الاثنين، 1 أكتوبر 2012

أوهام جنرالات إسرائيل تحطمت علي صخرة أبو عطوة

أوهام جنرالات إسرائيل تحطمت علي صخرة أبو عطوة


التاريخ: في ساعة مبكرة من يوم 22اكتوبر 1973
 
المكان : محور” الضبعية  نفيشة” بالقرب من مدينة الاسماعيلية
 الحدث: قوات الصاعقة تضع نهاية لاحلام وطموحات جنرالات اسرائيل


كانت بداية هذا اليوم ساكنة وهادئة لا تنبئ اطلاقا بما حدث فيه من صراع وقتال.. وكانت اول المهام تغير قوات الصاعقة في موقع “ابو عطوة” علي مشارف مدينة الاسماعلية والتي تحتل بعض المواقع علي محور تقدم محتمل للقوات الاسرائيلية..ويقول اللواء ا.ح صادق عبد الواحد احد ابطال معركة ابو عطوة : بعد احتلال الكمين بقيادة الرائد ابراهيم الدسوقي والنقيب حامد شعراوي.. تجمع الضباط علي مفارق طريق نفيشة – ابو عطوة.. وعبرنا ترعة الاسماعيلية والسكة الحديد لاستطلاع منطقة زراعات الذرة في مواجهة منطقة العمليات.. ثم عدنا الي وحدتنا في التاسعة صباحا

..
بدء المعركة
ويضيف اللواء صادق: بعد ذلك بساعتين ونصف وبالتحديد في الثانية عشرة والنصف تلقي الرائد علي امين قائد الكتيبة بلاغا من الكمين بان العدو يتقدم ب 4 دبابات وعربات مدرعة علي الطريق.. وان القوة تتصدي لهم.. وان الرائد ابراهيم الدسوقي استشهد.. وامرني قائد الكتيبة.. ومعي الملازم اول سيد عبد الخالق والجندي احمد مصطفي بالذهاب الي الكمين.. واعادة تنظيم القوات ونقل الجرحي والشهداء واختيار موقع اخر للقوات بعد اكتشاف موقعها نتيجة للاشتباك مع العدو.. واستغليت وزملائي اشجار الحدائق في الاقتراب من قوة الكمين.. وكانت طلقات الرصاص تحطم الاغصان وتسقط اوراق الشجر.. وفجأة اصيب الملازم اول سيد بطلق ناري لا نعرف مصدره.. فأمرت الجندي بنقله الي الخلف.. ووصلت طريقي حتي النقيب حامد شعراوي.. فقال لي انه بمجرد مشاهدة قوة الكمين لقوات العدو.. فتح ابطالنا البواسل من قوات الصاعقة نيرانهم علي القوات المعادية.. فتوقفت للرد علينا.. وببطولة نادرة قام الرائد الشهيد ابراهيم الدسوقي ومجموعة من الجنود والصف ضباط بمواجهة الدبابات الاسرائيلية.. والصعود فوقها.. والقي قنبلة داخل البرج فانفجرت الدبابة الاسرائيلية بمن فيها.. واستشهد الرائد ابراهيم.. والرقيب عبد المعطي سليمان.
استشهاد بطل
والمح دموع في عين اللواء صادق تريد ان تنطلق بعد ان صمت “برهة” من الوقت وقال: قمنا بالارتداد للخلف حتي قرية ابو عطوة لاعادة تنظيم القوات واتخاذ موقع جديد للكمين.. ونقل المصابين.. وانهمك العدو في سحب قتلاه وجرحاه.. و دباباته وعرباته التي تغلق الطريق.. وطلبنا من قائد الكتيبة امدادنا بقوات وذخائر لتعويض الخسائر.. وهو ما تم بصورة عاجلة.. وقمنا بنصب كمين جديد علي محور ابو عطوة – الاسماعيلية.. مع السيطرة علي مفارق الضبعية – نفيشة..واتخذ الافراد اماكنهم بأزقة القرية.. وفوق اسطح المباني المبنية بالطوب اللبن والطفلة.. واحتل الملازم اول عزت عطية ومجموعته منطقة المقابر في الخلف لمنع التفاف العدو.. وتطويقنا..وفي هذه الاثناء اتصل قائد الكتيبة لابلاغنا برسالة من الرئيس انور السادات الي المقدم ا.ح احمد اسامة ابراهيم قائد المجموعة 139 صاعقة بضرورة منع العدو من احتلال مدينة الاسماعيلية.. وعندما اخبرت الجنود بمضمون الرسالة ارتفعت روحهم المعنوية.. وفي اثناء ذلك كانت سرية صاعقة من كتيبة اخري بقيادة النقيب سيد خميس والرائد مبارك عبد المتجلي..قد اجرت الغيار وفي طريقها الي قاعدتها.. وطلبت منهم البقاء واحتلال منطقة محطة تنقية المياه.. لتأمين الجنب للكمين ومنع العدو اذا حاول الالتفاف.. ولم يتردد فرد في الاستجابة للطلب بدافع روح الانتماء والفداء.. وبعد توزيع القوات جلست والرائد مبارك عبد المتجلي نناقش بعض الامور.. واذا بطلقة لعينة غادرة تخترق صدره.. وتلامس المصحف الصغير في جيبه لينال الشهادة.. وكأن استجابته لطلبنا لينال الشهادة في هذا المكان.. وحمل الرجال علي اكتافهم جثمان الشهيد وتم اخلاؤه

.
التفاحة لم تسقط


ويضيف اللواء صادق: لحظات ووجدنا طائرات العدو تستطلع المكان.. فالتفاحة لم تسقط بعد.. ولم يحقق حلمه في احتلال مدينة الاسماعيلية.. وتطويق الجيش الثاني.. وخاصة ان قيادته تدفعه لتنفيذ ذلك فلم يبقي الا سويعات علي بدء تنفيذ قرار وقف اطلاق النار في السادسة من نفس اليوم.. وشاهدت شخصا طويلا اسمر البشرة ومصفف الشعر ويرتدي جلبابا ابيض وحافي القدمين يتقدم في اتجاهنا.. فلما سألته عن شخصيته.. قال انه من المصريين المصرح لهم بالتواجد غرب القناة.. ويحمل تصريحا بذلك.. وله بيت وارض بالمنطقة.. واخرج تصريحا مختوما بذلك فطلبت منه الابتعاد عن المنطقة.. وعندما لم يتحرك اطلقت الرصاص بالقرب من قدميه ففر هاربا واختفي بالزراعات.. واكتشفت بعد ذلك.. والقبض عليه انه احد عناصر المتكال الاسرائيلي .
لم تمر سوي عشر دقائق وانهمرت علينا مدفعية العدو.. وجاءت معلومات من عناصر الانذار بقيادة الملازم طارق متولي.. بأن قوات العدو تتقدم بثلاث دبابات وخلفهم عربتان مجنزرتان محملتان بقوات مظلات اسرائيلية..والهاون ورشاشات نصف بوصة.. والتزم الجميع الصمت.. ولم يعد يسمع الاصوت جنازير الدبابات الاسرائيلية تقترب منا.. وترك الملازم طارق متولي قوات العدو تمر من امامه حتي اصبحت مؤخرة القوات امامه ومقدمتها امام الكمين.. وكانت ابراج الدبابات الاسرائيلية تدور في كل الاتجاهات.. ومع صيحة الله اكبر فتحت مجموعة الكمين نيران الار بجيه.. والرشاشات..والبنادق الآلية ..وامطرت السماء القنابل اليدوية علي قوات العدو..وتلقت الدبابة الاولي قذيفة المقاتل محمد عبد الله فانفجرت.. وطار برج الثانية.. وحاولت الثالثة اقتحام الكمين.. والدخول في بيوت الطين بدرعها فعاجلها الرقيب الشهيد هاشم حسين متولي بقذيفة فرقدت خامدة.. واشتبكت مجموعة الانذار مع عربات وافراد العدو..واحدثت بهم خسائر..وهرول افراد العدو للاختفاء بين الشجار ونيران ابطالنا تتابعهم في كل مكان.. واصبح العدو في موقف لا يحسد عليه فلا يستطيع الوصول الي دباباته المدمرة او نجدة افراده.. فقام بفتح نيران مدفعيته وارسل مقاتلاته لتقصف المنطقة من ابو عطوة وحتي نفيشية.. وقامت مدفعية الجيش الثاني بقيادة العميد عبد الحليم ابو غزالة بالرد عليهم.. واستمر هذا الوضع حتي حل الظلام.. ونحن صامدين في مواقعنا.. واعدنا تنظيم صفوفنا.. وفي العاشرة مساء حاول العدو الالتفاف من الجانب الايسر بقوات مترجلة.. وتصدت لهم قوة الكمين بقيادة الملازم اول عزت عطية.. واحدثت بهم حسائر شديدة.. فتراجع العدو حاملا جرحاه وقتلاه.. ومر باقي الليل في هدوء.. وفي الصباح وجدنا اننا وجها لوجه امام العدو.. ولا تفصل بيننا سوي مسافة 100متر.. ولكنهم من الرعب وما منيوا به من خسائر انسحبوا.. واستطعنا الحصول علي اسلحة ومعدات وذخائر اسرائيلية.. وقمنا باستخراج جثث الاسرائيلين من الدبابات المحترقة ودفنهم.. وتسليمهم بعد ذلك الي الجيش الاسرائيلي تحت اشراف قوات الصليب الاحمر الدولي

 
تحية لكل مقاتل
واختتم اللواء ا.ح صادق عبد الواحد كلامه معي قائلا: لقد تحطمت اوهام جنرالات اسرائيل علي صخرة ابو عطوة..في معركة لقوات الصاعقة شهد ببسالتها العدو قبل الصديق.. ومنعت القوات الاسرائيلية من الدخول لمدينة الاسماعيلية.. وتطويق الجيش الثاني فتحية لكل روح شهيد.. ودماء كل جريح..
والي كل مقاتل شارك في المعركة.. واذا اردت ان تشاهد اثار المعركة فالدبابات الاسرائيلية المحترقة في متحف ابو عطوة خير شاهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق