الأحد، 30 سبتمبر 2012

تفاصيل الأزمة بين الرئيس والمشير التي أطاحت بحكم العسكر

تفاصيل الأزمة بين الرئيس والمشير التي أطاحت بحكم العسكر
كشف الكاتب الصحفي ياسر رزق عن تفاصيل جديدة، تتعلق بالأيام الأخيرة قبل إعلان تقاعد المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري السابق، وسر الأزمة التي أطاحت بـ"المشير، والفريق"، وكيف تجنب الرئيس محمد مرسي، الصدام مع الجيش.
وقال "رزق"، في مقاله المنشور بـ"المصري اليوم"، الأحد:" قبل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة بأربعة أيام، سألت المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسى: لو فزت كيف ستتعامل مع قيادة القوات المسلحة، خاصة أن الرئيس المنتخب لن يكون قائدها الأعلى، إلا بعد إقرار الدستور الجديد؟، رد الدكتور مرسى قائلاً: إحنا حنحمرق من أولها!، قلت: إذن أنت تفكر في تغيير قيادة المجلس العسكري؟، أجاب بابتسامة: المجلس الأعلى للقوات المسلحة لابد أن يستشار ويؤخذ رأيه في شأن وزير الدفاع، لأن لهم قوانين وأعرافا خاصة بهم.. بعدها بيومين سألت المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق: إذا نجحت.. هل من ضمن أولوياتك تجديد شباب قيادة القوات المسلحة؟، صمت الفريق قليلاً.. ثم رد بخبث: وهل التجديد أمر غير مستحب؟!.
وأضاف: على غير ما يتصور الكثيرون، كان كبار القادة العسكريين يفضلون مرسى على شفيق، فالأول في ظنهم لن يغير في تركيبة القيادة على المدى المنظور، أما الثاني فسوف "يدب" أصابعه من أول يوم، بحكم خبرته العسكرية ومعرفته الدقيقة بالقادة الكبار، وأذكر قبل إجراء الجولة الأولى للانتخابات، حينما كانت التوقعات تنحصر بين اسمى عمرو موسى ود. عبدالمنعم أبو الفتوح، أن أحد أبرز القادة قال لي: إن د. محمد مرسى سيكون أحد طرفي جولة الإعادة وفقا للتقديرات الدقيقة التي يتلقاها. وأذكر أيضا أن قائداً أعلى رتبة قال لي بصراحة: "رتبوا أنفسكم على أن مرسى هو الرئيس القادم".. ورددت عليه بنفس الصراحة: "المهم.. هل رتبتم أنتم أنفسكم؟!".. لكنه لم يجب!.
وأكمل: يقينا.. أعلم أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يتدخل في أحكام المحكمة الدستورية العليا ولو بالتلميح. وحينما طلب أحد القادة العسكريين من المشير حسين طنطاوي أن يرسل ولو إشارة إلى المحكمة لتوجيه حكمها بشأن العزل السياسي ومن ثم إعادة انتخابات الرئاسة، رد المشير غاضباً: "هذا يتنافى مع شرفي الوطني والعسكري".. أعلم يقينا- أيضا- أن أحداً من أعضاء المجلس الأعلى لم يكن يعرف اسم المرشح الفائز في جولة الإعادة قبل أن ينطق به المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، بل إن المشير طنطاوي ونائبه الفريق سامى عنان تلقيا النبأ عبر شاشة التليفزيون في مقر وزارة الدفاع.
 
واستطرد: لست أعتقد في صحة ما تردد كثيراً عن وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري توجت بإعلان فوز د. محمد مرسى، وإقصاء الفريق أحمد شفيق، غير أنى لا أستطيع أن أتجاهل شواهد لاحظتها وعلمت بها تقول إن هناك من بين أعضاء المجلس العسكري من أقام لنفسه ولحسابه الشخصي قناة اتصال أو جسراً أو «أوتوستراد» مع قيادات الجماعة سعيا لمكان أو مكانة أو حصانة في دولة «المرشد» القادمة لا محالة!.. على كل حال.. فاز مرسى بالرئاسة، وسط منغصات كادت تطغى على فرحته كإنسان كان قبلها بخمسة عشر شهراً رهن الاعتقال في سجون مبارك، ثم شاء القدر أن يجلس على كرسيه وأن يقبع سجانه وراء القضبان!
 
وأكمل: كان مرسى يشعر بأن المشير طنطاوي تحديداً قطع عليه الطريق وقصقص صلاحياته كرئيس للجمهورية عندما أصدر الإعلان الدستوري المكمل قبيل إجراء جولة الإعادة، والذى يعطى للمجلس العسكري سلطة القائد الأعلى للقوات المسلحة ويعيد إليه سلطة التشريع بعد حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب، ويمنح المجلس الأعلى حق "الفيتو" على قرارات الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور. والأهم أن الإعلان المكمل كان يفرض على الرئيس المنتخب أن يؤدى اليمين أمام المحكمة الدستورية، على غير هواه، وعلى غير رغبة الجماعة التي كانت ترى في هذا اعترافا بحكم حل مجلس الشعب!..

انتهت أزمة أداء اليمين الدستورية، وذهب مرسى إلى قاعدة "الهايكستب" العسكرية، ليتسلم السلطة رسميا من المشير طنطاوي يوم 30 يونيو الماضي، ورغم أن المشير تحاشى أن يؤدى التحية العسكرية للرئيس الجديد كما ينبغي، وبدا عليه عدم الراحة حينما خاطب الرئيس مرسى القادة قائلاً: "إننى أطلب منكم ولا أقول آمركم".. إلا أن العد التنازلي لإقصائه من قيادة القوات المسلحة بدأ فعلا منذ هذا اليوم، حينما غلبه تردده ولم يعلن ترجله أو اعتزاله في هذه المناسبة وهو في ذروة سلطته كحاكم للبلاد على مدار أكثر من 16 شهراً، وآثر أن يستمع إلى أولئك الذين دعوه للبقاء في منصبه شهوراً أخرى يعيد فيها ترتيب أوضاع القوات المسلحة، ويختار خليفته وهيئة القيادة العليا.
 وواصل "رزق" سرده للأحداث: سقط قادة المجلس العسكري في براثن فكرة سيطرت عليهم وتحولت إلى واحدة من المسلمات، وهى أن مرسى لن يستطيع إلغاء الإعلان العسكري المكمل، ولن يستطيع أن يمارس دور القائد الأعلى للقوات المسلحة إلا بعد إقرار الدستور الجديد، وحتى لو أراد بعدها فلن يقدر على تغيير القيادة العسكرية إلا بطلب من رأس القيادة وبرغبة منه مصحوبة بقائمة تعيينات القادة الجدد.. للحق كانت قلة من القيادات العليا بالقوات المسلحة تقرأ وقائع ما سيحدث، وأسدت النصح للمشير طنطاوي بالاعتزال في الأسابيع الأولى من شهر يوليو حتى يضمن خروجاً مشرفا له واختيار خليفته قبل الخروج، وكان هؤلاء يعون درس الرئيس السادات في 15 مايو 1971، وهو أن أدوات القوة مهما بلغ عنفوانها أضعف كثيراً من شرعية منصب الرئيس.. بعد توليه منصبه بخمسة أيام حضر الرئيس مرسى احتفالي الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي بتخريج دفعتين جديدتين، وإذا كنت- ومعي غيرى من الحضور- قد لاحظت تلكؤ بعض القادة في أداء التحية العسكرية للرئيس وفتور الترحيب به، فلابد أن الرئيس لاحظ وامتعض..
 بعدها بثلاثة أيام.. أصدر الرئيس مرسى قراره المفاجئ بإلغاء قرار المشير طنطاوي بنفاذ حكم المحكمة الدستورية العليا الخاص بحل مجلس الشعب. أثار القرار غضبا واسعا في الشارع المصري وفى صفوف القيادة العسكرية، لدرجة أن المشير طنطاوي حاول أن يثنى الرئيس عن حضور احتفالي المعهد الفني والكلية الفنية العسكرية صباح اليوم التالي، وقال له: "أنصحك بعدم الحضور لأن الناس عندنا محتقنة"، ورد عليه الرئيس قائلاً: "برضه سأحضر!".. كان استقبال الرئيس في الاحتفالين شديد الفتور، ولم يكن صعبا أن تسمع قرب مكان جلوسه في المنصة، عبارات غاضبة من القادة تقدح في أهليته لشغل منصبه!.. أكمل الرئيس مرسى حضور باقي احتفالات التخريج في الكلية الجوية ثم الكلية الحربية يوم 17 يوليو..
 حل شهر رمضان.. والتقى الرئيس مرسى بقادة القوات المسلحة على مأدبة إفطار يوم 29 يوليو، وكانت أهم ملاحظة أبداها الرئيس لكبار القادة هي أنهم حرصوا على خلع "كاباتهم" حتى لا يؤدوا له التحية العسكرية.. كانت إشارة الرئيس تعكس استياءه من عدم معاملته كقائد أعلى للقوات المسلحة، رغم أن الإعلان الدستوري وكذلك الإعلان المكمل لا يعطيان رئيس الجمهورية هذه الصلاحية. وبدا واضحا أنه منشغل بهذه القضية أكثر من سواها، وربما كان هناك من يغذى في نفس الرئيس استعجال تولى مهام القائد الأعلى، من قبل أن يوضع نص في الدستور يكفل له هذه السلطة المتعارف على أنها من اختصاص رأس الدولة!..
 بعد حفل الإفطار بأسبوع.. وقع حادث رفح.. كان الحادث فرصة ذهبية لجماعة "الإخوان المسلمين" للكيد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإظهاره أمام الشعب في صورة من تهاون في أداء أهم مسؤولياته وهى الاستعداد القتالي، من فرط انشغاله بمسؤولية ليست من اختصاصه وهى الحياة السياسية.. ولست أشك في أن الرئيس مرسى قد تألم أشد الألم لحادث رفح المأساوي، لكن لا تراودني أي ظنون في أنه تلقف الحادث لضرب ضربته التي كان يتحينها بالأسلوب السادات!.. في الأيام الثلاثة التالية لحادث رفح، تتابعت عدة إشارات حمراء تنذر بأن قطار مرسى قادم لا يلوى على شيء، لكن من كان يسمع ومن كان يرى؟!..
 
على التوالي.. أعفى مرسى اللواء مراد موافى من منصبه كرئيس للمخابرات العامة يوم 8 أغسطس بحجة أنه أدلى بتصريح يبرئ فيه ساحة المخابرات من المسؤولية عن حادث رفح ويلقى باللائمة على القوات المسلحة والرئاسة، وقيل يومئذ إن الإعفاء كان بطلب من المشير طنطاوي، غير أن ذلك بعيد تماماً عن الصحة، والحقيقة أن مرسى كان يعتزم مبكراً عزل موافى من منصبه لحرمان قادة المجلس العسكري من أي معلومات تكشف نواياه، بدليل أنه حذف اسمه قبل حادث رفح بأسبوع من قائمة أعضاء الوفد الرسمي الذى سيرافقه إلى الصين، وحين علم موافى بذلك أدرك أن إعفاءه من منصبه مسألة وقت.. ثم استغل مرسى عدم تأمين كبار المسؤولين في جنازة شهداء رفح بالصورة الواجبة، ونصيحة اللواء نجيب عبدالسلام قائد الحرس الجمهوري له بعدم الذهاب إلى الجنازة، ليعزل قائد الحرس ويطلب من المشير عزل اللواء حمدي بدين مدير الشرطة العسكرية، وكان هدف الرئيس هو تأمين نفسه بتعيين قائد حرس جمهوري جديد غير الذى انصاع لأوامر المشير طنطاوي في ذروة أيام الثورة، وفتح الطريق نحو إقصاء مبارك، وإبعاد اللواء بدين عن الشرطة العسكرية الطى قد تعرقل خطوته القادمة في إقصاء القيادة العليا للقوات المسلحة..
 
قلة محدودة من الناس تنبهت إلى لقاءات ثلاثة عقدها الرئيس مرسى في تلك الأيام مع وزير الدولة للإنتاج الحربى ورئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، وعدد أقل أدرك أن الرئيس يرتب لتعيين قادة الأفرع الرئيسية الثلاثة في تلك المناصب بعد إخراجهم من مواقعهم العسكرية، فقد بدا أن الفريق مهاب مميش قائد القوات البحرية سيعين لهيئة قناة السويس، وأن الفريق عبدالعزيز سيف الدين قائد الدفاع الجوي والفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية سيعينان للمنصبين الآخرين.. في اليوم التالي لعزل موافى وبدين وقائد الحرس الجمهوري، انعقد المجلس الأعلى "المصغر" للقوات المسلحة، وطلب بعض القادة تقديم استقالة جماعية إلى رئيس الجمهورية، وجرى التصويت على الاقتراح، لكنه لم ينل إلا موافقة 4 أعضاء، بينما اعترض عليه 13 عضواً، وصرخ أحد الأعضاء في المعترضين قائلاً: نخرج بكرامتنا بدل أن يخرجونا.
 
واستدعى المشير طنطاوي إلى مقر الرئاسة للقاء الرئيس مرسى للتباحث معه في تداعيات حادث رفح، وتقرر أن يقوم الرئيس بزيارة موقع الأحداث في رفح.. بالفعل.. ذهب الرئيس مرسى إلى رفح بعد صلاة الجمعة يرافقه المشير طنطاوي والفريق سامى عنان واللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية واللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثاني الميداني.. أثار انتباه من تابع الزيارة أمران.. أولهما حرص الرئيس وهو مدنى على أن يقول للضباط إنه جاء إلى رفح لكى «يقودهم»، والثاني تعليقات المشير طنطاوي غير المكترثة بما يقوله الرئيس!.. في نفس الليلة.. التقى الرئيس مرسى بعد عودته من رفح في قصر الاتحادية مع أعضاء المجلس العسكري المصغر، وفى الصالون الملحق بقاعة الاجتماع، مال أحد كبار القادة على أذن المشير طنطاوي وقال له:- "امشى ومعاك عنان وقادة الأفرع الثلاثة، وهات السيسي وزيرا للدفاع. صدقني هذا هو أسلم حل".. لكن المشير لم يعلق..
 
بعد 36 ساعة من الاجتماع.. كان المجلس العسكري «المصغر» منعقدا في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وكان المشير يتحدث عن موارد القوات المسلحة وبعض شؤونها، ثم اعتذر عن عدم إكمال الاجتماع وترك رئاسته للفريق سامى عنان، واصطحب معه اللواء محمود نصر مساعد وزير الدفاع للشؤون المالية للقاء مرتب مع الرئيس في الساعة الثانية ظهراً.. ذهب طنطاوي ونصر إلى صالون الرئيس، وتحدث معهما عن أرصدة القوات المسلحة، وكان يريد حوالى 1.5 مليار دولار غير 1.7 مليار دولار سبق أن استقطعت من الأرصدة للوفاء ببعض مستلزمات الدولة. شرح اللواء محمود نصر للرئيس التزامات القوات المسلحة المالية، وأن أرصدتها لا تكاد تكفى خطة تطوير التسليح الضرورية للحفاظ على كفاءة القوات المسلحة.. أثناء اللقاء أرسل الرئيس في استدعاء الفريق سامى عنان، وجاء عنان وكان المستشار محمود مكى قد انضم إلى اللقاء. استأذن مرسى من الحاضرين، وخرج إلى قاعة مجاورة، وفيها كان ينتظره اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية الذى وصل إلى مقر الرئاسة بعد إبلاغه باستدعاء الرئيس له للحضور.. قبل أن يقابل الرئيس مرسى اللواء السيسي، كان عدد من المسؤولين قد أبلغوا السيسي أنه سيؤدى اليمين وزيراً للدفاع، وسألهم: هل يعرف المشير؟!..أجابوه: نعم وهو الذى رشحك.. وأدى السيسي اليمين أمام مرسى وهو يرتدى على كتفيه رتبة اللواء. فقد جاء دون أن يعلم أنه سيعين وزيراً أو أنه قد رُقّى إلى رتبة الفريق أول.
 
بعد مراسم اليمين.. عاد الرئيس إلى الصالون، وقال للمشير طنطاوي والفريق سامى عنان، إنه عين السيسي وزيراً للدفاع، وأنه قرر تعيينهما مستشارين له، ومنح طنطاوي قلادة النيل العظمى وعنان قلادة الجمهورية، فقال له المشير طنطاوي: - لكن الإعلان الدستوري المكمل لا يعطيك حق تعيين قادة القوات المسلحة.. رد الرئيس قائلاً: الإعلان المكمل لغيته.. وعندما طلب اللواء محمود نصر إعفاءه من الاستمرار في الخدمة.. قال له الرئيس: نحن نحتاج إليك في هذه المرحلة.. تلقى المشير طنطاوي والفريق عنان القرار بهدوء.. كان العصر قد حل، ودعاهما الرئيس مرسى إلى أداء الفرض، وأمّهما في الصلاة، وكان معهما المستشار محمود مكى واللواء محمود نصر.. وتصافح المصلون داعين الله أن يتقبل من كل منهم صلاته!
 
خرج المشير طنطاوي والفريق سامى عنان من قصر الاتحادية إلى مقر وزارة الدفاع، وأثناء خروجهما شاهدا د. ياسر على المتحدث الرسمي على شاشة التليفزيون يعلن قرارات رئيس الجمهورية.. عندما وصل المشير طنطاوي إلى مكتب وزير الدفاع، كان الفريق أول عبدالفتاح السيسي قد سبقه في القدوم من مقر الرئاسة، معتقداً أن المشير هو الذى سبقه.. شكر "السيسي" طنطاوي، وقال له: لم أكن لأؤدى اليمين، لولا عرفت أنك قد رشحتنى، رد المشير قائلاً: لم أكن أعرف، على الفور قال السيسي بإخلاص: "لو سيادتك غير راض لن أستمر"، ــ وبهدوء رد عليه المشير: مش حنلاقى حد أحسن منك يا عبدالفتاح.. إنت عارف إنك بمثابة ابنى.
 
لم يكن اختيار اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية وزيرا للدفاع، مفاجئاً لأحد من القادة أو الضباط ذوى الرتب الصغرى، أو لأحد من النخبة السياسية والفكرية الطى التقته في مناسبات مختلفة منذ الأيام الأولى لتولى المجلس العسكري شؤون إدارة البلاد، وشد انتباهها بهدوئه وثقافته وتفكيره الاستراتيجي المرتب. كان الجميع يدرك أن هذا الجنرال الشاب هو الرجل القادم إلى رأس أقدم مؤسسة عسكرية في التاريخ.. ولم يكن اختيار الفريق صدقي صبحى، قائد الجيش الثالث، رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة أيضا مفاجئا لأحد من القادة أو الضباط، وكنت ممن يظنون أنه ثاني اثنين سيتقلدان مسؤولية الجيش المصري بعد تسليمه سلطة الحكم إلى الرئيس الجديد.. اعتقادي أن الرئيس مرسى قد اختار توقيت إقصاء المشير طنطاوي والفريق سامى عنان، لكنه لم ينفرد باختيار وزير الدفاع ورئيس الأركان الجديد، وظني أن هناك من شعر أن الرئيس يريد إبعاد رجلي السلطة الانتقالية القويين، فنقل إليه رغبة رجال القوات المسلحة في أن يكون السيسي وصبحى هما الخَلَفين..
 
 
وأنهى رزق مقاله قائلا: الآن.. أصبح الرئيس محمد مرسى بحكم الواقع- لا القانون- قائداً أعلى للقوات المسلحة، وزالت ازدواجية السلطة الطى كانت تنغص عليه فرحته بالمنصب وتقلل من شأن مقامه كرأس للدولة.. انتهى الفصل قبل الأخير في علاقة الرئيس بالمؤسسة العسكرية، وبدأ فصل جديد أرجو أن تبتعد فيه العلاقة عن مناخ الشك وأجواء الصدام، والرهان عليها رابح إذا اقترب الرئيس من الجيش وابتعد عن الجماعة، وتخلى عن تبنى ميراثها الثأري مع القوات المسلحة.. إذا حرص على نقاء عقيدة القوات المسلحة كجيش وطني لا يعتنق الحزبية، وتصدى لأفكار تريد أن تزرع في الدستور نصا مدمراً يحظر التمييز في الالتحاق بالقوات المسلحة على أساس حزبي.. إذا وقف في خندق جيشه يدفع معه من يحاولون بذر الشقاق في صفوفه بغرض تطويعه وأدلجته، أو يريدون شغله عن مهامه السامية وجره إلى حرب استنزاف مع جماعات الإرهاب في أقدس بقعة مصرية.. إذا تصرف على أنه قائد لفريق وليس مجرد لاعب في جماعة.. هل بدأنا فصلاً جديداً مختلفا، أم أننا ندلف إلى نفق أشد إظلاماً؟!.


مجموعة صور نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة صور نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما



مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما

مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما




مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما

مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما


مجموعة نادرة للرئيس الامريكي اوباما





اوباما مع أقاربه في كينيا








أجداد اوباما من جهة أبيه


جد أوباما من جهة أمه


جده اوباما


اوباما في جاكرتا




طفولة اوباما


جدة اوباما من جهة أبيه


جد و جدة اوباما من جهة أمه

اوباما في يوم زواجه


أوباما مع جدته من جهة أبيه




 















 الغريب فى الأمر

عندما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما لايزال طالبا في السنة الجامعية الأولى في كلية اوكسيدنتال- لوس أنجلوس سنة 1980، تقدمت منه زميلة تدرس التصوير وتحلم بأن تصبح مصورة محترفة اسمها ليزا جاك، سألته عما إذا كان يرغب في أن تلتقط له بعض الصور بالأسود والأبيض لكي تضمها إلى ملفها الجامعي فوافق وكانت هذه الصور.


التقى الاثنان عدة مرات متباعدة أثناء الدراسة الجامعية ونسيت ليزا أمر تلك الصور خاصة بعد أن تعثرت مساعيها لاحتراف التصوير لأسباب مالية كما تقول، وانتقالها إلى دراسة علم النفس، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه. لكنها مع ذلك وضعت ملفها الجامعي، ومعه مئات الصور لعشرات الزملاء في قبو منزلها.

بعد مرور ربع قرن على تلك الزمالة التي لم تعمر، أي سنة 2005، قامت الأستاذة الجامعية ليزا جاك بزيارة مبنى الكابيتول، حيث يقع مقر مجلسي الكونغرس، فشاهدت عن بعد السيناتور اوباما. حيّته من بعيد ففوجئت كما قالت لأنه تذكرها على الفور.

يومها روت لصديق حكاية الصور فلم يصدقها، فقررت الغوص في قبو منزلها، بحثا عن تلك الصور إلى أن عثرت عليها سنة 2008. يومها وضعت الصور في "خزنة حديدية" خوفاً من وقوعها في أيدي من يمكن أن يستخدمها لأغراض سياسية قبل الانتخابات.

تقول إنها لو أرادت تحقيق ثروة من وراء تلك الصور كانت قد أعطتها لغريمته هيلاري كلينتون التي كانت مستعدة لدفع الملايين للحصول على تلك الصور، لكنها لم تفعل وقررت الاتصال بمجلة تايم التي نشرت الصور مقابل مبلغ لم تكشف عنه، لكنه كما تقول أقل بكثير مما كانت ستحصل عليه لو أنها أعطتها لهيلاري، أو لأي من مجلات الفضائح والإثارة

السبت، 29 سبتمبر 2012

طربوش النهضة المصرية

موضوع: الطربوش 
اكتسب الطربوش في مصر منذ أوائل القرن 19 وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، دلالة قومية وتاريخية وثقافية باعتباره كان رمزا في مواجهة قبعة الأوروبيين خلال هذه الفترة، التي كان خلالها الطربوش صاحب مكانة رفيعة ومحاطا بحماية كاملة من القانون، حيث كان اعتماره ملزما لكل الموظفين وكبار رجال الدولة والباشاوات وحتى الطلاب في المدارس، كما كان يمثل بالنسبة للرجال هيبة وقيمة، فيما كانت محلات بيعه قبلة للناس..
واليوم - رغم غيابه عن الرؤوس طويلا منذ قرار الرئيس جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو بإلغاء إلزامية ارتداء الطربوش، ليصبح المصريون والفئات الأخرى أحرارًا فيما يرتدون على رؤوسهم باستثناء «الطربوش الأزهري» العمامة المنتشرة الآن بين طلاب وشيوخ الأزهر الشريف

..في حي الغورية بالأزهر الشريف مازال الطربوش موجودا وكذلك أشهر صناعه «الحاج أحمد محمد وأولاده» منذ بداية العام 1913 في عهد الوالي سعيد باشا، وعلى الرغم من تجاوز «الأب» سن الثمانين، فلا يزال يباشر مهام صناعة الطربوش ويساعده ولده الأكبر «محمد» الذي ارتضى لنفسه أن يكون أستاذًا بالجامعة، ورغم مهامه العلمية لكنها لم تشغله لحظة عن متابعه صناعة مهنة «الطربوش» فهي - على حد تعبيره - ميراث يجب الحفاظ عليه مهما كلف الأسرة من استنزاف في المال وجهد في العمل وراحة للشيخ الكبير.
تحدث محمد عن مهنة صناعة الطرابيش فقد عاشها منذ طفولته، وأصبحت النصف الآخر من عمله، وقبل أن يسترسل رفع نظره إلى صورة الوالد التي تتزين بها أركان المحل ثم يلتفت خلفه قائلاً: من يسكن هنا بجوار الأزهر تدب في روحه قوة لا يشعر فيها بالشيخوخة فمن بابه التاريخي الإسلامي دخل وخرج شيوخ عظماء في مصر وظلوا شبابا حتى في شيخوختهم، صنعنا بأيدينا لهم «الطربوش» وكانوا يرتدونه بمثابة فرض وإلزام.

قصة صناعة الطربوش لها تاريخ طويل، بدأت ـ كما يقول الابن الأكبر محمد ـ حين أصدر الوالي سعيد باشا فرمانًا بخصم قرش صاغ من كل موظف حكومي يخصص لإنشاء مصنع أهلي لصناعة خام الطربوش حيث كان يتم استيراد الطربوش في ذاك الوقت
يستطرد: بإنشاء هذا المصنع، تم إنتاج أنواع مختلفة من الطرابيش أطلق عليها أسماء «الوادي» و«النيل» و«الجمهورية»، وكانت هذه النوعية تضاهي المستورد فى ذلك الوقت، ولكون الطربوش كان بمثابة التاج الملكي «إلزاميا ملكيا» لعامة المصريين الذين يعملون في المصالح الحكومية والجيش والشرطة وجميع الوزراء حتى سفراء وقناصل الدول الأجنبية والعربية في مصر، فقد أحدث هذا الإلزام الملكي نهضة في صناعة الطربوش ورواجا لسوقه، مما انعكس بالثراء على صناعته.
يذكر أن المفكر سلامة موسى كان من أنصار التخلى عن الطربوش للتخلص من الحكم التركى، وكان أنصار الطربوش يلعنون القبعة ويعتبرونها تخلياً عن الهوية واتسع نطاق المعركة، وأصبح الشارع المصرى طرفاً فيها.


وهنا ظهر «مشروع القرش» لأحمد حسين الذى كان لايزال طالباً فى مدرسة الحقوق «الكلية حالياً»، ورأى أنه من العار على المصريين أن يستوردوا زيهم الوطنى من الخارج
وكان الطلبة فى الجامعات يحملون عدداً من دفاتر المشروع ويذهبون إلى مدنهم وقراهم يجمعون التبرعات، وطغت الروح الوطنية على المشروع، الذى كانت حصيلته فى العام الأول ١٧ ألف جنيه وفى التالى ١٣ ألف جنيه وكان شعار اللجنة التنفيذية هو «تعاون وتضامن فى سبيل الاستقلال الاقتصادى
وأسفر هذا المشروع فى نهاية الأمر عن إنشاء مصنع للطرابيش بالفعل فى العباسية «شارع مصنع الطرابيش»، بالتعاقد مع شركة ألمانية اسمها «هاريتمان»، وتم افتتاحه فى ١٥ فبراير ١٩٣٣م.
وفى نهاية العام بدأ الطربوش المصرى يغزو الأسواق المحلية وعلى الفور قام بعض الوفديين بمظاهرات تندد بالمشروع وهتفوا بسقوط أحمد حسين «يسقط حرامى القرش»، واتهموه بالاختلاس وكانت حملة تشهير قاسية ضده فاستقال من سكرتارية جمعية «القرش».
ومن اشهر حكايات الطربوش المصرى
في عام 1932 و اثناء احتفال مصطفى كمال اتاتورك باعلان الجمهوية التركية كان الوزير المفوض المصري يلبس طربوشا معتبر
ا أثناء الوليمة لاحظ أتاتورك الطربوش على رأس المصري ، و كان يكره الطرابيش كثيرا ، و كان قد قام بالغائها و طلب من الناس ارتداء القبعة مكانها ، طلب اتاتولاك من المصري خلع الطربوش ، فرفض السيد الوزير

نسيب القاهرة شويه ونروح على بورسعيد عشان نشوف هناك محل ( طربوش النهضة المصرية ) بتاع الحاج محمد صالح الطرابيلي
وده موضوع شيق جداً لصناعة وحرفة انقرضت
نروح جوه التاريخ شويه ونشوف إيه حكاية الطربوش في مصر!

كانت مصر تستورد الطربوش من كذا دولة لغاية ما قرر محمد علي بعمل مصنع طرابيش، وبالفعل عملوا مصنع سنة 1828م ولكن

برضه كانت المواد الخام بتيجي من النمسا، مشيت الحياة على كده لغاية سنة 1933م، ساعته
قام شوية شباب وقالوا عيب نستورد الزي الرسمي بتاعنا من بره، وقرروا بناء مصنع لصناعة المواد الخام
وكانت المشكلة هي التمويل، فاقترحوا فكرة جميلة وهي إن كل مواطن مصري يتبرع بـ ( قرش ) لصناعة هذا المصنع، وكان ده شيء

إجباري إن كل واحد يتبرع بـ ( قرش ) ومش عيب إن الشعب يساعد الحكومة من فلوسه طالما في صالح الوطن
وكانت الفترة دي بتحاول كل منظمات المجتمع توجيه الشباب إنه يكون إيجابي ومُحب لوطنه، شوفوا الشعارات وقتها كانت بتقول إيه: (

احتقر كل ما هو أجنبي، وتعصَّب لقوميتك إلي حد الجنون، لا تتحدث إلا بالعربية، لا تلبس إلا ما صنع في مصر، احفظ نشيد أسلمي يا

مصر, ورتله في كل حفل، ابعث مجد مصر )

المهم في الآخر اتعمل المصنع وسموه ( مصنع القرش ) وكان في العباسية
كان الطربوش الواحد بيتصنع في 3 ساعات، لو دققنا في الصورة هنلاقي على باب المحل حاجات محطوطة، دي قوالب من الخوص

مختلفة المقاسات، كانوا ياخدوا القالب الخوص ويحطوه على قالب نحاس ويحطوا عليه المواد الخام ( اللي أصبحت تصنع في مصر )

وهي مادة اسمها (الجوخ) وهو عبارة عن صوف مضغوط، ويحطوا كمية من القش، وبعدين ينزلوا عليهم بمكبس، ثم يركبوا عليه الشعر

اللي بينزل من الطربوش ( اسمه زر الطربوش )
وكان الطربوش له عمر افتراضي يبلغ 10 سنوات، وبعدها يبقى expired :)
الشباب كان يلبس طربوش أحمر، والكبار أحمر غامق
لسه فيه تفاصيل تانية بس حسيت إني طولت أوي، هكتبهالكم لما أقابلكم مع صورة طربوش تانية :)

فكيف يتخلى عن مجد ابائه و أجداده ، و كيف يفعل ذلك و مليكه يعتمر طربوشا مثله؟ انها اهانة للذات الملكية أولا و اهانة للأعراف و التقاليد المصرية ثانيا ، و اهانة للدين الاسلامي ثالثا ، فما كان من اتاتورك الا ان امر احد السفرجية بخلع الطربوش من على رأس السفير المصري ، فقام السفير و ترك المائده
هكذا قامت أزمة بين مصر و تركيا ، و أبى جلالة الملك الا الاعتذار الرسمي من الدولة التركية الوليده ، و قام الناس باستهجان الموقف و تكلما فيه الكلام الغليظ ، فقال الأفندية : كيف يساوي اتاتورك بيننا و بين العمال و ما شابه ، فيرفع من على رؤوسنا مصدر عزتنا و مجدنا؟ و قالت الحريم : يا عيب الشوم! – - ، و قال الشيوخ : كيف يأمر رئيس الدولة بمثل هذا الفعل ، ألا يعلم أنه لا تقبل شهادة حاسر الرأس ، و أن الطربوش و العمامة من زينة الرجل ، و أنه صلى الله عليه و سلم كان يلبس العمامه ،
و ظل الناس في القطر المصري يتحدثون بغضب و حزن على اهانة الطربوش ، و أخذوا يتذكرون أيام مجدهم حيث كانت الطرابيش تدل على مجد لابسها ، و كان الفقراء يصرون على لبس الطرابيش تشبها بأصحاب المكانة و الجاه ، و تكونت جمعيات متعدده للدفاع عن الطرابيش ، مثل جمعية زر طربوش و كومة فلوس ، و جمعية الرفق بالطربوش ، و جمعية طرابيش بلدنا أجدع طرابيش ، و انتقد الجميع بلا استثناء اتاتورك

ثم ظهر الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ، فاعتذر أتاتورك عن ما فعله ، و أعلن أنه مش هايعملها تاني ، و قام بعد ذلك الشعب المصري قومة رجل واحد فأقاموا الاحتفالات بعودة الكرامة الى الطربوش ، و رقصوا في الشوارع و أعلنوا سنة 1932 سنة الطربوش

اتمنى ان حكايات الطربوش المصرى القديم تكون عجبتكم

أبوالصواريخ...القصة الكاملة لـ«أبوخليل» الرجل المجهول في التنظيمات الجهادية بجبل الحلال

أبوالصواريخ...القصة الكاملة لـ«أبوخليل» الرجل المجهول في التنظيمات الجهادية بجبل الحلال

"أبوخليل" هذا الاسم ربما لا يذيع صيته في الأوساط الإعلامية لأنها فشلت في الحصول علي أي معلومات تفك طلاسم شخصيته.. أيضاً لأن الرجل عاش في غموض ومات محتفظاً بهذا الغموض.. أعتي أجهزة الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط فشلت في فك شفرته المعقدة.
«جبل الحلال» بسيناء فقط هو الذي باح بأسراره التي سننشرها لأول مرة وكيف عاش وما دوره في العمليات العسكرية بليبيا قبل سقوط القذافي وكيف نقل الرجل مسرح العمليات من ليبيا غرباً إلي شبه جزيرة سيناء شرقاً وأخيراً كيف مات ولماذا لم تعلن الأجهزة الأمنية حتي الآن عن تصفيته؟!.. رغم أن التخلص من شخص مثل أبوخليل يمثل «ضربة قاصمة» للتنظيمات الجهادية نظراً لأهمية وخطورة الرجل والمهام المعقدة التي أجاد تنفيذها.
نقطة الانطلاق مع الرجل المجهول «أبوخليل» لن نبدأها بشكل تقليدي عن نشأته وكيفية دخوله إلي التنظيمات الجهادية وما إلي ذلك من المقدمات الأرشيفية المملة ولكن يكفيك عزيزي القارئ أن تعلم أن أبوخليل يلقب داخل التنظيمات الجهادية بـ«أبوالصواريخ» وبالتأكيد فإن الاسم له مدلول واضح وعميق فقد أتقن الرجل منذ وقت مبكر كيفية صناعة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدي ونبغ في ذلك ومن هنا كانت الضرورة لدي هذه التنظيمات أن يظل أبوالصواريخ شخصية «هلامية» يجب إخفاء كل شيء عنه بل ويحظر ذكر اسمه والأخطر من ذلك فإن من يتورط داخل التنظيمات في ذكر اسمه حتي بعد وفاته فإنه يستحق القتل ولا نخفي سراً علي قرائنا الأعزاء أن لدينا أسماء مهمة كنا نرغب في ذكرها خلال هذه السطور لولا خشيتنا عليهم من عمليات التصفية الانتقامية من داخل التنظيم.
«أبوخليل» تعرض لإلقاء القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية في مصر رغم كل هذه الإجراءات الاحترازية إلا أنه تم إلقاء القبض عليه دون أن يعلم أحد أنه «أبوالصواريخ» الذي يبحث الموساد عنه بأي وسيلة وبأي ثمن.
دخل «أبوخليل» أحد السجون شديدة الحراسة قبل الثورة كانت صحته قد تدهورت وظهرت علي ملامحه علامات الزمن من الشحوب والارهاق والتعب وظن الرجل أن نهايته ستكون خلف القضبان ولن يري النور مرة أخري.
خشي الرجل علي تنظيمه الجهادي أكثر من خشيته علي حياته ظل يفكر في زنزانته كيف يكون له رجل يخلفه ليكمل مشواره في صناعة الصواريخ التي لا يعرفها غيره في التنظيم فانطلق الساحر الكبير ليعلم إخوانه في زنزانته السحر.. نعم شهدت جدران زنزانته محاضرات مكثفة لبعض رفاقه علمهم فيها كيفية صناعة الصواريخ وكشف لهم عن سر خطير وهو أنه استطاع خلال السنوات الأخيرة تصنيع صواريخ تحمل رؤوساً نووية وهو ما أثار الرعب في قلوب الإسرائيليين الذين يعدون المناورات وبروفات العمليات الكارثية في كل يوم وليلة تخوفاً من تعرض الموانئ الصهيونية لقصف بأحد صواريخ «أبوخليل».
ضعفت ذاكرة الرجل داخل السجن فحاول أن يكثف من محاضراته وكان يأمر كل رفاقه بتمزيق أي أوراق أو أي دليل علي ما يتدارسونه خلف القضبان حتي دقت عقارب ثورة 25 يناير وانطلقت جماعات جهادية مدربة وقامت بتحرير «أبوخليل» من زنزانته هو ورفاقه لتحدث المعجزة التي لم يتخيلها أبوالصواريخ.. ها هو رجل حر يعود إلي ساحات الجهاد -حسب اعتقاده- دون مطاردات من أباطرة الأمن الذين غابت شمسهم إلي الأبد.. وها هي الساحة أمامه ورجاله مفتوحة لتنفيذ عمليات علي نطاق واسع.
ولكن فور نزول الجيش المصري إلي الشارع صدرت الأوامر لـ«أبوخليل» ورجاله بأن مسرح عملياتهم سينتقل إلي ليبيا لأن هناك ثورة مسلحة لإسقاط القذافي تنال دعماً دولياً وبالفعل كان لخلية أبوالصواريخ دور بارز في إدارة ترسانة السلاح هناك وعرف «أبوخليل» خريطة الأسلحة داخل الأراضي الليبية الشاسعة بل وحفظها عن ظهر قلب.
وبعد إسقاط القذافي والقضاء عليه لم يعد أمام «أبوخليل» ورجاله سوي سيناء ملاذاً آمناً لنقل مسرح العمليات إليها خاصة أن المناخ بات مهيأ أكثر من ذي قبل.
وإلي أرض الفيروز انتقل الرجل وبرفقته كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة ولم يتكبد في ذلك أي عناء بسبب الانفلات الأمني الذي انتشر في تلك الفترة.
ولأن «أبوخليل» كان عليماً ببواطن سيناء وخبيراً بدروبها وجبالها فلم يجد منزلاً أفضل من جبل الحلال الحصين فهو مكان ذو طبيعة خاصة ولا يحتاج إلي إجراءات احترازية لأن طبيعة الجبل توفر لـ«أبوخليل» ورجاله الحماية إلي جانب أن هذا الجبل تتوافر بداخله عدة مراكز استراتيجية ونقاط متميزة يمكن استغلالها في اطلاق صواريخ علي العدو الأول «إسرائيل» خاصة موانئ «حيفا وإيلات» وعندما فشلت إسرائيل في مواجهة هذه الهجمات لم تجد أمامها بداً من استغلال بعض فرق المخابرات الإسرائيلية المستعربة التي تجيد اللغة العربية وتتحدث بطلاقة وتجيد أيضاً تجنيد بعض العناصر الفلسطينية لاختراق سيناء وإثارة الفوضي بداخلها ودفع الجيش المصري للتدخل وتخليصها من شبح أبوالصواريخ ورفاقه.
نجح المخطط الإسرائيلي واختلط الحابل بالنابل علي أراضي سيناء الشاسعة ما بين تنظيمات جهادية وأخري تكفيرية وثالثة سلفية معتدلة وما بين هذا وذاك توجد قبائل بدوية تدفع فاتورة هذه الصراعات خاصة بعد دخول الفرق الإسرائيلية الاستخباراتية المستعربة التي تستهدف تكثيف عمليات التخريب في سيناء وإثارة الفوضي بها.
لم يعد أمام مصر سوي العملية «نسر» لإنهاء عصور الظلام في سيناء واعادة الأمن لأهلها الذين تحملوا الحروب والتهميش والحرمان من جميع حقوق المواطنة.
ولكن مع العملية «نسر» وما حملته من أهداف نبيلة أدخلت الطمأنينة لقلوب المصريين علي مستقبل البوابة الشرقية لمصر كان المشهد مختلفاً بالنسبة للجماعات الجهادية التي نصبت من نفسها جيوشاً واطلقت الفتاوي التي تستبيح بها كل شيء.
ووسط هذه المشاهد المختلفة والمتباينة في كل شيء كان هناك مشهد متفرد وأكثر دراماتيكية وهو نهاية أسطورة أبوالصواريخ الذي لا يعرف أحد عنه شيئاً سوي عدد قليل من رجاله الثقات الذين تم تدريبهم ليخلفوه.
ففي إحدي الغارات الجوية لرجال القوات المسلحة البواسل تم قصف ممرات جبل الحلال لتسقط إحدي القذائف علي أبوالصواريخ «أبوخليل» فيسقط الرجل جثة متفحمة ويوفر علي رجاله عناء تغيير ملامحه أو التخلص من جثته حتي لا يتم التعرف علي شخصيته أو كشف النقاب ولو عن خيط رفيع يدل علي ما وصلت إليه خليته من تقنيات في عالم التسليح خاصة أن هذه الخلية مازالت نشطة وتعمل في سيناء.
رحل «أبوخليل» دون أن يشعر به أحد ورغم أن تفاصيل حياته مليئة بالمشاهد المثيرة والخطيرة وعامرة بالأسرار والألغاز فإنه من المؤكد أن يكون هناك العديد من النماذج الأخطر والقصص الأكثر اثارة داخل هذه التنظيمات ولكنها مازالت تحمل ختم «سري للغاية» باعتبار أن هذه الخلايا والتنظيمات باتت تعمل بلغة الأجهزة الاحترافية والمؤسسات القتالية في أحيان والاستخباراتية في أحيان أخري

قاتل فرج فودة: أخطأت في جريمة القتل لكنني لن اعتذر



فرج فوده

 
 ‏(‏ دمياط، 20 اغسطس, 1945 - القاهره، 8 يونيه, 1992) كان كاتب مصري مهم و مفكر و صحفي و كمان ناشط في

حقوق الانسان ومنادي بالسيكولارية و الدولة المدنية و الوحدة الوطنية للمصريين بغض النظر عن دينهم.

واخد الدكتوراه بتاعته في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس.

فرج فوده كان عضو في حزب الوفد الجديد لحد ما استقال سنه 1984 لما اتحالف الوفد ويا الاخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب

لأنه بيعتقد إن الإخوان بييضروا الديمقراطية والوحدة والوطنية.

فرج فودة اتقتل بالرصاص بعد تحريض جبهة علماء الازهر عليه و اتهامه بالردة و وجوب قتله في بيان ليها في جريدة النور سنة

1992 و الشيخ عمر عبد الرحمن صاحب فتوى قتل "فودة".


الشيخ عمر عبد الرحمن
 فى التحقيق مع القاتل سأله المحقق : ليه قتلت فرج فودة؟ فرد المتهم: إكمنه كافر، فسأله المحقق: من انهو كتاب من كتبه عرفت إنه كافر؟

فرد القاتل: أنا ماقريتش كتبه . فسأله: إزى ؟ فرد: أنا مابعرفش لا أقرا و لا أكتب.
اتشهر فرج فودة بمقالاته الحادة اللي انتقد فيها التطرف الاسلامي و عارض فيها الدولة الاسلامية و طالب بوقف سلطة رجال الدين على

الدولة خاصة الشئون الدنيوية.

فرج فودة اتميز بالذكاء الشديد اللي مكنه من انه يعارض الفكر اللي بتقوم عليه نظريات الجهاد و خصوصا صراعه مع الغزالي و محمد

عمارة وعبد الحميد كشك اللي كفروه على الرغم من انه في كل كتبه و مقالاته كات بيأكد اسلامه و كان بيقول ان صراعه مع الاسلاميين

صراع سياسي مش صراع ديني.

وكمان صراع مع الشيخين صلاح ابو اسماعيل وعمر عبد الرحمن المسجون دلوأتي في امريكا.

كمان صراعات مع كتير من الكتاب الاسلاميين في مصر زي فهمي هويدي. وعارض جامد افكارهم اللي بتدعو لاقامة دولة مش علمانية

في مصر.
 اغتياله

الساعة سبعة الا ربع و هو خارج من مكتبه في مدينة نصرو معاه ابنه الصغير وواحد صاحبه, هجم عليه اتنين من الجماعة الاسلامية

راكبين موتوسيكل و فتحو عليه النار من رشاش آلي و بعديها اتنقل للمستشفى و مات بعديها بست ساعات. الشيخ الازهري محمد الغزالي

اعلن ان قتل المرتد مش غلط و قال ان قتل فرج فوده هو تطبيق لحد القتل للمرتد لان الامام فشل في تطبيقه



قاتل فرج فودة: أخطأت في جريمة القتل لكنني لن اعتذر



أعلن أبو العلا عبد ربه، أحد قاتلي فرج فودة، عن خطأه بسبب اشتراكه في جريمة القتل بعد أن كفره عدد من العلماء وإباحوا دمه بسبب كتاباته، مؤكدا أن حمية الشباب هي التي قادته للقتل بعد أن وقع في خطأ "تكتيكي" -على حد وصفه.

وقال عبد ربه، لبرنامج "أجرأ كلام" والذي يقدمه الإعلامي طوني خليفه، على قناة "القاهرة والناس": "لم يكن هناك شخص بعينه أعطاني أمرا مباشرا بقتل فرج فودة، فأنا تحركت لقتله بناء على الفتوى المقدمة لنا، أنا والمجموعة التي نفذت القتل".

وأضاف: "الأصل في تحركنا من أجل إضعاف النظام اقتصاديا وكنت بضرب للتهويش والدليل على ذلك لم يخدش فيه سائح، كان ضرب للفرقعة ولترهيب السياح، ولما تم قتل فرج فودة كان برفقة أحد الأقباط وابنه ولم يمسهما سوء".

وأوضح عبد ربه أنه لا يقتل لشهوة القتل، ولكن للدفاع عن النفس، مؤكدا أن النظام هو أول من قتل، مثل قتل شعبان راشد ومهدي العطيفي وغيرهما من الدعاة على المنابر.

ورفض عبد ربه الاعتذار عن قتل فرج فودة قائلا "لو اعتذرت يبقى باعتذر على أمر خطأ"، فيما لو عاد به الزمن هل سيقتل فودة؟ قال " لو استدبرت من أمري ما استدبرت ما فعلت".

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

بالصور.. أحمد رمزى "الدنجوان" الذى لم يحلم بالشهرة

بالصور.. أحمد رمزى "الدنجوان" الذى لم يحلم بالشهرة قدم أكثر من 110 أعمال للسينما واكتفى بـمسلسلين فقط مع صديقى عمره فاتن حمامة والشريف

 

يعد الفنان الراحل أحمد رمزى أشهر دنجوان فى السينما المصرية والعربية، وكان فتى أحلام معظم الفتيات فى الجيل الحالى والسابق، والذى استطاع تقديم أشهر الأفلام فى السينما العربية، لكن الغريب أن النجم الراحل لم يكن يعتقد أنه سوف يصل إلى تلك المكانة فى السينما، ولم تداعب مخيلته أحلام الشهرة والنجومية والمعجبات، حيث جاء دخوله الوسط الفنى عن طريق المصادفة، ولم يكن يفكر فى التمثيل إطلاقاً، لكنه كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالفنان عمر الشريف، والذى عمل مع المخرج يوسف شاهين وعرفاه من خلال صديق لهما اسمه نبيل، وقال لهما إن يوسف شاهين خريج مدرستهما ويريد أن يتعرف عليهما، ووقتها طلب من عمر أن يعمل معه فى فيلم "صراع فى الوادى"، وبعد ذلك طلبا من رمزى مشاركتهما فى فيلم "شيطان الصحراء"، وبعدها توالت الأعمال.

عندما ذهب له عمر الشريف فى المنزل ليخبره أن يوسف شاهين استطاع إقناع المنتج جبرائيل تلحمى بأن يعهد له بدور البطولة فى فيلم "صراع فى الوادى" وشعر وقتها بفرحة عارمة، أعقبتها مرارة شديدة لضياع الدور، إلا أن هذه المرارة سرعان ما تلاشت بعدما علم أن الذى أخذ الدور الذى كان يحلم به هو صديقه عمر الشريف هنأه وحبس دموعه، حيث كان يعتبر نجاحه فوزاً له.



لكن الحظ لم يخذله كثيراً، حيث اكتشفه حلمى حليم عندما زار نادى البلياردو لمقابلة عمر الشريف، وشاهده هناك وكان يمارس الرياضة وقتها فقال له، هل تقبل العمل معى فى السينما، فكانت البداية مع فاتن حمامة وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ من خلال فيلم "أيامنا الحلوة"، وظهر فى الفيلم باسمه الحقيقى "رمزى"، ذلك الشاب مفتول العضلات الذى يمارس رياضة الملاكمة ويقع فى حب جارته لكنه يتركها بعد أن يشعر أن صديقه معجب بها، وأنها تبادله نفس الشعور، ورغم أن الدور كان أول ظهور لرمزى فى السينما، إلا أنه لقى ردود فعل طيبة وإشادة من الجمهور والنقاد عند عرضه عام 1955.


ليقدم رمزى بعد ذلك أكثر من 110 أفلام منها "أيام وليالى" و"إسماعيل يس فى الأسطول" و"تمر حنة" و"عائلة زيزى" و"ثرثرة فوق النيل"، وغيرها من الأعمال، بينما قدم مسلسلين تليفزيونيين فقط، أحدهما مع صديقته النجمة فاتن حمامة هو "وجه القمر" والآخر مع صديقه الفنان عمر الشريف، حيث ظهر كضيف شرف فى "حنان وحنين"، بينما كانت آخر أعماله السينمائية "الوردة الحمرا" مع المخرجة إيناس الدغيدى.


ورغم مرور تلك السنوات على علاقة رمزى بعمر الشريف إلا أنه كان لا يزال على اتصال دائم حتى آخر أيام حياته، لكن الاتصال كان هاتفياً فقط، ولم يستطع رؤيته لتواجد الشريف فى القاهرة وتواجد رمزى فى الساحل الشمالى، وعدم استطاعة الأخير زيارة القاهرة لزحامها الشديد، فكانت مشكلة كبيرة بالنسبة له، حيث إنه لم يكن يفارق الساحل الشمالى منذ سنوات.


وفى آخر أيام حياته كان يقضى رمزى وقته فى المشى على البحر ليفكر فى ذكرياته الجميلة التى كانت تملأ كل حياته وطهى كل الأصناف المختلفة من الطعام، بحكم ما تعلمه من صديق شقيقه منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضى.

وفاة الفنان أحمد رمزى فى الساحل الشمالى ودفنه بالقاهرة