اطفال الشوارع
فى احدى شوارع مدينة عربية فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا وأثناء انهماك المعتصمين فى الاعتصام والمحتجين فى الاحتجاج إذا بصرخات نسائية تخترق الهتافات
.. فتساءل أحد المعتصمين: إيه الصوات ده يا جماعة؟ إحنا قلنا هتاف من غير ما حد يرقع بالصوت!
معتصم آخر: ده مش من عندنا، ده شكله جاى من الرصيف التانى.
فيذهب بعض من المعتصمين إلى الرصيف الآخر ويصلون إلى الرصيف الآخر فيجدون هرجاً ومرجاً
احنا يا جماعة عايزين نظام
اسكت اسكت شوف اللى بيحصل
: خير يا جماعة؟ الصوات اللى عندكم من اية؟
آه دى زميلة معانا بتولد
. وتأتى إحدى المعتصمات فيسألونها بلهفة
ةهاه.. إيه الأخبار؟
المعتصمة: دى على وشك الولادة لازم دكتور أو ننقلها اقرب مستشفى.
- وهينفع ننقلها؟
معتصم ثان: مش هينفع طب حد يا جماعة يشوف دكتور عند اعتصامات الأطباء.
معتصم ثالث: أنا هاروح أشوف.. همّا واقفين فين؟
رابع: عند مبنى النقابة.. قبلينا بكام رصيف.. بس بسرعة وحياتك.
خامس: هو جوزها فين؟ مش لازم يبقى معاها فى الظروف دى؟
سادس: جوزها هتلاقيه بعدنا بشارعين واقف فى طابور علشان يشترى زيت وسكر ، بس غالبا هيرفض ييجى هنا ويروح عليه مكانه هناك!
- طب فين أبوها.. أخوها.. أو عمها حتى؟
- أبوها واقف فى طابور قبض المعاشات
وأخوها واقف فى اعتصام الكليات بقاله تلات أيام.
. وعمها يا عينى قعد يلف بالتاكسى بتاعه على بنزين رخيص بتاع الغلابة ومش لاقى وصمم انة يقلب التاكسى لنظام الغاز بدل البنزين
وفى الآخر اختفى لا حس ولا خبر.
ثم تأتى سيدة أخرى من المعتصمات وهى تصيح: يا جماعة عايزين ملاية.. حد يشوفلنا ملاية.. ما ينفعش الست تولد عالأسفلت كده!
المعتصم الثانى: يا جماعة حد يروح للمعتصمين بتوع الغزل و النسيج أكيد هنلاقى معاهم ملايات.
ثم تأتى سيدة أخرى يبدو عليها اللهفة والاستعجال: ميه سخنة.. عايزين ميه سخنة بسرعة!
المعتصم الرابع: أنا هاروح للمعتصمين اللى جنب القهوة اكيد هما عارفين صاحب القهوة، دول بقالهم مدة فى المنطقة وأكيد عندهم ميه سخنة وشاى والذى منه.
وانا كمان شفت عندهم شيشة
ما تخافوش انا ح اتصرف
السيدة: وشوف برضه لو لقيت عندهم بطانية.. الأرض ناشفة قوى والولية مش عارفة «تحزق»! ثم تأتى سيدة أخرى مهرولة: يا جماعة عايزين قطن ومحلول مطهر.
المعتصم الثالث: همّا مش الصيادلة معتصمين قريب من هنا؟ ثم يظهر فى الأفق المعتصم الأول وهو يصطحب فى يده الطبيب.. وما أن يصلا إلى الجمع حتى تجذب السيدة الطبيب من يده وتقوده إلى حيث ترقد الأم:
الحقنا بسرعة يا دكتور دول باينهم توأم!
والنبى يا جماعة وسعوا السكة للدكتور
يمسح الدكتور عرقة ثم يبدء قى الكشف
ويقترب من الحشد شاب من معتصمى المنتديات ويحاول استغلال الوقت فى إقناع المعتصمين بأن يكون لهم جروب على «الفيس بوك».لنشر ما يحدث فى طوابير الاعتصام
. ثم تسود فترة صمت بين المعتصمين لا يخترقها سوى صرخات الأم وأصوات حث السيدات لها على أن «تاخد نفس» ثم «تحزق»
وصوت الدكتور وهو يساعدها بكلمات مشجعة
ويتعالى صوت اخر
والنبى عايزين فوطة الست عرقانة
فيبادر احدهم فية فوطة متنشرة فى البلكونة اللى جنبنا انا ح اكلم صاحبة الشقة
ويذهب وبعد دقائق يرجع بالفوطة
وبعد دقائق
اخرى.
عصيبة تعالت أصوات المولودين وتلتها زغاريد النساء. فتهللت أسارير المعتصمين وبدأوا يباركون لبعضهم البعض.. ثم سأل أحدهم إحدى السيدات التى أتت لتبشرهم بنجاح الولادة: خير؟ واد ولاّ بت؟
السيدة: ولد وبنت
! ويا عينى الام قاعدة تعيط وبتقول هتصرف على توأم منين!
معتصم اخر يقول ممكن نبلغ موسوعة جينيز العالمية تصرف لهم مكافاة على اساس انهم اتولدوا فى الشارع اهة برضة تساعد على المعيشة
المعتصم الأول: يا جماعة إحنا لازم نحتفل بالحدث السعيد ده.. همّا مش بتوع السيرك معتصمين قريب من هنا؟
المعتصم الثانى: على رأيك.. أنا هاروح أتفق معاهم ييجوا يعملوا لنا ليلة هنا.. بس مفيش عندنا موغات وحلبة بالعسل.. همّا العطارين مش معتصمين فى حتة هنا ولاّ هنا؟
المعتصم الأول: لأ لسه.. بس اصبر يمكن يحصلونا على السبوع.وطبعا لازم نقول لهم ما ينسوش الشموع
بس يا جماعة لازم الزوج يحضر علشان يسمى اولادة
ترد الام
انا اتفقت مع زوجى على الاسماء خلوة واقف فى الطابور لاننا ما عندناش ولا نقطة زيت للطبيخ
طب ح تسميهم اية يا ست
مش عارفة انا نسيت
وعندها فقط يحضر الزوج وفى يدة الزيت
ويحضر باقى افراد العائلة فرحين بعد ان ادوا ما هو مطلوب منهم فى الشوارع والطوابير
وبصوت واحد يقولون
ح نسميهم معتصم ومحتجة
يرد معتصم اخر
ياجماعة بصوا لقدام لان لو سميتم الولد معتصم
مككن بعد عمر طويل ما يقبلهوش فى كلية الشرطة اعتراضا على الاسم
الجميع فى صوت واحد
اة والله
طب نسمية اية
طبعا انا عاملة مسابقة هنا
لاختيار احسن اسم للمولود
والفائز ح ياخد شمعة لما العطارين يحضروا فى السبوع
فى احدى شوارع مدينة عربية فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا وأثناء انهماك المعتصمين فى الاعتصام والمحتجين فى الاحتجاج إذا بصرخات نسائية تخترق الهتافات
.. فتساءل أحد المعتصمين: إيه الصوات ده يا جماعة؟ إحنا قلنا هتاف من غير ما حد يرقع بالصوت!
معتصم آخر: ده مش من عندنا، ده شكله جاى من الرصيف التانى.
فيذهب بعض من المعتصمين إلى الرصيف الآخر ويصلون إلى الرصيف الآخر فيجدون هرجاً ومرجاً
احنا يا جماعة عايزين نظام
اسكت اسكت شوف اللى بيحصل
: خير يا جماعة؟ الصوات اللى عندكم من اية؟
آه دى زميلة معانا بتولد
. وتأتى إحدى المعتصمات فيسألونها بلهفة
ةهاه.. إيه الأخبار؟
المعتصمة: دى على وشك الولادة لازم دكتور أو ننقلها اقرب مستشفى.
- وهينفع ننقلها؟
معتصم ثان: مش هينفع طب حد يا جماعة يشوف دكتور عند اعتصامات الأطباء.
معتصم ثالث: أنا هاروح أشوف.. همّا واقفين فين؟
رابع: عند مبنى النقابة.. قبلينا بكام رصيف.. بس بسرعة وحياتك.
خامس: هو جوزها فين؟ مش لازم يبقى معاها فى الظروف دى؟
سادس: جوزها هتلاقيه بعدنا بشارعين واقف فى طابور علشان يشترى زيت وسكر ، بس غالبا هيرفض ييجى هنا ويروح عليه مكانه هناك!
- طب فين أبوها.. أخوها.. أو عمها حتى؟
- أبوها واقف فى طابور قبض المعاشات
وأخوها واقف فى اعتصام الكليات بقاله تلات أيام.
. وعمها يا عينى قعد يلف بالتاكسى بتاعه على بنزين رخيص بتاع الغلابة ومش لاقى وصمم انة يقلب التاكسى لنظام الغاز بدل البنزين
وفى الآخر اختفى لا حس ولا خبر.
ثم تأتى سيدة أخرى من المعتصمات وهى تصيح: يا جماعة عايزين ملاية.. حد يشوفلنا ملاية.. ما ينفعش الست تولد عالأسفلت كده!
المعتصم الثانى: يا جماعة حد يروح للمعتصمين بتوع الغزل و النسيج أكيد هنلاقى معاهم ملايات.
ثم تأتى سيدة أخرى يبدو عليها اللهفة والاستعجال: ميه سخنة.. عايزين ميه سخنة بسرعة!
المعتصم الرابع: أنا هاروح للمعتصمين اللى جنب القهوة اكيد هما عارفين صاحب القهوة، دول بقالهم مدة فى المنطقة وأكيد عندهم ميه سخنة وشاى والذى منه.
وانا كمان شفت عندهم شيشة
ما تخافوش انا ح اتصرف
السيدة: وشوف برضه لو لقيت عندهم بطانية.. الأرض ناشفة قوى والولية مش عارفة «تحزق»! ثم تأتى سيدة أخرى مهرولة: يا جماعة عايزين قطن ومحلول مطهر.
المعتصم الثالث: همّا مش الصيادلة معتصمين قريب من هنا؟ ثم يظهر فى الأفق المعتصم الأول وهو يصطحب فى يده الطبيب.. وما أن يصلا إلى الجمع حتى تجذب السيدة الطبيب من يده وتقوده إلى حيث ترقد الأم:
الحقنا بسرعة يا دكتور دول باينهم توأم!
والنبى يا جماعة وسعوا السكة للدكتور
يمسح الدكتور عرقة ثم يبدء قى الكشف
ويقترب من الحشد شاب من معتصمى المنتديات ويحاول استغلال الوقت فى إقناع المعتصمين بأن يكون لهم جروب على «الفيس بوك».لنشر ما يحدث فى طوابير الاعتصام
. ثم تسود فترة صمت بين المعتصمين لا يخترقها سوى صرخات الأم وأصوات حث السيدات لها على أن «تاخد نفس» ثم «تحزق»
وصوت الدكتور وهو يساعدها بكلمات مشجعة
ويتعالى صوت اخر
والنبى عايزين فوطة الست عرقانة
فيبادر احدهم فية فوطة متنشرة فى البلكونة اللى جنبنا انا ح اكلم صاحبة الشقة
ويذهب وبعد دقائق يرجع بالفوطة
وبعد دقائق
اخرى.
عصيبة تعالت أصوات المولودين وتلتها زغاريد النساء. فتهللت أسارير المعتصمين وبدأوا يباركون لبعضهم البعض.. ثم سأل أحدهم إحدى السيدات التى أتت لتبشرهم بنجاح الولادة: خير؟ واد ولاّ بت؟
السيدة: ولد وبنت
! ويا عينى الام قاعدة تعيط وبتقول هتصرف على توأم منين!
معتصم اخر يقول ممكن نبلغ موسوعة جينيز العالمية تصرف لهم مكافاة على اساس انهم اتولدوا فى الشارع اهة برضة تساعد على المعيشة
المعتصم الأول: يا جماعة إحنا لازم نحتفل بالحدث السعيد ده.. همّا مش بتوع السيرك معتصمين قريب من هنا؟
المعتصم الثانى: على رأيك.. أنا هاروح أتفق معاهم ييجوا يعملوا لنا ليلة هنا.. بس مفيش عندنا موغات وحلبة بالعسل.. همّا العطارين مش معتصمين فى حتة هنا ولاّ هنا؟
المعتصم الأول: لأ لسه.. بس اصبر يمكن يحصلونا على السبوع.وطبعا لازم نقول لهم ما ينسوش الشموع
بس يا جماعة لازم الزوج يحضر علشان يسمى اولادة
ترد الام
انا اتفقت مع زوجى على الاسماء خلوة واقف فى الطابور لاننا ما عندناش ولا نقطة زيت للطبيخ
طب ح تسميهم اية يا ست
مش عارفة انا نسيت
وعندها فقط يحضر الزوج وفى يدة الزيت
ويحضر باقى افراد العائلة فرحين بعد ان ادوا ما هو مطلوب منهم فى الشوارع والطوابير
وبصوت واحد يقولون
ح نسميهم معتصم ومحتجة
يرد معتصم اخر
ياجماعة بصوا لقدام لان لو سميتم الولد معتصم
مككن بعد عمر طويل ما يقبلهوش فى كلية الشرطة اعتراضا على الاسم
الجميع فى صوت واحد
اة والله
طب نسمية اية
طبعا انا عاملة مسابقة هنا
لاختيار احسن اسم للمولود
والفائز ح ياخد شمعة لما العطارين يحضروا فى السبوع
اقترح أن نسميها " أزمه "
ردحذف