بقلم د.محمود عمارة ١١/ ٧/ ٢٠١١
الزمان: صباح الجمعة الماضى ٨/٧
المكان: فوق السحاب، على متن طائرة تركية، بين إسطنبول وميلانو.
جلست بالصف الأول بجوار النافذة، ومن خلفى ٣ كراسى يحتلها مصريون لا أعرفهم.. يتحدثون بصوت عال، فهمت أنهم رجال أعمال من المستوردين أقمشة، وإكسسوارات.. أحدهم عضو مجلس شعب وطنى سابق.. والآخران يمتلكان مصنعين أحدهما بالمحلة الكبرى، والآخر بالعاشر من رمضان، وكعادة معظم المصريين.. بدأوا الحديث فى موضوع، ثم انتقلوا إلى موضوع ثان، فثالث.. وانتهوا بالحديث عما يجرى فى مصر!!
الجالس خلفى مباشرة: ربنا يستر، وشوية العيال اللى هيتظاهروا النهارده فى ميدان التحرير، مايحرقوش البلد، شوية العيال اللى بيقولوا علينا «فلول»، وعاملين نفسهم «ثوار» بجد، وهمه شوية «أرزقية»..
مكانش لهم لازمة فى المجتمع، ودلوقتى بيطلعوا فى التليفزيوينات يشتموا اللى همه عاوزينه، ويحاكموا أى حد على مزاجهم، لا عاجبهم قضا، ولا نيابة، ولا الحكومة مالية عينهم، وعصام شرف بتاعهم عمل إيه يعنى؟، وآدى حال البلد يصعب على الكافر، وماتفهمش ليه المجلس العسكرى سايبهم طايحين فى الناس، ومحدش قادر عليهم!!
فلَّة (٢): تصدق بالله.. أنا لو مكان المجلس العسكرى ده، لكنت مسكتهم واحد، واحد، ورمتهم فى السجن الحربى لغاية ما يعرفوا إن الله حق.. دول شوية خنافس.. العيل منهم لو قطعت عنه الميه والنور، وضربته «قلمين»، وبات ليلتين على البلاط هيحرَّم يطلع الشارع.. دول أصلهم ما تعبوش فى حاجة.. أهاليهم مش فاضيين لهم، وأغلبهم أبوه فى السعودية أو الكويت، وكل شهر تحويلات، ما اتبهدلوش، ولا حاسين، ولا فاهمين إن ممكن يضيعوا البلد، ونروح كلنا فى ستين داهية!!
فلَّة (٣) الجالس على الطرف: اضطرنى أطرطق ودانى، ومسكت نفسى من الرد عليه، عندما قال: «حبيب العادلى».. ابن... هو السبب فى كل اللى جرى.. دا لو كان عمل زى رجالة بشار، وسحل خمستلاف فى الشوارع.. كان الباقى جرى زى «الفيران».. لكن ابن... كان نايم فى العسل هوّه وبتوع أمن الدولة.. نسوان، وفلوس، ودهب.. وشوية لمامة حواليه، كل واحد فيهم كان قاعد بيشوف مصالحه.. حتة أرض هنا على شاليه هناك، على شوية صيغة.. دا بيقولك: كانوا بينزلوا يلموا من الصاغة لحسابه كل أسبوع ١٠ كيلو دهب، ومدير مكتبه- إنت عارفه- الواد البغل ده، اللى اسمه «باسم» كان بيسافر كل أسبوع سويسرا، وباريس، ولندن يورَّد «الدهب» فى خزاين هناك، وتانى يوم يرجع.. واحد صاحبى ضابط كبير فى الجوازات طلَّع كشف تحركات لسفر «باسم» ده، لقاه مسافر ١٨٠ مرة لأوروبا، وتركيا، وأمريكا فى الـ٣ سنين اللى فاتت!!
فلَّة (١): هوه مش بس «حبيب العادلى» اللى يستاهل الإعدام.. لأ.. كمان «أحمد عز» اللى خربها، وجاب عاليها واطيها، والراجل الكبير يا عينى جه فى الآخر، وبقى زى الشخشيخة فى إيد زكريا عزمى، وصفوت الشريف، وجمال عبدالعزيز، و«ابنه».. الواد المجنون ده ساب نفسه لشوية حرامية حواليه، و«الولية» القرشانة دى كمان هيَّه اللى خيبت الدنيا لما وقفت مع ابنها ضد رأى الراجل.
فلَّة (٢) مقاطعاً: راجل مين، دا راجل «حمار»، والولية هابلة، وابنهم الكبير باين عليه مابيفهمش غير فى لم الفلوس، كان يقدر ينصح أمه، ولاَّ يقف مع أبوه ينصحه إن جمال ما ينفعش، والناس كلها كرهاه.. كان عندهم مية فرصة.. وكان الراجل طلع بطل، وكانوا سافروا بره يتمتعوا بالمليارات دى.. دا حتى الراجل من خيبته وغطرسته بعد ما اتنحى، وجمال كان سافر لندن ينقل أملاكهم.. يقوم يتصل بيه ويقوله: ارجع يا جمال، ومتخافش محدش يقدر يمس شعرة مننا.. مكانش «الحمار» يسيبه هناك.. على الأقل كان عرف يدافع عنهم النهارده.
فلَّة (٣): بقولك إيه.. برضه كل ده كوم.. واللى عملوه «العيال» بتوع الثورة كوم تانى.. لأن آهى البلد كانت ماشية، وكنا بنكسب ومبسوطين، والناس كانت حامدة ربنا، ماعدا شوية «لفاندية» الناصريين على الشيوعيين على الكلامنجية همه اللى ولعوا البلد.. كل ليلة فى البرامج يسخنوا الناس، والصحافة إياها «تولع» فى البلد، وكلهم كانوا إيه خمس برامج على جرنالين تلاتة كانوا يقدروا يقفلوهم بأى حجة!!
فلَّة (٢): ياعم بقولك إيه.. بلا برامج بلا بتاع.. إحنا دلوقتى فى شوية العيال دول اللى ممكن يخربوا البلد، ويوقفوا حالنا.. مظاهرات، واعتصامات، وبلاغات، إحنا لما نرجع مصر الأسبوع الجاى لازم نشوف حل.. إنت عارف اللوا حسنين بتاع المخابرات مستعد يتفاهم معانا، واللواء سعيد بتاع أمن الدولة قال لى: لو إنتوا رجالة وخايفين على مصالحكم.. ادفعوا قرشين للعيال البلطجية ولو كل واحد له مصالح دفع قرشين هنخلى ليلة أبوهم سودة، وإحنا ملناش دعوة.. همه البلطجية اللى يخلصوا الموضوع.. لو كل مرة العيال دى تطلع الشارع نسيب عليهم المسجلين هيقطعوهم حتت.. وشوية المذيعين الجداد اللى بيهيجوا الناس نشوف لهم حل!!
فلَّة (١): بص بقى.. خلينا نشوف المجلس العسكرى ده هيتصرف معاهم ازاى.. همه ١٠٠٪ هيقلوا أدبهم على المشير وأعضاء المجلس.. ودول عسكر، ومش هيستحملوا كتير.. إما هيخبطوا فى بعض، يا إما هيوروهم العين الحمرا.. واصبر بس لغاية الانتخابات فى سبتمبر، وهتشوف الفضايح والجُرس، والخناقات، وضرب النار، والبلطجية، والدنيا هتزيط، وأكيد هيحصل مشاكل بالهبل بين الإخوان والشباب وغيرهم..
وعلى فكرة أنا نازل تانى الانتخابات «مستقل» وهنجح، وزيى كتير، وشرفى لنخلى العيال دى تندم على اليوم اللى اتولدوا فيه.. وحياة أمهم ليتعدموا فى ميدان التحرير، والشعب كله بعد ما الدنيا تخرب عليه، هيطلع الشارع يمسكهم من قفاهم واحد واحد، وساعتها مش هتلاقى واحد يقولك «ثوار».. ثوار إيه، ولاد... دول خربوا البلد، ودلوقتى كل واحد فيهم بيشوف مصلحته.. اللى عمل حزب، واللى عمل ائتلاف، واللى بقى مذيع ونجم، واللى طالع فى كل البرامج حاطط رجل على رجل، واحنا بيوتنا تتخرب، ونسرح العمال، ونلبس طرح، ولا نهاجر فى السن دى، وأعلنت المضيفة بصوتها الأخنف ضرورة ربط حزام المقعد، استعداداً للهبوط فى ميلانو!!
هذا هو رأى «الفلول».. الذى لا يعبر عنه أحد مكتوباً.. أما رأى «الثوار» فهو معروف، ومعلن، وعليهم الوحدة، والتجمع، وعمل خارطة طريق، قبل أن يتجمع عليهم كل الفلول.. وهم بالملايين، وفى كل مكان!!
وربنا فى عونك يا مصر
.. يا أم الدنيا!!
http://www.youtube.com/watch?v=opOkE5eC04A
أغنية "مصر" للمطربة الفرنسية (وايدا) لتنشيط و دعم السياحة فى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011
A song "Misr" by the french singer (Wayda) to reactivate and support the tourism in Egypt after the revolution of 25 Jan 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق