا للتساؤل عن أي تفصيل أياً تكن أهميته. ثمة إعلام كاسر يضخ يومياً آلاف الصور والمعلومات والتصريحات والأخبار، لكي يضيع المواطن بين هذا كله، ولا يعود قادراً على التقاط أنفاسه، قبل أن نقول التأمل والتفكير والتفسير والتحليل.

مثل هذه الكتابة، تشبه الكتابة « القَبْليّة » التي تنطلق من ثوابت غير قابلة للمس أو المساءلة، وكتابة كهذه هي بالضرورة كتابة بوليسية وتكفيرية، لأنها غير قابلة للتعاطي مع أي رأي آخر ما لم يكن « قبْليّاً » وبوليسياً مثله.

ممنوع عليك كونك كاتباً أو مثقفاً أو مواطناً عادياً، أن تتساءل عن جوهر الثورات العربية، عن برامجها، قياداتها، أهدافها، مستقبلها، وممنوع أيضاً أن تشك في ارتباطاتها، حتى لو كان « الأطلسي » هو الراعي والمشرف والممول والشريك، هذا إن لم نقل هو صاحب الثورة من ألفها إلى يائها.

هنا يأتي من يقول لك بغضب: هل تتهم الشعب المصرى او السورى او الليبى او اليمنى بالعمالة ,
والسؤال في حد ذاته ليس إلا تنفيساً عن غضب داخلي، فمن هو الذي يجرؤ على اتهام شعب بالعمالة والتواطؤ؟ ومن قال إن قوانين الصراع تترك فرصة لمثل هذا الموقف غير المنطقي؟

لم تخرج الآلاف في مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية تواطؤاً أو خيانة لبلادها، بل لم تخرج إلا لنيل حريتها وكرامتها، لكن القيادات والتوجيهات والعلاقات بين القيادات والغرب الإجرامي، هي التي تفرض علينا أسئلة كثيرة. وبينما يسمح الغرب بآراء داخلية متباينة، نرفض نحن أي تباين أو شك أو حتى تساؤل.

نحن على ما يبدو من أهل اليقين والمطلق، ونحن على ما يبدو لا نستخدم العقل، طالما كان ثمة خبر وصورة وشاهد عيان، والمشكلة الأكبر هي أننا شعب سريع النسيان.

إما أن نكون مع « الناتو » أو مع نظام فاسد. وإما أن نقبل قصف المدن العربية، وقتل ملايين العرب كما جرى في العراق وليبيا، أو نكون متهمين بالتصفيق للقمع والدولة البوليسية.

المطلوب ألا تضعونا أمام هذه المعادلة، فنحن لا ندافع عن أنظمة، بل عن أفكار ومواقف وقيم، ونرفض إهانة أي مواطن عربي في أي صورة كانت، لكننا لن نقف مع « الناتو » في ضرب بلادنا وقتل نسائنا وأطفالنا باسم الحرية وحقوق الإنسان. ليكن الإعلام كله تحت أيديكم، ولنا الثقة الكاملة بأنفسنا التي ترفض المقايضات وتسليم البلاد والعباد. ولن نقبل من أحد أن يطلب منا فحص دم لمقياس العروبة والحرية والعدالة.

الخميس، 1 سبتمبر 2011

إلا الجيش


لم يتعرض الجيش المصرى، بأفراده وضباطه وقادته ومجلسه لمأزق كبير وخطير منذ نكسة 1967، مثلما يتعرض هذه الأيام ، فالجيش المقاتل وجد نفسه فجأة وبلا تخطيط منه، فى بحر متلاطم الأمواج، متعدد الرؤى ومتناقض الانتماءات، بحر يسبح فيه الناس كل حسب هواه، ويرفضون التلاقى عند شاطئ واحد، أو حتى التجمع قرب شاطئ واحد. الجيش، أى جيش، لا يعرف العمل إلا بخطة محكمة، ليس فيها رؤى متصارعة ومتضاربة، ولا يعرف سوى أن يصيب هدفه بدقة متناهية. الجيش المصرى الذى عرف كيف يقاتل الأعداء بجلد فى حرب الاستنزاف وبذكاء فائق فى حرب أكتوبر فى موقف لا يحسد عليه الآن. إذ يتعرض كل يوم لنقد جارح وسب مهين من كثيرين مازلنا حتى اللحظة نشك فى انتماءاتهم، وما إذا كان ولاؤهم لـ«رب المال»، أم لوطن ينتظر أعداؤه بشغف متى يغرق فى الفتنة.

ربما لا تعرف، كما لا أعرف، لماذا كل هذه الإهانات والتجريح؟ ولحساب من؟ فأنت رأيت بعينيك أن جيشك العظيم لم يطلق رصاصة واحدة على صدر مواطن، مثلما يحدث الآن فى ليبيا وسوريا واليمن، وتعرف أن جيشك الباسل لولا أنه انحاز إلى الشارع المصرى ما سقط النظام، ولولاه لـ«بقينا» حتى اللحظة غارقين فى حمام من الدماء أو ضائعين وسط محاكمات استثنائية لكل من خطط ودبر، لما كان سيسمى الانقلاب على الحكم.

ووقر فى يقينك أن قادة الجيش جلسوا مع الكبار والصغار واستمعوا لكل من كان لديه وجهة نظر، وتحملوا الكثير من الرذالات والتناقضات والثرثارات الفارغة والسفسطة المقيتة، ووسعوا صدورهم إلى أقصى مدى، حتى ظن الصغار أن هذا ضعف، فراحوا يمارسون الابتزاز ليحصلوا على «مزايا خاصة جدا»، وحين لم يجدوا من يوافقهم سبوا وهاجموا ورفعوا أصواتهم بـ«العواء». وأنا أعرف أن الثوريين الأتقياء يقدرون الدور العظيم الذى لعبه الجيش المصرى منذ 25 يناير وحتى اليوم، ويعرفون مدى دعمه لنجاح الثورة، ويدركون أنه لولا قيادة الجيش للبلاد لدخلنا فى «فوضى عارمة»، ولتحول البلد إلى ميليشيات تتصارع على السلطة،

فهل كنت ستقبل بمجلس رئاسى لا تعرف منه أحداً، وهل كنت ستوافق على أن يحكمك أشخاص لم تسمع عنهم من قبل وتشك فى أفكارهم وميولهم وانتمائهم، ثم ماذا لو لم يتسلم السلطة رجال عرفوا طوال تاريخهم العسكرى أنهم يفتدون الوطن بأرواحهم، هؤلاء الذين حملوا الأمانة، ومازالوا، وليس من بينهم طامع فى السلطة أو عميل لغير الوطن، فلماذا يهاجم هؤلاء إذن رغم أنهم عملوا طوال الفترة الماضية، وفقا لما سمعوا وحللوا، ووفقا لما تقتضيه المصالح العليا للبلاد، ووفقا لما تمليه عليهم ضمائرهم اليقظة.

وإذا كان البعض وصل إلى درجة من السخف والاستخفاف بعقول الناس وراحوا يعملون على الفصل بين «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» والقوات المسلحة، باعتبار أن الأول يحكم البلاد الآن ، وأن سبه وإهانته أو نقده لا علاقة لها بالجيش فهذا «غباء بيّن» وتحايل رخيص، لأن المجلس هو مجلس أعلى للقوات المسلحة وليس لرئاسة الجمهورية، مجلس أضيف إلى أعبائه الجسيمة عبء خطير وهو قيادة البلاد فى ظرف مؤقت واستثنائى.

المجلس الأعلى، كما أوضح قادته منذ اللحظة الأولى، هو مجلس يدير شؤون البلاد، وفى الوقت نفسه هو مجلس أعلى للقوات المسلحة المصرية. ومن الجهل أن نقول إن المجلس الأعلى يقوم بعمل رئيس الجمهورية، لأن هذا غير صحيح بالمرة، والصحيح أن المجلس «يدير» البلاد إلى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وكل ما يصدر عنه من مراسيم وقرارات هو من أجل «العبور» من المرحلة الحالية، إلى حيث يشرع البرلمان ما يشاء من قوانين، ويكون «جمعية تأسيسية للدستور»، بل يحق له أن يلغى كل ما صدر فى المرحلة السابقة من قرارات وقوانين إن رأى أنها غير مناسبة فى مرحلة الاستقرار. وكل ما قدمه المجلس الأعلى هو اجتهادات قد يخطئ فى بعضها، وقد يصيب فى بعضها الآخر، لكنها فى النهاية اجتهادات القصد من ورائها نبيل.

فقبل 25 يناير لم يكن أحد يجرؤ على نقد «الجيش»، بل لم يكن مباحا حتى مديحه إلا بإذن، وهكذا تفعل معظم بلدان العالم بما فيها الدولة العريقة فى الديمقراطية. الجيوش «خط أحمر» لا يجوز الاقتراب منه لأنها عالم لا يناقش أموره أو مشاكله إلا رجاله العارفون والموثوق فى ولائهم. فتسريب معلومة واحدة عن جيش ما يمثل كارثة كبرى فى النظام العسكرى، والجيش لا يدخل فى علاقة مباشرة مع المدنيين إلا عند الكوارث ويتدخل دائما فى اللحظة الحاسمة وللصالح العام، وهكذا فعل جيشنا.

تولى الجيش مهام حفظ الأمن فى 28 يناير، ثم مهام إدارة شؤون البلاد بعد تنحى مبارك، وبدلا من أن نقدم له الشكر والامتنان قدمنا له الطعنات الغادرة، ونسينا أو تناسينا أن المجلس الأعلى هو الكيان الكبير لقواتنا المسلحة والمعبر عن جيشنا العظيم، ومن المستحيل الفصل بين الجيش ومجلسه الأعلى.

وإذا كنت متابعا لـ«تويتر، وفيس بوك» فستسمع وتقرأ أقذع أنواع «السباب» وليس النقد. «سباب وتهم» لا تصلح إلا للأعداء، فما بالنا إذا كانت موجهة لأشخاص فى المجلس العسكرى، بل لم يسلم المشير حسين طنطاوى، الذى لم يكن متاحا لأحد أن «يمتدحه»، فما بالنا بأن يتم الأساءة اليه الآن. وأنا لن أتوقف طويلا أمام الإهانات الجارحة، ولكنى سأتوقف أمام الهدف الجهنمى من وراء سب الجيش وقادته، انظروا معى إلى ما كتب على «جروب» يطالب بنقد أعمال المجلس العسكرى:

1- «إيماناً منا بحرية التعبير عن الرأى. وإيماناً منا بأهداف ثورة 25 يناير التى قامت لتسقط عمليات القمع المستخدمة ضد شباب مصر الأحرار. فنرجو قبول الدعوة بانتقاد المجلس العسكرى الذى يعمل عمل رئيس الجمهورية ويتمتع بصلاحياته وانطلاق التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر يوم الجمعة 19/8».

2- «المطلوب من كل شخص يكتب 5 جمل أو أكثر على صفحته الشخصية هذا اليوم ينتقد فيها أعمال العنف التى يستخدمها المجلس العسكرى ضد الثوار والثورة أو يصور فيديو ينتقد فيه المجلس وينشره على اليوتيوب».

3- «المجلس العسكرى يعتقل الثوار ويحاول قتل الثورة لأنه يخشى من فتح ملفات فساده.. كما أنه بعد أن ذاق طعم السلطة.. فلا يريد العودة إلى الوقوف كطابور تشريفات لأى رئيس، كما كان يفعل أيام مبارك ... ولماذا لا يستمرئ السلطة وهى قد أتت له على طبق من فضة مقدمة من الثوار، الذين أغمضوا عيونهم حينها عن حقيقة أن المجلس هو جزء من نظام مبارك الذى طالبوا بإسقاطه لا إسقاط مبارك وحده».

ستلاحظ أن هذه الدعوات تحريض رخيص على الجيش، وستجد مطالب بنقده بدون وقائع، أى مجرد «سب وقذف»، وستلاحظ أن تهم العنف الموجهة للمجلس لا تعرف مع من كانت؟

وهل هو عنف مبرر أم دفاع عن النفس أم عنف للعنف، أم أن الأمر «محض افتراء»، وستلاحظ أيضا أن «التحريض» وهو تهمة يعاقب عليها القانون، أصبح من أسس «حرية الرأى». الأخطر هو ما جاء فى الفقرة الثالثة، وبالتحديد السطر الأخير من هذه الفقرة الذى يعتبر المجلس جزءا من «نظام مبارك» كان ينبغى إسقاطه أيضا، هنا تفهم المغزى الحقيقى من وراء الحملة المدبرة والمنظمة على قواتنا المسلحة، وهو إسقاط هذه «المؤسسة الحامية والحارسة» للوطن.. لماذا؟

لكى تعم الفوضى، وتنتشر الاضطرابات، وتتفشى الصراعات ويتفكك الوطن تماما كما حدث فى العراق، حين سقط النظام كان القرار الأول هو «حل الجيش» ليحل الخراب والدمار، فحل الجيش معناه إسقاط الدولة وليس النظام فقط، إذ لا يمكن إحداث فوضى فى بلد ما وجيشها قوى وقادر على قيادة البلاد، ومنع سقوط الدولة أو انهيار المؤسسات كما حدث فى العراق الذى لو ظل جيشه لظلت الدولة، لكن أعداء العراق أرادوا أن يدمر البلد بالكامل فكان لهم ذلك بـ«حل الجيش».

وتأمل معى «التهم المجانية» التى توجه إلى «قادة خير أجناد الأرض»:

«إنهم يعتقلون الثوار، لكى لا يتم كشف فسادهم»، فتسأل من هؤلاء الثوار ومتى تم القبض عليهم ومن قبض عليهم، لتكتشف سريعا ألا شىء من هذا حدث، ثم تسأل كيف عرف هؤلاء «من مجهولى النسب والهوية، على «فيس بوك» بالفساد الذى ارتكبه أعضاء المجلس الأعلى، وكيف يمكن اتهام «كل قادة جيش مصر» بالفساد؟

اللهم إلا إذا كان مطلق التهمة يريد تدمير سمعة جيشنا العظيم لـ«حساب جهات ودول وأنظمة» تريد لنا الخراب الدائم.فلا أحد يستطيع توجيه تهمة «لشخص عادى» إلا بدليل قاطع يقدم لجهات التحقيق، وهى وحدها التى تفصل فى «التهمة»، و بما أن الجيش وحده من يمتلك «صندوق أسراره» وهذا حقه لا ينازعه فيه أحد، فلا يمكن توجيه مثل هذه التهم «البشعة» لقادته، وتوجيهها ليس مجرد «سب وقذف» بل جريمة ترقى لـ«الخيانة»

اسرار الجبل الأحمر فى قلب الواحات

اسرار الجبل الأحمر فى قلب الواحات


فى الثانية والنصف ظهرًا يخيم الهدوء على مناجم الواحات البحرية لأنها فترة الراحة لجميع العاملين، ويتوجه العمال إلى المدينة السكنية بالمستعمرة ويحظر العمل خلال هذه الفترة لشدة حرارة الشمس.

إنها مدينة صغيرة تقوم على استخراج خام الحديد، فى منجم الحديد الوحيد الذى يعمل فى مصر حاليا، بمنطقة الواحات البحرية.

ينتشر خام الحديد فى الصحراء الشرقية والغربية بنسب ليست كبيرة، لكن مصر تستورد 80% من احتياجاتها من الخام، خردة أو خام بيليت لتصنيع الحديد.

«الشروق» تكشف فى هذا التحقيق كيفية استخراج الحديد والظروف المعيشية للعاملين بمنجم «الجديدة» بالواحات البحرية، ومستقبل صناعة الحديد.

لا يعرف عبيد محمد مصطفى سنة تخرجه فى مدرسة الصنايع الثانوية بمحافظة قنا، ولكنه يذكر أنه حاصل على الدبلوم فى سبعينيات القرن الماضى، وعمل أثناء دراسته بمناجم الفوسفات بالبحر الأحمر لمدة عامين، قبل عمله فى مناجم الحديد بالواحات البحرية، وربما يكون «عبيد» من آخر دفعات العمال الذين التحقوا بالعمل فى تلك المناجم التى تبدو كأن الزمن توقف بها فى لحظة ما من السنوات الأخيرة من حقبة السبعينيات.

يستيقظ عبيد يوميا فى الساعة الخامسة ونصف صباحا ويبدأ يومه بالإفطار مع زوجته، قبل ذهابه لركوب أتوبيس «نصر» يرجع تاريخ إنتاجه للسبعينيات هو أيضا، للذهاب إلى المنجم، لكى يبدأ عمله فى صيانة المعدات الثقيلة مثل البلدوزر واللودر، من الساعة 7 صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا.

توحى كلمة «مناجم» بصورة نمطية لأنفاق تغور فى باطن الأرض، وعمال يخاطرون بحياتهم فى أماكن لم يسبق لبشر أن ذهب إليها، لكن الحقيقة أن مناجم الحديد فى الواحات هى من النوع المكشوف، حيث يتواجد الخام فى طبقات قريبة من سطح الأرض، ويتم استخراجه عن طريق التفجير مثل المحاجر.

جاء عبيد للعمل بمناجم الواحات سنة 1980 عن طريق أحد أقاربه الذى سبقه فى العمل بالمنجم منذ بداية الإنتاج فى 1973، وعمل ميكانيكيا لصيانة وتشغيل معدات ثقيلة رغم أن مؤهله هو دبلوم تبريد.

وتعلم عبيد الميكانيكا بالمنجم عن طريق الممارسة، وبعد مرور 5 سنوات تزوج ابنة ميكانيكى تعرف عليها فى مستعمرة المناجم، مما أهله للحصول مجانا على شقة بأثاثها فى المستعمرة التى تحتوى على 714 وحدة سكنية مخصصة للعمال، وسيظل الأثاث فى حكم العهدة حتى انتهاء عمله بالمناجم

فى الثانية والنصف ظهرا يخيم الهدوء على المناجم لأنها فترة الراحة لجميع العاملين، ويتوجه العمال إلى المدينة السكنية بالمستعمرة ويحظر العمل خلال هذه الفترة لشدة حرارة الشمس.

الظهيرة فى جهنم

بالتوازى مع ارتفاع نسبة الحديد، يقل عدد العمال فى منجم الواحات، وحسب رئيس قطاع مناجم الواحات البحرية المهندس عادل محمد فإن عدد عمال المناجم وصل إلى 512 عاملا فى سنة 2010، وعدد العمال حاليا 493 فقط، وفى بداية العام المقبل سيتقاعد منهم 45 عاملا، فوفقا لقانون المحاجر والمناجم، فإن العمال يخرجون إلى المعاش بعد سن 55 سنة، أما المهندسون فيبقون حتى 60 سنة. «يوجد تناقص مستمر فى العمالة ونحتاج عمالة جديدة تكتسب خبرة العمالة القديمة» قال عادل خلال فترة الظهيرة الإجبارية فى استراحة المستعمرة.

بدأ استغلال هذه المناجم عام 1973 بعد توقف الإنتاج فى مناجم أسوان، وتوقعت دراسات الجدوى وقتها أن يكون بمثابة منجم الحديد المثالى، فمتوسط سمك الطبقة التى تحمل خام الحديد نحو 11 مترا، وقد يتجاوز إلى العشرين مترا، كما أن خامات الواحات البحرية أفضل من خامات أسوان فى ارتفاع متوسط نسبة الحديد إلى 51.2% وانخفاض نسبة السيليكا إلى 10% وقرب المناجم من مصانع الحديد والصلب فى حلوان (330 كم)، لكن نفس دراسات الجدوى أفرطت فى التفاؤل فيما يخص نسبة الشوائب الضارة مثل الكلور والقلويات والمنجنيز، والعنصر الأخير يمثل المشكلة الأكبر فى مناجم الواحات، حيث يرتبط بالحديد فى صورة دقيقة للغاية جعلت من المستحيل فصلهما، دراسات الجدوى توقعت أن تكون نسبة أكسيد المنجنيز فى حدود 1.98% من الخام المستخرج، لكن بلغت نسبته حاليا نحو 2.64%، وتزيد النسبة مع مرور الوقت فيما يشبه عملية موت محتم للمناجم.

25 جنيهًا للطن

تبعد استراحة المستعمرة 3 كيلومترات عن المناجم، وفى سيارة روسية رباعية الدفع يعود تصنيعها إلى فترة السبعينيات، كما هو حال معظم الأشياء هنا، كان مدير عام الإنتاج بالمناجم منصور مشرف منصور، يتحدث بفخر عن سيارته التى يعتبرها أفضل وسيلة مواصلات تلائم المناجم.

انتقل منصور بنفس الفخر ليشرح أن تكلفة استخراج طن الحديد تتراوح ما بين 20 و25 جنيها، شاملة استخراج الخام، وأجور، وإعاشة العاملين وصيانة المعدات، وتكاليف الحفر ونسف الجبال بالديناميت، وطحن الخام داخل الكسارة، حتى يكون جاهزا للشحن بالقطارات للنقل إلى مصنع الحديد والصلب بحلوان، يُضاف لهذا الرقم 47 جنيها للطن تكلفة نقل طن الحديد بواسطة قطارات السكة الحديد. يبلغ إنتاج المنجم نحو 7 آلاف طن يوميا، بما يكفى لملء قطارين يوميا، ويتراوح الإنتاج الشهرى للمنجم بين 180 و210 آلاف طن، بمعدل نحو 2.5 مليون طن سنويا.

أكبر كسارة فى الشرق

«معظم معدات تحميل الخام للقطارت شاركت فى إنشاء السد العالى».
منصور هنا يشرح كيف توقف الزمن أيضا بالآلات العاملة فى المنجم حتى أصبحت هى أيضا تحتاج لإحلال وتجديد لانتهاء عمرها الافتراضى، وكذلك يجب إنشاء كسارة أخرى للحديد تكون احتياطيا فى حالة حدوث عطل بالأولى، مؤكدا أن هذا سيؤدى إلى زيادة الإنتاج بنسبة 50%. طوال 37 عاما حافظت كسارة الحديد بمناجم الواحات على لقبها كأكبر كسارة بمنطقة الشرق الأوسط، وطاقتها الإنتاجية 1300 طن فى الساعة، وتقوم بتكسير خام الحديد الذى يصل سمكه لأكثر من متر بحيث لا يزيد على 8 سنتيمترات.

بحلول الخامسة مساء، يبدأ وقت عمل الوردية الثانية، حيث ينقسم العمل هنا إلى 3 ورديات، تبدأ الأولى من الساعة 7 صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا لصيانة المعدات، لكى تكون جاهزة قبل العمل فى نقل خام الحديد بالورديتين الثانية والثالثة من 5 مساء وحتى 7 صباحا، حيث يكون الجو مناسبا للإنتاج.

جنة القطاع العام

استراحة المستعمرة، تبدو شديدة العزلة والهدوء، حيث يبلغ عدد سكانها 2500 فرد تقريبا، الكثير من الزيجات تنحصر داخل دوائر العمل بالمنجم مع مراعاة الروابط العائلية الأصلية التى تعود إلى المحافظات القريبة، ويتم الاكتفاء ذاتيا فى معظم الحاجات من الخضر والفواكه ببعض المزارع الصغيرة، وتوجد 3 مدارس بمستعمرة المناجم تخدم نحو 800 طالب وطالبة، وهى كثافة منخفضة لا تتوافر بباقى مدارس مصر.

ربما يبدو أبناء العاملين هم الشىء الوحيد الذى استجد منذ بدء العمل بالمناجم فى السبعينيات، ويرسم الآباء خططا مستميتة من أجل إلحاق أولادهم بالعمل فى المناجم، مثل عبيد الذى حصل ابنه الأكبر أحمد على دبلوم صنايع من مدرسة المناجم منذ سنتين، ويسعى عبيد بكل الوسائل لإلحاقه بالعمل محله، فمتوسط أجر العاملين بالمنجم هو 3900 جنيه فى الشهر، وأقل راتب يبدأ من 1200 جنيه، ورغم أن المناجم تحتاج 200 عامل على الأقل لسد العجز الموجود، إلا أن شركة الحديد والصلب التى تتبعها المناجم لا توجد بها تعيينات حاليا، وهو ما يجمد دائرة الحياة المنشودة لهؤلاء العاملين.

لم تعد مناجم الواحات هى جنة القطاع العام حتى لو كان هذا ما يبدو للعاملين بها، فلقد اختفت وسائل الترفيه بالمستعمرة منذ أكثر من 10 سنوات، حيث كانت تأتى فرق مسرحية من القاهرة وتقدم عروضا بمسرح المستعمرة، وكذلك بعض الأفلام السينمائية، ويقتصر توزيع المواد التموينية الأساسية على العاملين دون أسرهم، وكذلك الخدمات الصحية.

غبار الانفجارات

يتذكر عبيد أنه قبل أن تلد زوجته بشهر، قام بإرسالها إلى بيت والدتها فى حلوان خوفا من حدوث مضاعفات أثناء الولادة، لعدم وجود إمكانيات فى الوحدة الصحية بالمستعمرة أو بمستشفى الواحات البحرية. ورغم أن الوحدة الصحية بالمستعمرة بها طبيب واحد فقط لكل التخصصات، إلا أنه للعاملين فقط، ويضطر عبيد وكذلك باقى العاملين للذهاب إلى مستشفى الواحات المركزى بمدينة الباويطى التى تبعد 40 كيلومترا لعلاج أبنائه، أو ينتظر الحافلة المتجه للقاهرة التى تبعد 330 كيلومترا.

ولا يعنى هذا أنه حتى العاملين يتمتعون بالخدمات الصحية اللائقة، فالغبار الناشئ عن تفجيرات المناجم، يهددهم بداء السليكوزس، وهو داء يأتى من ترسب السيليكا فى الرئة مسببا تليفها وتحجرها، ويستنشق العاملون بالمناجم هذا الغبار رغم ارتداء الكمامات، ولهذا تقتضى القواعد الصحية إجراء أشعة سينية على الصدر كل 6 أشهر. رئيس نقابة العاملين بالمناجم عبدالغنى عبدالحميد يقول إن المستعمرة فى الماضى كانت تستقبل سيارة أشعة لإجراء الأشعة على عمال المناجم، إلا أنه منذ 4 سنوات يذهب العمال لإجراء الأشعة إلى مستشفى التأمين الصحى بالهرم فى القاهرة، ولاحظ عبدالحميد أن أغلب العمال لا يذهبون لإجراء الأشعة لبعد المسافة، بينما لا يتم صرف تعويضات الأمراض المهنية لهم إذا أصيبوا بذلك الداء، رغم تأكيد قانون العاملين بالمناجم والمحاجر على هذا.

أما عبيد الذى لا يحب الذهاب للمصايف، فإنه لا يغادر المستعمرة إلا نادرا، مفضلا أن يقضى عطلته الصيفية وسط عائلته بمحافظة قنا، وذلك بعد إجازة أولاده الدراسية، «أفنيت 32 عاما من عمرى بالمنجم حتى أصبح جزءا منى» ـــــ يقول عبيد.

آخر 20 سنة

يوجد خام الحديد فى 4 مناطق بالواحات، وهى غرابى وناصر والحارة، وتحتوى هذه المناطق على نحو 137.5 مليون طن لم تُستغل حتى الآن، تكفى لإمداد مصنع الحديد والصلب بحلوان لمدة 50 سنة مقبلة لكن نسب الشوائب بها تمنع استغلالها حاليا.

ويستخرج الخام الآن من منطقة «الجديدة» والتى اكتشفها الجيولوجى عبده البسيونى سنة 1961، ويستخرج منها خام الحديد منذ سنة 1973، حيث استخرج 76 مليون طن حتى الآن، ويتبقى رصيد قابل للتعدين بنحو 64 مليون طن تكفى لتغذية مصنع الحديد والصلب لمدة من 20 إلى 25 سنة بمعدل عمله الحالى. وحسب كبير الجيولوجيين بإدارة الأبحاث بالمناجم المهندس حسام صديق فإن البنية الأساسية للموقع الصناعى للمناجم والكسارة ومحطة الشحن تتيح استغلال خامات الواحات البحرية بالمناجم الثلاثة غير المستغلة حاليا لقلة جودة خام الحديد، وزيادة نسبة الشوائب، وأنه جارٍ إجراء دراسة لاستغلالها باستيراد نسبة من خام الحديد عالى الجودة وخلطها بالخام المستخرج، حتى تصل للمواصفات المطلوبة للأفران العالية بشركة الحديد والصلب بحلوان.

أسوان وشقيقتها

بدأ العمل بمصنع الحديد والصلب بحلوان سنة 1958، واعتمد على خامات حديد أسوان، وكانت الأفران بالمصنع حينها متوافقة مع هذه النوعية من الخامات عالية السليكا والمحولات من طراز توماس والتى تتعامل مع الحديد عالى الفوسفور، والإنتاج بدأ بـ150 ألف طن، ووصل إلى 500 ألف طن سنويا.

وبعد اكتشاف خامات الواحات البحرية بدأ التفكير فى زيادة الطاقة الانتاجية لمصنع الحديد والصلب إلى 1.5 مليون طن سنويا، وترتب على ذلك تطوير أفران المصنع، والاعتماد على المحولات الأوكسجينية بدلا من محولات توماس، حسبما يحكى المهندس حسام صديق. الفارق بين خامات الحديد فى أسوان والواحات البحرية، هى أن خامات الواحات ذات محتوى حديد أعلى بنسبة تصل إلى 52.5%، بينما نسبته فى خامات أسوان 43%، وتقتصر نسبة السيليكا فى الواحات على 7%، مقارنة بـ18% فى أسوان، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الفوسفور بصورة كبيرة بمناجم الواحات، والذى يعتبر من الشوائب الضارة فى صناعة الصلب.

لمعلوماتك
الواحات البحرية
الواحات البحرية هي إحدى واحات الصحراء الغربية في مصر, وتتبع محافظة الجيزة، وتقع على بعد 365 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من الجيزة. وهي تقع على منخفض مساحته أكبر من 2000 متر مربع. ويوجد بها نحو 400 عين للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة.

الواحات البحرية كانت تتبع إقليم أوكسيرنخوس (البهنسا).
جنود الجيش الرومانى المُكَوَّنْ من الأقباط والرومان غالباً ما كانوا يتحركون قي الوادى بين مدينة أوكسيرنخوس والواحات البحرية، حيث كانوا يحتلون الجزء الشمالى من الواحة شرق الباويطى. وخلال الفترة المسيحيه عندما دخلت مصر تحت حكم الرومان، عُرِفَتْ الواحات البحرية باسم واحة البهنسا. وهى فترة لم تكن آمنة بالنسبة للواحات. القائد الرومانى هادريان هو الذى كان يُشْرِفْ على القوات العسكرية قي الواحات وذلك قي حوالى سنة 213 ميلادية.

- من المعروف أنه كان هناك احتلالاً ليبياً (النوباتايين Nobatai) الذى دُمِّرَ فيه العديد من القرى قيالواحات وفى سنة 399 وضع الرومان أو لاحقاً البيزنطيين معسكراتهم على الحدود.

من أهم المعالم الأثرية
بالواحات البحرية مقابر الأسرة السادسة والعشرين، وجبانة الطيور المقدسة وبقايا قوس النصر الروماني،