بالتفاصيل والأدلة الإخوان المسلمين جزء من الحركة الماسونية لثمانين عاما
الإخوان المسلمين الجماعة التى نشأت بفرد واحد هو حسن البنا والتى تحولت إلى لغز وأسطورة تكيفت مع كل النظم وكل الأجواء لتخرج
من كل المعارك مهما لحق بها من خسائر لتعود تتصدر واجهة الأحداث وتمثل الرقم الصعب في السياسة الدولية في منطقة الشرق الأوسط
على إختلاف دوله
ومع ما يحيط الجماعة من غموض فيما يخص التنظيم والتمويل والإمتداد الدولي يصبح الأمر مثيرا للتساؤل عن ماهية الجماعة وكيفية
تجاوبها مع المتغيرات لتمثل إما داعما للملك أو مقبرته
يمكننا أن نقول بإستقراء تاريخي بسيط أن حسن البنا مؤسس الجماعة قد عانى في فترات حياته الأخيرة من فقدان السيطرة على بعض
أجنحة الجماعة التى أصبحت قبل موت البنا أشبه بكيان كبير لا يعرف مؤسسه من يديره فعليا وهي حالة عانت منها بعض التنظيمات في
أماكن أخرى من العالم كما عانت منها دول أيضا فكان بعض قادة الدول ومنهم قيصر ألمانيا فيما أعقب الحرب العالمية الثانية يقول بأنه
يشعر بأن هناك أصابع خفية تحرك الدولة يشعر بأثرها لكنه لا يراها
نفس الحالة هي ما كانت عليه الجماعة قبل موت حسن البنا وحتى مقتله لكن الجماعة التى كانت مرشحة للزوال سرعان ما عادت لواجهة
الأحداث للدرجة التى جعلت ثوار يوليو يطلبون ودها قبل أن يشعروا بخطورتها وتنتهى علاقتهم إلى صدام عاد بالجماعة إلى حالة من
حالات البيات الشتوى قبل أن تخرج ثانية للحياة
لكن الملاحظ أنه بينما تدخل الجماعة في حالات من الصدام أو الضعف في مصر فإنها في نفس الوقت تحافظ على حالة من حالات النشاط
والقوة في الدول الأخرى سواء كان ذلك حالها في الاردن كدولة عربية أو عبر تواجدها في القارة الأوروبية بمصالحها الإقتصادية
المتعددة فالجماعة تمرض لكنها لا تموت بما يوحي دائما بأنك لا تطال من الجماعة سوى أطرافها بينما الرأس دائما بمنأي عن الخطر
ولديه حضانته التى يلجأ إليها دائما فتتغير الأسماء والقيادات وتظل الجماعة تمارس دورها ... دورها الذي حار الكثيرون في فهمه فتارة
تدعم الجماعة ملوكا ورؤساء وتارة تنقلب عليهم وتارة تضع يدها في يد المستعمر وتارة تعلن الجهاد عليه وتارة تناصب أمريكا العداء
وتارة تعقد معها الصفقات .... هي جماعة الإخوان المسلمين التى تملك المنح والمنع وتشكل الرقم الصعب في السياسة العربية وحائط
الصد ضد التحرر دائما لكن في كل الأحوال تبقى الشبهات تحيط بالجماعة منذ نشأتها وحتى الآن وقبيل لحظات من وصولها لغايتها
المرحلية بالسيطرة والسطو على ثورات الربيع العربي
ما نحاول الخوض فيه معززين بالأسانيد هو ما نزعمه من كون جماعة الإخوان المسلمين هي جزء من الحركة الماسونية العالمية مع
تأكيد واضح بأن الكوادر الوسيطة في الجماعة لا تعلم أكثر من كونها جماعة دعوية أو حتى سياسية ليظل السر حبيس الرأس المدبر
ونعود للبداية المرصودة لدخول الماسون في جسد الجماعة مع تأكيد على أن بداية دخول الماسون للجماعة أقدم مما نعرضه بكثير ويمكن
القول أنه بدأ مع نشأتها لكننا نبدأ بداية قابلة للإثبات بالدليل والقرينة مخافة التكذيب والجدل والسفسطة من منتسبى الجماعة وحملة أقلامها
العام هو 1906 وهو العام الذي ولد فيه منظر جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب
سيد قطب الصعيدي المولد بأحد قرى محافظة أسيوط نشأ في نفس القرية إلى أن سافر للقاهرة على عادة المقتدرين في تلك الأيام ليلتحق
بمدرسة المعلمين والتى خرج منها إلى دار العلوم ليتخرج فيها عام 1932 ويعمل مدرسا قبل أن يتحول لموظف بوزارة المعارف في عهد
إسماعيل باشا القباني
سيد قطب مؤلف كتاب معالم على الطريق الذي مثل الأساس النظري لكل عنف الإخوان كانت بداياته لا تبشر بنهاياته فالرجل بدأ ليبراليا
وبصورة متطرفة فكان دائم الإلتحاق بالأحزاب الليبرالية فإلتحق بالوفد ثم بالسعديين قبل أن يمل العمل الحزبي تماما ويتفرغ لمؤلفاته
ومقالاته المثيرة للجلد فينشر في الأهرام عام 1934 ما يمكن وصفه بأنه تطرفا ليبراليا صادما حتى للطبيعة المصرية في هذه الفترة
ويبدو أن حب سيد قطب لفتاة أمريكية قد غلبه تماما للدرجة التى دفعته بعد زواج تلك الفتاة من أمريكي مثلها إلي الإنقلاب على أشكال
الإمتلاك الجنسي التى يمثلها الزواج فنادي بالتحرر التام في العلاقات الجنسية ونشر دعوته تلك من خلال دعوته للتعري وهي دعوة كان
لها أنصار كثر في الغرب
سيد قطب الذي وجد إعراضا عن نشر معتقداته وأراءه في الأهرام بعد ذلك فاجأ الجميع بنشر مقالاته في جريدة ( التاج المصري ) وهي
جريدة ماسونية تنطق بلسان حال المحفل الأكبر في مصر وكان معلوما بالطبع أن الجرائد الماسونية لا تسمح لأحد من خارج الحركة
الماسونية بالكتابة فيها كما لم تكن تسمح لأعضاء الحركة الماسونية بالكتابة في جرائد لا تنتمى للحركة ولعل أبسط تدليل على ذلك من هو
الأمر العالي الصادر بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 من إدريس راغب أستاذ المحفل الأكبر الماسوني المصري بحظر إستقدام كتاب من
خارج المحفل الماسوني للكتابة في الصحف الماسونية التابعة للمحفل وأيضا بالتنبية على الكتاب المنتمين للحركة الماسونية بعدم مناقشة
أيا مما يخص الماسون في الجرائد السيارة وقرر إدريس راغب في ذلك الأمر إحالة الكاتب وعضو المحفل محمد مصطفي عبده للمحاكمة
بالمحفل مع إيقافه حتى تمام المحاكمة لخرقه ذلك بتاريخ 27 أغسطس 1922 أي أن ما إقترفه الكاتب وعضو المحفل محمد مصطفي
عبده لم يكن قد مضى عليه يومان قبل أن يتم التحقيق فيه وإيقاف العضو وإحالته للمحاكمة
الأكثر من ذلك أن (المجلة الماسونية ) وهي تشبه ( الوقائع المصرية) حيث تنشر الأوامر التنظيمية والإعلانات الرسمية للحركة نشرت
خلال نفس الأسبوع وقائع الأمر ( الجلل) منبهة على كل المنتمين للمحفل الماسوني بأخذ حذرهم وعدم السقوط في ذلك الخطأ مع تأكيدها
على ترحيب الصحف الماسونية بالباحثين الماسون للكتابة والنشر عبر صحفها
ما ذكرناه كان لزاما أن نذكره للتدليل على إقتصار النشر والكتابة بهذه الصحف على الكتاب المنتمين للحركة الماسونية فقط لكن سيد قطب
وبعد مقالته في الأهرام عن العرى أصبح كاتبا أساسيا في عدد من المجلات والدوريات الماسونية ويرى البعض ومنهم رجال إنتموا
لحركة الإخوان المسلمين في السابق أن سيد قطب جرى إستقطابه ودخوله المحفل الماسوني بعد هذا المقال ثم حددت له مهمته داخل حركة
الإخوان المسلمين بعد ذلك ومن هؤلاء الإمام الغزالي الذي كتب في كتابه (من ملامح الحق ) أن سيد قطب لم يكن على طريق البنا بل كان
واحدا ممن زرعتهم الماسونية داخل جماعة الإخوان المسلمين عدد منهم بعض الأسماء المعروفة لنا كماسونيين جرى الدفع بهم إلى داخل
جماعة الإخوان ذاكرا أسماء سيد قطب وحسن الهضيبى ومصطفي السباعي
أكثر من ذلك أن أوضاع جماعة الإخوان بعد وفاة البنا أثارت دهشة الغزالي فأصر على أن الماسونيين قد ملكوا الجماعة وأمرها تماما
دون أن يعرف سببا لتلك الهجمة الماسونية للسيطرة على جماعة الإخوان المسلمين والرجل بالطبع كان محكوما بمعرفة ضيقة لا تتيح له
سوى معرفة وجود المحفل الماسوني في مصر لكن أهدافه وطريقة عمله لم يكن مستطيعا له الوصول لها بحكم عدم إجادته للغات الأجنبية
وبحكم حالة السرية الشديدة التى كانت تحيط بمحفل مصر الماسوني لكنه في النهاية كتب غاضبا يقول عن سيطرة الماسون على الإخوان
المسلمين:
"فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من جماعة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من
عمره ، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة
الجماعة اليتيمة ، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً
غريباً عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد
فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون
بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان "
بشكل أو بآخر كان هناك ما يشير إلى أن جماعة الإخوان تم إختراقها مرة واحدة وللأبد فالأسماء التى نعرف إرتباطها بالماسونية
المصرية والدولية مازالت حتى اللحظة في حكم المؤثر داخل الجماعة كما أنه من المعروف أن الماسونية عندما تقوم بزراعة عضو داخل
جماعة تصبح من مهام ذلك العضو عندما تنتهى فترة كمونة أن يمكن لغيره من الماسونيين من التغلغل والسيطرة مع بقاء الأعضاء الجدد
كامنين بل وحتى متطرفين لفكر الجماعة ومتحمسين لها ولعل ذلك ما يفسر العديد من الأحداث التى حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين
على مدار العقود السابقة من عمليات تصعيد سريع لرجال إلى الصف الثاني والأول والصدام مع البعض الآخر والغموض الذي يحيط
دائما بعملية تولية مرشد الإخوان ومعاونيه إضافة إلى إصرار الجماعة على عدم الإلتزام بأي شرط قانوني لوجودها كأن تصبح جمعية
قانونية يمكن مراقبة حساباتها بينما تبقى نقطة هامة تخص علاقة الجماعة بالنظام القائم في الدولة والذي لم يحاول ولو مجرد المحاولة
توجيه ضربات حقيقية لرؤس الجماعة مستعيضا عن ذلك بتوجيه ضربات مستمرة لكوادر شبابية صغيرة وبعض القيادات الوسطى ولم
يوجه ضربات قاسية لقيادات ذات شعبية داخل الجماعة إلا لتلك القيادات التى كانت على خلاف مع مكتب الإرشاد أو مثلت شكل من
أشكال الحداثة والشفافية داخل الجماعة فظل العديد من رجال الإخوان يحظون بإضطهاد النظام ومكتب الإرشاد في آن معا (كحالة دكتور
عبد المنعم أبو الفتوح) بينما ظل مكتب الإرشاد والمرشد نفسه بمنأى عن أي تحرك تقوم به الدولة دائما فكأن هناك من داخل جهاز الدولة
من يتحرك بوحي من محفل خفي يدير الأمر ويستخدم سلطاته ومنصبه لحماية وحدة الجماعة وبقاء قيادات الماسون فيها بسيف الدولة
وقانونها
نعود لسيد قطب فبعد قيام ثورة 1952 في مصر كان هناك شهر عسل بين الثوار والإخوان المسلمين وسط منغصات تمثلت في رغبة
الإخوان المسلمين في عرض مجلس قيادة الثورة لقرارات المجلس على الإخوان المسلمين (لمطابقتها بمقررات الشريعة ) وهو ما كان
يمثل عودة لفكرة الصدر الأعظم في تركيا العثمانية وكان الوضع ينبئ بأن شهر العسل سيقضي سريعا إما بهزيمة لثوار يوليو أو بهزيمة
للإخوان المسلمين
بداية الصدام بين سيد قطب والعسكر بدأت مع عام 1954 عندما رفع مقترحات إسلامية يراها جديرة بالتطبيق لكن رؤسائه حولوا الأمر
لمجلس قيادة الثورة فحاول سيد قطب أن ينجو بنفسه وقدم إستقالته التى قبلها مجلس قيادة الثورة على الفور قبل أن يعتقله ثوار يوليو
المفاجأة أن رئيس العراق وقتها وهو عبد السلام عارف تدخل شخصيا للإفراج عن سيد قطب المحكوم بخمسة عشر عاما ليخرج سيد
قطب مطلقا مقولة شهيرة في ذلك الوقت : "أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق
إحداث انقلاب"
بعد ذلك كان سيد قطب قد ألف كتابه الأشهر معالم على الطريق وهو الكتاب الذي عرض على جمال عبد الناصر شخصيا وكان هو من
أقر نشره وسرعان ما نفذت الطبعة الأولى منه وهنا قال ناصر معلقا على طلب إصدار طبعة جديدة منه أنه يجيز إعادة طبع الكتاب لكن
أجهزة الأمن يجب أن تدرك أن هناك تنظيما وراء هذا الكتاب
بعدها تحركت أجهزة الأمن واعتقلت سيد قطب بالفعل وأثناء إعتقاله جاءت محاولة إغتيال جمال عبد الناصر في ليقدم أقطاب الجماعة
للمحاكمة ويعدم سيد قطب الذي مثل كتابه معالم على الطريق الأساس النظري لتحرك الإخوان المسلمين
لكن يبقى السؤال معلقا حول جماعة الإخوان المسلمين دائمة الصدام مع الدولة ودائمة التحالف معها في نفس الوقت كما يبقى سؤال أساسي
حول تغلغل جماعة الإخوان عبر شبكة ماسونية دولية في رؤوس الحكم للدرجة التى تدفع بالعديد للدهشة من حالة التناغم التى نشاهدها
جلية بين طبقة العسكر الحاكمة وبين الإخوان المسلمين وحتى في لحظات الصدام يصبح الصدام أقرب ما يكون لعتاب المحبين منه لصدام
الأعداء المتنازعين وإذا ربطنا بين ما أوردناه وبين ما ذكرناه في مقال سابق عن المخطط الإخواني الأمريكي برعاية تركية ومساعدة
قطرية قبل سقوط مبارك بشهور طويلة لجاز لنا أن نقول أن هناك تحركا قد أعد سلفا ورجال جرى تصعيدهم مسبقا ولن يكون أي صدام
قادم بين الطبقة العسكرية والإخوان إلا لخروج أحد منهما عن النص الموضوع بصورة شخصية أو لخوف فردي لكن في النهاية فإن
شبكة المصالح التى حكمت الحركة منذ نشأتها تكفل لها وحتى الآن أن تصبح الرقم الصعب في السياسة في تلك المنطقة من العالم
مصادر المقال :
جريدة الأهرام ، 17 مايو 1934 ، ص 7
روز اليوسف ، 29 يوليو 1986 ، ص 34
كشف الستار عما خفي من الأسرار ، سيد قطب وحزبه تاريخ أسود ، ص 17 – 19 .
سيد قطب ( أماه ) نشرت بمجلة التاج المصري ، عدد 698 ، السنة 13 ، 1 نوفمبر 1940 ، ص3 ولقد وقع تحتها باسم (ابنك المفجوع
– حلوان – سيد قطب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق