السبت، 29 سبتمبر 2012

طربوش النهضة المصرية

موضوع: الطربوش 
اكتسب الطربوش في مصر منذ أوائل القرن 19 وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، دلالة قومية وتاريخية وثقافية باعتباره كان رمزا في مواجهة قبعة الأوروبيين خلال هذه الفترة، التي كان خلالها الطربوش صاحب مكانة رفيعة ومحاطا بحماية كاملة من القانون، حيث كان اعتماره ملزما لكل الموظفين وكبار رجال الدولة والباشاوات وحتى الطلاب في المدارس، كما كان يمثل بالنسبة للرجال هيبة وقيمة، فيما كانت محلات بيعه قبلة للناس..
واليوم - رغم غيابه عن الرؤوس طويلا منذ قرار الرئيس جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو بإلغاء إلزامية ارتداء الطربوش، ليصبح المصريون والفئات الأخرى أحرارًا فيما يرتدون على رؤوسهم باستثناء «الطربوش الأزهري» العمامة المنتشرة الآن بين طلاب وشيوخ الأزهر الشريف

..في حي الغورية بالأزهر الشريف مازال الطربوش موجودا وكذلك أشهر صناعه «الحاج أحمد محمد وأولاده» منذ بداية العام 1913 في عهد الوالي سعيد باشا، وعلى الرغم من تجاوز «الأب» سن الثمانين، فلا يزال يباشر مهام صناعة الطربوش ويساعده ولده الأكبر «محمد» الذي ارتضى لنفسه أن يكون أستاذًا بالجامعة، ورغم مهامه العلمية لكنها لم تشغله لحظة عن متابعه صناعة مهنة «الطربوش» فهي - على حد تعبيره - ميراث يجب الحفاظ عليه مهما كلف الأسرة من استنزاف في المال وجهد في العمل وراحة للشيخ الكبير.
تحدث محمد عن مهنة صناعة الطرابيش فقد عاشها منذ طفولته، وأصبحت النصف الآخر من عمله، وقبل أن يسترسل رفع نظره إلى صورة الوالد التي تتزين بها أركان المحل ثم يلتفت خلفه قائلاً: من يسكن هنا بجوار الأزهر تدب في روحه قوة لا يشعر فيها بالشيخوخة فمن بابه التاريخي الإسلامي دخل وخرج شيوخ عظماء في مصر وظلوا شبابا حتى في شيخوختهم، صنعنا بأيدينا لهم «الطربوش» وكانوا يرتدونه بمثابة فرض وإلزام.

قصة صناعة الطربوش لها تاريخ طويل، بدأت ـ كما يقول الابن الأكبر محمد ـ حين أصدر الوالي سعيد باشا فرمانًا بخصم قرش صاغ من كل موظف حكومي يخصص لإنشاء مصنع أهلي لصناعة خام الطربوش حيث كان يتم استيراد الطربوش في ذاك الوقت
يستطرد: بإنشاء هذا المصنع، تم إنتاج أنواع مختلفة من الطرابيش أطلق عليها أسماء «الوادي» و«النيل» و«الجمهورية»، وكانت هذه النوعية تضاهي المستورد فى ذلك الوقت، ولكون الطربوش كان بمثابة التاج الملكي «إلزاميا ملكيا» لعامة المصريين الذين يعملون في المصالح الحكومية والجيش والشرطة وجميع الوزراء حتى سفراء وقناصل الدول الأجنبية والعربية في مصر، فقد أحدث هذا الإلزام الملكي نهضة في صناعة الطربوش ورواجا لسوقه، مما انعكس بالثراء على صناعته.
يذكر أن المفكر سلامة موسى كان من أنصار التخلى عن الطربوش للتخلص من الحكم التركى، وكان أنصار الطربوش يلعنون القبعة ويعتبرونها تخلياً عن الهوية واتسع نطاق المعركة، وأصبح الشارع المصرى طرفاً فيها.


وهنا ظهر «مشروع القرش» لأحمد حسين الذى كان لايزال طالباً فى مدرسة الحقوق «الكلية حالياً»، ورأى أنه من العار على المصريين أن يستوردوا زيهم الوطنى من الخارج
وكان الطلبة فى الجامعات يحملون عدداً من دفاتر المشروع ويذهبون إلى مدنهم وقراهم يجمعون التبرعات، وطغت الروح الوطنية على المشروع، الذى كانت حصيلته فى العام الأول ١٧ ألف جنيه وفى التالى ١٣ ألف جنيه وكان شعار اللجنة التنفيذية هو «تعاون وتضامن فى سبيل الاستقلال الاقتصادى
وأسفر هذا المشروع فى نهاية الأمر عن إنشاء مصنع للطرابيش بالفعل فى العباسية «شارع مصنع الطرابيش»، بالتعاقد مع شركة ألمانية اسمها «هاريتمان»، وتم افتتاحه فى ١٥ فبراير ١٩٣٣م.
وفى نهاية العام بدأ الطربوش المصرى يغزو الأسواق المحلية وعلى الفور قام بعض الوفديين بمظاهرات تندد بالمشروع وهتفوا بسقوط أحمد حسين «يسقط حرامى القرش»، واتهموه بالاختلاس وكانت حملة تشهير قاسية ضده فاستقال من سكرتارية جمعية «القرش».
ومن اشهر حكايات الطربوش المصرى
في عام 1932 و اثناء احتفال مصطفى كمال اتاتورك باعلان الجمهوية التركية كان الوزير المفوض المصري يلبس طربوشا معتبر
ا أثناء الوليمة لاحظ أتاتورك الطربوش على رأس المصري ، و كان يكره الطرابيش كثيرا ، و كان قد قام بالغائها و طلب من الناس ارتداء القبعة مكانها ، طلب اتاتولاك من المصري خلع الطربوش ، فرفض السيد الوزير

نسيب القاهرة شويه ونروح على بورسعيد عشان نشوف هناك محل ( طربوش النهضة المصرية ) بتاع الحاج محمد صالح الطرابيلي
وده موضوع شيق جداً لصناعة وحرفة انقرضت
نروح جوه التاريخ شويه ونشوف إيه حكاية الطربوش في مصر!

كانت مصر تستورد الطربوش من كذا دولة لغاية ما قرر محمد علي بعمل مصنع طرابيش، وبالفعل عملوا مصنع سنة 1828م ولكن

برضه كانت المواد الخام بتيجي من النمسا، مشيت الحياة على كده لغاية سنة 1933م، ساعته
قام شوية شباب وقالوا عيب نستورد الزي الرسمي بتاعنا من بره، وقرروا بناء مصنع لصناعة المواد الخام
وكانت المشكلة هي التمويل، فاقترحوا فكرة جميلة وهي إن كل مواطن مصري يتبرع بـ ( قرش ) لصناعة هذا المصنع، وكان ده شيء

إجباري إن كل واحد يتبرع بـ ( قرش ) ومش عيب إن الشعب يساعد الحكومة من فلوسه طالما في صالح الوطن
وكانت الفترة دي بتحاول كل منظمات المجتمع توجيه الشباب إنه يكون إيجابي ومُحب لوطنه، شوفوا الشعارات وقتها كانت بتقول إيه: (

احتقر كل ما هو أجنبي، وتعصَّب لقوميتك إلي حد الجنون، لا تتحدث إلا بالعربية، لا تلبس إلا ما صنع في مصر، احفظ نشيد أسلمي يا

مصر, ورتله في كل حفل، ابعث مجد مصر )

المهم في الآخر اتعمل المصنع وسموه ( مصنع القرش ) وكان في العباسية
كان الطربوش الواحد بيتصنع في 3 ساعات، لو دققنا في الصورة هنلاقي على باب المحل حاجات محطوطة، دي قوالب من الخوص

مختلفة المقاسات، كانوا ياخدوا القالب الخوص ويحطوه على قالب نحاس ويحطوا عليه المواد الخام ( اللي أصبحت تصنع في مصر )

وهي مادة اسمها (الجوخ) وهو عبارة عن صوف مضغوط، ويحطوا كمية من القش، وبعدين ينزلوا عليهم بمكبس، ثم يركبوا عليه الشعر

اللي بينزل من الطربوش ( اسمه زر الطربوش )
وكان الطربوش له عمر افتراضي يبلغ 10 سنوات، وبعدها يبقى expired :)
الشباب كان يلبس طربوش أحمر، والكبار أحمر غامق
لسه فيه تفاصيل تانية بس حسيت إني طولت أوي، هكتبهالكم لما أقابلكم مع صورة طربوش تانية :)

فكيف يتخلى عن مجد ابائه و أجداده ، و كيف يفعل ذلك و مليكه يعتمر طربوشا مثله؟ انها اهانة للذات الملكية أولا و اهانة للأعراف و التقاليد المصرية ثانيا ، و اهانة للدين الاسلامي ثالثا ، فما كان من اتاتورك الا ان امر احد السفرجية بخلع الطربوش من على رأس السفير المصري ، فقام السفير و ترك المائده
هكذا قامت أزمة بين مصر و تركيا ، و أبى جلالة الملك الا الاعتذار الرسمي من الدولة التركية الوليده ، و قام الناس باستهجان الموقف و تكلما فيه الكلام الغليظ ، فقال الأفندية : كيف يساوي اتاتورك بيننا و بين العمال و ما شابه ، فيرفع من على رؤوسنا مصدر عزتنا و مجدنا؟ و قالت الحريم : يا عيب الشوم! – - ، و قال الشيوخ : كيف يأمر رئيس الدولة بمثل هذا الفعل ، ألا يعلم أنه لا تقبل شهادة حاسر الرأس ، و أن الطربوش و العمامة من زينة الرجل ، و أنه صلى الله عليه و سلم كان يلبس العمامه ،
و ظل الناس في القطر المصري يتحدثون بغضب و حزن على اهانة الطربوش ، و أخذوا يتذكرون أيام مجدهم حيث كانت الطرابيش تدل على مجد لابسها ، و كان الفقراء يصرون على لبس الطرابيش تشبها بأصحاب المكانة و الجاه ، و تكونت جمعيات متعدده للدفاع عن الطرابيش ، مثل جمعية زر طربوش و كومة فلوس ، و جمعية الرفق بالطربوش ، و جمعية طرابيش بلدنا أجدع طرابيش ، و انتقد الجميع بلا استثناء اتاتورك

ثم ظهر الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ، فاعتذر أتاتورك عن ما فعله ، و أعلن أنه مش هايعملها تاني ، و قام بعد ذلك الشعب المصري قومة رجل واحد فأقاموا الاحتفالات بعودة الكرامة الى الطربوش ، و رقصوا في الشوارع و أعلنوا سنة 1932 سنة الطربوش

اتمنى ان حكايات الطربوش المصرى القديم تكون عجبتكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق