الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

منك لله يا طنطاوى

منك لله يا طنطاوى


أعتقد أن هذا هو دعاء كل الملايين من الشعب المصرى .. أطفالا وشباب .. رجالا ونساء وفتيات وأرامل .. كل هؤلاء ضد طنطاوى والمجلس العسكرى .. بعد أن ظلوا يهتفون للمجلس العسكرى .. وحملوا اللافتات التى تقول "الجيش والشعب إيد واحدة" .. ظلوا يصرخون فى الميادين والشوارع .. "ياطنطاوى قول لعنان .. الإخوان مالهمش أمان" .. تشبث الشعب المصرى بأخر أمل ظل يناشده ، وهو المجلس العسكرى .. الذى تعهد فى أكثر من نداء بألا يسلم مصر للإخوان .. وتعهد "طنطاوى" بأن مصر لن تسقط .. وتعهد "طنطاوى" بأن مصر لن تركع .. وتعهد "طنطاوى" بأن يسلم مصر لحكومة مدنية ..** ومع ذلك .. ضاعت كل الأمانى .. وسقطت كل الأحلام .. وسقطت مصر .. وإنقطعت كل الخيوط التى تربط الشعب بالأمل وركعت مصر .. بل أؤكد كما تنبأت فى كل مقالاتى أنها سقطت ، ولن تعود مرة أخرى .. سقطت مصر .. وسقطت ثورة 23 يوليو .. ولن يترك الإخوان رجل واحد من رجال هذه الثورة ، إلا وسيتم محاكمته .. وربما سيتم إعدامهم .. حتى يرتاح الإخوان .. وتهدأ النار فى صدورهم .. بعد أن ظلوا يحاربون من أجل الوصول إلى سدة الحكم بكل الطرق المشروعة .. والغير مشروعة .. وأعتقد أنها كلها غير مشروعة ..** منذ نكبة 25 يناير .. التى يصر بعض الإشتراكيين الثوريين ، والإخوان ، والبلهاء ، وأصحاب المصالح والبيزنس ، والمتخلفين .. أن يطلقوا عليها "ثورة مجيدة" .. وقد أكدنا أكثر من مرة أنها لم تكن بثورة بل كانوا الإخوان وبعص التنظيمات الثورية المعارضة للحكم .. والتى إندلعت فجأة بأسماء متعددة .. التى إعترضت على نظام مبارك .. وكان الشعب معترض جميعا وهو ما إستجاب له الرئيس مبارك وتنحيه عن الحكم .. لكن أصر الإخوان والجماعات الثورية على إسقاط النظام بأكمله .. وعلى رأسه الرئيس مبارك .. وإستجاب المجلس العسكرى لهذه المطالب بل وأيدها .. بل وأعلن البيان الأول للمجلس العسكرى وهو تأييده للمطالب المشروعة للثوار ، وهنا أقصد الذين ملأوا ميدان التحرير فقط .. ولم يكونوا سوى جماعة الإخوان ، و6 إبريل ، وبعض التنظيمات والحركات الثورية .. التى لم نكن نسمع عنها منذ أكثر من خمسون عاما .. ورغم تأييد المجلس العسكرى لهم ، إلا أنه لم ترفع لافتة فى التحرير بعد تنحى مبارك عن الحكم إلا وكانت تطالب بإسقاط المجلس العسكرى وعودته لثكناته.. وكان الشعب واهم حين تعلق بأحبال ذائبة .. وقد توهم أن المجلس العسكرى سوف يحافظ على العهد الذى أقسمه أمام الشعب ...** خرج الإخوان فى كل مكان .. ومعهم الثوريين والإشتراكيين وجماعة 6 إبريل .. وتطاولوا على المجلس العسكرى بالشتائم والبذاءات التى وصلت إلى حد وصف المشير بـ"الحمار" من قبل النائب السابق بمجلس الشعب المنحل "زياد العليمى" .. الذى برر وصفه للمشير بأنه وصف مجازى .. ومع ذلك لم نسمع عن محاكمة أى شخص أساء للمجلس العسكرى .. بل كان يخرج علينا بتصريحات عجيبة وغريبة .. من بعض أعضاء المجلس العسكرى ، بأنهم يرحبون بالنقد ، فإن هذه هى الديمقراطية التى وصلت إلى حد السب والقذف وإهانة الجيش المصرى بنفس القدر والأسلوب الذى وصل إلى إسقاط الشرطة وإهانتها ..** لم يخرج علينا المجلس العسكرى سوى ببعض البيانات الفاشينكية .. ولأول مرة فى تاريخ مصر .. يمارس المجلس العسكرى تعامله مع جموع الشعب المصرى من خلال الفيس بوك فى صفحة أطلق عليها "أدمن المجلس الأعلى للقوات المسلحة" ..** عندما كانت تشتعل الأزمات .. كان يخرج علينا المشير ببضعة كلمات مبهمة وغير واضحة .. وهو يطالب الشعب المصرى بالخروج للدفاع عن مصر .. وتساءل الجميع ، هل المطلوب أن يقف الشعب المصرى ضد الإخوان المسلحين الدمويين ، والشعب أعزل لا يملك سلاح .. وليس بينهم بلطجى أو أحد أفراد المافيا التى تدربت بالداخل أو الخارج ..** توسمنا خير فى المجلس العسكرى .. عندما حلت المحكمة الدستورية العليا برلمان الوكسة والعار .. وعاد التشريع إلى المجلس العسكرى .. طبقا للإعلان الدستورى المكمل .. وهو ما أعلنه المجلس العسكرى .. ولكن لم تدم فرحة هذا الشعب طويلا .. بعد أن رأى تنازلات عديدة .. يقدمها المجلس العسكرى لجماعة الإخوان .. وأكبر هذه التنازلات هى إقرار قانون العزل السياسى الذى تقدم به بعض نواب الإخوان لعزل ومحاكمة كل رؤوس النظام السابق ، حتى الوطنيين منهم ، ومنعهم من أداء دورهم الوطنى .. لإعادة بناء وإستقرار مصر .. حتى عندما هاجم الإخوان حكم المحكمة الدستورية العليا ، بحل البرلمان .. حاول جماعة الإخوان إقتحام المجلس .. بل رأينا أحد نواب الإخوان ، وهو "محمد العمدة" .. وهو يتعرض لحكم المحكمة ، ويحمل المجلس العسكرى هذا الحكم .. وطالب بإقتحام مجلس الشعب .. وعودتهم بالإكراه .. ومع ذلك إلتزم المجلس العسكرى الصمت القاتل .. وترك الأخرين يدافعون عن حكم المحكمة الدستورية العليا .. وكان يجب أن يخرج علينا المشير بخطاب جماهيرى .. لوقف هذه المهازل ، ولكن شئ من ذلك لم يحدث أبدا ..** لقد إدعى المجلس العسكرى أن الإنتخابات البرلمانية كانت من أنزه الإنتخابات التى أجريت فى مصر .. وفى الحقيقة هى كانت من أكثر الإنتخابات تزيفا .. وتزويرا لإرادة الشعب المصرى .. ولم يتم التحقيق فى كل البلاغات التى إنتهك فيها الإخوان اللجان الإنتخابية .. بل الأدهش أن يهل علينا نفس التصريح بعد إنتخابات مجلس الشورى الذى لم يحضره أحد .. وكان يتحتم إلغاء هذه الإنتخابات الوهمية ..** ترك المجلس العسكرى الحبل على الغارب لجماعة الإخوان المسلمين .. وظل يردد العبارة الشهيرة .. أنه يقف على مسافة واحدة من كل التيارات الوطنية والقوى السياسية .. وفجأة وجدنا أنفسنا أمام منظمة إرهابية مثل 6 إبريل .. يقولون عليها "قوة وطنية" ، وأمام فصيل محظور منذ 1954 .. ويقولون لنا إنهم النخبة السياسية .. هذه النخبة السياسية .. هى التى حرقت الأقسام ، وإقتحمت السجون ، وهرب العديد من رؤوسها من السجون .. وحرقوا ملفاتهم فى أمن الدولة لإخفاء جرائمهم ، ومحوها .. ومع ذلك .. خرجوا علينا فى منتهى الفجور ، يتهمون ضباط أمن الدولة ، بأنهم هم الذين أحرقوا الملفات .. وظل المجلس العسكرى متفرجا على هذه المهازل دون أن يحرك ساكنا ..** لقد حذرنا المشير ، وزير الدفاع ، كثيرا .. بصفته المسئول الأول عن الجيش المصرى .. وعن أمن وسلامة الوطن .. فى مقالات عديدة بدأت عقب 25 يناير .. وسقوط النظام السابق ..** كتبنا مقال بعنوان "الجيش هو الحل" .. وذلك حتى لا يحكم الإخوان مصر .. ثم مقال بعنوان "إغلقوا التحرير قبل إحتلال الوطن" فى مارس 2011 .. وشرحنا أن الهدف من التحرير هو إشغال الجيش والشعب بما يحدث .. فى الوقت الذى يتم فيه تهريب عناصر من تنظيم القاعدة ، وأسلحة ، ومعدات ثقيلة داخل سيناء .. وهو ما حدث بالفعل .. ومع ذلك لم يهتم أحد ..** كتبنا مقال بعنوان "إلى المجلس العسكرى .. لا تسلموا مصر للفوضى" .. ومقال "لا تدعو مصر تلفظ أنفاسها" .. ومقال "سيناريو التحالف بين المجلس العسكرى والإخوان المسلمين" .. والعديد من المقالات والنداءات .. محاولين حث المجلس العسكرى على إنقاذ مصر ..** وعندما إشتدت الأزمات لمطالبة المجلس العسكرى بأن يرحل .. ويعود إلى ثكناته .. خرج علينا المشير بعبارة واحدة "الشعب هو الذى يقرر ونحتكم له" .. وكأن هذه الإشارة أصابت الإعلام المصرى بسكتة أفقدته توازنه .. فخرج علينا الإخوانى "محمود سعد" وهو فى غاية الحنق والغباء ، مطالبا المشير بالإعتذار عن هذا الخطأ .. وحاز نفس الدور فى الغباء كل من "خيرى رمضان" ، و"معتز الدمرداش" ، و"منى الشاذلى" ، و"جابر البلعوطى" ، و"ريم ماجد" ، و"يسرى فودة" .. وإنزعج كل الإعلاميين من بيان المشير الذى على أثره .. خرج ملايين الشعب المصرى مطالبين بإستمرار المجلس العسكرى حتى تسلم مصر لدولة مدنية ، وحكومة وبرلمان حقيقى منتخب ..** كان يجب أن يعلم المجلس العسكرى أن هناك مؤامرة كبيرة لإسقاط مصر .. يقودها الإعلام المصرى الخائن .. ولكن يبدو أن الحملة أتت بثمارها .. فلم يخرج علينا المشير منذ ذلك الوقت بأى نداء للشعب المصرى .. بل إكتفى المجلس العسكرى بما أطلق عليه "أدمن المجلس الأعلى للقوات المسلحة" .. بل عندما إشتدت بعض الأزمات .. كان يخرج علينا المشير بكلمات مقتبضة مثل "لن تسقط مصر أبدا" .. و"لن تركع مصر" . وكان الشعب يتعلق بهذه الخيوط الرفيعة محاولا التشبث بها حتى لا تسقط مصر ..** بعد حل البرلمان الغير شرعى .. والذى أطلق عليه "برلمان قندهار" .. عادت الشرعية للمجلس العسكرى .. وأعلن ذلك بعض أعضاء المجلس العسكرى .. كما أعلنوا أنهم هم المسئولون عن القرارات المصيرية .. والقرارات العسكرية .. وأن الرئيس "مرسى" لا يستطيع الإنفراد بالقرار دون الرجوع إلى المجلس العسكرى .. بناء على الدستور المكمل .. الذى أتى بالرئيس مرسى ..** وبعد إنتخاب مرسى رئيسا لمصر .. بعد إعلان فوز الفريق "شفيق" .. خرجت علينا بعض الأكاذيب التى روج لها الإخوان ، بأن مصر ستحترق عن أخرها ، لو أعلننا فوز الفريق "شفيق" .. وهو ما جعل المجلس العسكرى يرضخ لهذه التهديدات والإبتزازات الأمريكية والإخوانية .. وفجأة أعلن الرئيس مرسى العياط رئيسا لمصر .. وأدى المشير والمجلس العسكرى التحية العسكرية لمرسى ، وحضر معهم حفلات تخرج الدفعات من الجيش المصرى فى الطيران والمظلات والمشاة ..** ولم تمضى بضعة أيام .. وقدم الرئيس مرسى أكبر دليل على تنفيذ سيناريو الجماعة .. وليس إرادة الشعب المصرى .. فقام بإقالة المجلس العسكرى .. ولم نسمع عن المشير أو الفريق "سامى عنان" .. بل منحهم نوط قلادة النيل .. وأوصى بتعيين مستشارين لسيادته ، حتى يتجنب غضب الجماهير .. وتبخر كل أعضاء المجلس العسكرى .. وهذا ما كتبته بالنص فى إحدى مقالاتى .. فقد كتبت "أخشى أن يأتى اليوم الذى يختفى فيها المجلس العسكرى ويتبخر .. ويقدم لمحاكمات عسكرية .. ويتم القضاء على كل رموز ثورة 23 يوليو" .. بل كتبت إنه "سيتم هدم ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وتقديم البلاغات العديدة ضد أسرته ومحاكمتهم" .. ثم يقوموا بهدم ضريح الزعيم الراحل أنور السادات ، ومحاكمة أفراد أسرته .. ثم يآتى الدور على "حسنى مبارك" .. إما بقتله فى السجن ، وإعدام كل رموز ثورة 23 يوليو .. ولكن هذه الخطوات لن تأتى إلا بعد تمكين الإخوان من كل خيوط الدولة فى مصر ..** ثم تتوالى الكوارث بعد حل المجلس العسكرى ، وتبخر المشير وعنان .. وهو الإفراج عن كل المعتقلين الإرهابيين الذين تتراوح الأحكام الصادرة ضدهم بين الإعدام والمؤبد .. وقد فوجئ الشعب بأن خمسة من هؤلاء الإرهابيين هم من قاموا بتنفيذ الجريمة الوقحة ضد ضباط وجنود الجيش المصرى البواسل ، وهم يؤدون واجبهم فى حماية حدود مصر .. بل كما توقعنا وحذرنا .. إمتلأت أرض سيناء بالعديد من الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة ، وكل الميليشيات الإرهابية ..** ثم تتوالى الكوارث والتى جاءت نتيجة تراخى المجلس العسكرى ، وقرارات المشير إلى أن وصلنا إلي ما هو الأن .. فقد بدأت التعليمات ونصائح البعض بأحقية الإخوان المسلمين فى الإلتحاق بكليات الشرطة .. ومعنى ذلك أنه بعد سنوات قليلة ، ستخرج علينا ضباط يطلقون لحاهم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وينفذون قانون الجماعة وتعليمات مكتب الإرشاد .. الذى تعلو فيه كلمة "المرشد العام للجماعة" ، محمد بديع عن سلطة "محمد مرسى" !! .. ثم يأتى دور إلتحاق نفس الجماعات بالجيش المصرى .. ليستكمل السيناريو بمنع الأقباط من أداء الخدمة العسكرية ، ومطالبتهم بدفع ما يطلقون عليه "الجزية" .. حتى لا يتم إلتحاقهم بالجيش الإسلامى ...** "منك لله ياطنطاوى" .. لقد أضعت مصر .. فقد خرجت ولن تعود .. لا صحافة ، ولا إعلام .. ولا سياحة ، ولا برامج سياسية ، ولا أحزاب معارضة ، ولا شعب ، ولا قانون .. فقد إختفى مثل البنزين والسولار والمياة والخدمات .. كما إختفى الشعب ، ولم يعد يعرف سوى لغة السباب والبلطجة والفتونة .. وظهرت لغة العنف والقتل والسحل والتمثيل بالجثث .. ولم نعد نرى فى شوارع مصر سوى أطنان القمامة والبلطجية وأرباب السوابق .. والمزيد قادم لا محالة .. فهل تتفقون معى أم مازلتم تحلمون بعودة مصر ..** كلمة أخيرة لأقباط المهجر .. لقد ناشدتكم ألاف المرات ، لماذا لا تتحركون وتدينوا الرئيس "أوباما" والإدارة الأمريكية .. لماذا لا تكشفون سر تمزيق مصر على يد "أوباما" .. لماذا لا تحملون لافتة واحدة تدين التحالف المشبوه بين "أوباما" والإخوان المسلمين .. للأسف لم نسمع منكم سوى بعض المشاريع الهزلية لتقسيم مصر ..** كما أكرر أن هناك عناد من كل الإعلاميين بالخارج .. بعدم التعرض للإدارة الأمريكية .. بل تقديم الشكر للرئيس الأمريكى .. وفى النهاية .. إذا كان هذا قراركم ، وهناك إصرار على المديح فيما تفعله أمريكا فى مصر وسوريا وكل الدول العربية .. فنصيحتى لكم أن تكفوا عن الحديث وعن نشر مقالاتكم السمجة عن مصر .وأقباط مصر .. وأغربوا عن وجوهنا .. فقد سئمنا منكم ومن برودكم .. والله يوفق هذا الشعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق