الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

ماذا تعرف عن مادة الألمونيوم فوسفايد ؟؟هل هو مصدر امراض المصريين








الألمونيوم فوسفايد?
هل تعلم ماهو

أولا : مقدمة تعريفية عن مبيد الألمونيوم فوسفايد ومجالات استخدامه :-

الألمونيوم فوسفايد أو فوسفيد الألمونيوم هو سم بروتوبلازمي قاتل يستخدم بكثافة كمبيد للحشرات والجرذان منذ عام 1940م وقد عرف وانتشر بشكل سريع كمادة فعالة تستخدم في رش المحاصيل وذلك بسبب سرعة انطلاق غازالفوسفين السام من المركب بعد تعرضه لأي مصدر من مصادر الرطوبة ومن مميزاته انه يقضى على الحشرات في جميع مراحل نموها دون التأثير على حيوية النباتات أو بذوره ، ونظرا لان المادة الفعالة هي غاز فإنها تتطاير ولا يبقى منها أي تركيز له آثار سامه على النبات مما يجعله مثاليا في استخدامه لأغراض الزراعة .

ولكن وللأسف الشديد فان استخدامه على نطاق واسع أدى إلى ظهور حالات التسمم الآدمي والحيواني بغاز الفوسفين بشكل خطير ومميت ، خاصة وانه لا يوجد أي مضاد تسمم أو ترياق لهذا النوع من الغازات السامة وهذا ما يجعله أكثر خطورة من بقية المبيدات الحشرية المصرح باستخدامها حيث صنف تحت الفئة الأولى من حيث الخطورة بين المبيدات الزراعية واحتل المرتبة السابعة في عدد حالات التسمم بشكل عام ، مع الأخذ في الاعتبار انه قابل للاشتعال عند ملامسته للماء وقد يتسبب في حدوث الكثير من الحرائق .

هذا وقد أشارت الدراسات الحديثة في الهند أن عدد حالات الوفاة الناتجة عن التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفيد حتى نهاية عام 2008م قد فاق عدد الوفيات في مأساة بهو بال ، كما انه سُجل كأحد أشهر مسببات التسمم في الهند ويعتبر السم الأول في حالات الانتحار لديهم .

كما يؤخذ في الاعتبار وجود بعض المبيدات الشبيهة بالألمونيوم فوسفيد منها ما هو في خطورة الألمونيوم فوسفيد مثل المغنيزيوم فوسفيد ومنها ما هو اقل خطورة من حيث سرعة إطلاق غاز الفوسفين السام مثل الزنك فوسفيد .

ثانيا : أشكال مبيد الألمونيوم فوسفيد التصنيعية :

يوجد الألمونيوم فوسفيد الفعال على شكل أقراص ( 3جرام ) وعلى شكل كريستالات أو حبيبـــــات ( 0.6) ستة بالعشرة من الجرام ذات رائحة كريهة تشبه رائحة الثوم أو السمك التالف وتأتي بألوان مختلفة منها البني القاتم أو الرمادي الداكن أو الأصفر الداكن وهذه الأقراص أو الحبيبات لا تحتوى على مركب الألمونيوم فوسفيد فقط بل تحتوى أيضا على مركب كربونات الألمونيوم بنسبة 56% يستخدم بغرض منع الاشتعال الذاتي لغاز الفوسفين الناتج عن تفاعل مادة الألمونيوم فوسفيد مع الرطوبة وذكرت بعض المراجع أن مسحوق هذه الأقراص أو الحبيبات اقل فعالية وبالتالي أقل سمية .

وتنتج عادة عن كل ثلاثة جرامات من الألمونيوم فوسفيد ( قرص واحد فقط ) ما يعــادل (1 جرام ) من غاز الفوسفين القاتل وهي كمية كبيرة جدا من الغاز .



ثالثا : الخواص الكيميائية والفيزيائية لغاز الفوسفين السام :


غاز الفوسفين هو غاز عديم اللون والرائحة ولكن عند تعرضه لرطوبة الجو يعطي رائحة كريهة تشبه رائحة الثوم أو السمك التالف وذلك نتيجة لوجود بعض الشوائب منها ثنائي الفوسفين ويتم انطلاق غاز الفوسفين من مركب الألمونيوم فوسفيد نتيجة لتعرضه لأي مصدر من مصادر الرطوبة في الجو أو لتعرضه للماء أو لحمض الهيدروكلوريك في المعدة تاركا خلفه بقايا رمادية من مادة هيدركسيد الألمونيوم الغير سامة .

رابعا : الاحتياطات الوقائية الواجب اتخاذها عند التعامل مع مبيد الألمونيوم فوسفيد :

1 - لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام هذا المبيد من قبل العامة أو بيعه في المحلات التجارية الغير مرخص لها أو في محلات العطارة أو النظافة العامة ، كما لا يجب استخدامه في البيوت أو المخازن المغلقة أو ممرات المباني وخلافه .

2 - يجب حصر استخدام هذا النوع من المبيدات على الأغراض الزراعية وتحت شروط ومراقبة وقائية ملزمه حتى فيما يخص الأفراد المرخص لهم بالتعامل مع هذا المبيد .

3 - ينصح بوجود عبوات خاصة يتم فيها حفظ كل قرص لوحده من ثم تحفظ في علب بلاستيكية صلبة ويتم التخلص من العبوات الفارغة وبقايا المبيد بطرق سليمة .

4 - ضرورة لبس الأقنعة والملابس والنظارات اللازمة وذلك عند التعرض لمثل هذه الغازات السامة أثناء رشها وأيضا عند الدخول إلى الأماكن التي سبق رشها من قبل .

5 - تهوية الأماكن التي يُرش فيها هذا النوع من المبيد تهوية جيدة .

6 - توعية كافة أفراد المجتمع بخطورة التعامل مع هذا المبيد لكونه من المبيدات القاتلة .

7 - تنصح بعض المراجع العلمية بإضافة مادة مسببه للقيئ مع هذا النوع من المبيدات ، وإن كان هذا الأمر نظري نوعا ما وليس بالفعالية المطلوبة وله بعض السلبيات .

خامسا : طرق التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفيد الشائعة وأضراره الصحية :

يسبب مبيد الألمونيوم فوسفيد التسمم عن طريق استنشاق غاز الفوسفين المنطلق في الجو نتيجة التفاعل مع الرطوبة أو نتيجة تولده داخل الجسم في حالة ابتلاع أقراص أو حبيبات الألمونيوم فوسفيد سواء كان ذلك عن طريق الخطأ أو بغرض الانتحار ، هذا وقد يتولد غاز الفوسفين مباشرة في المعدة بعد بلع المبيد ويؤدي إلى أعراض التسمم فور امتصاصه ودخوله إلى الجهاز الدموي أو يتم تولد الغاز ببطء بعد امتصاص المبيد وتعرضه للعمليات الحيوية فتبدأ أعراض التسمم متأخرة نوعا ما . وعادة ما يطرح غاز الفوسفين عن طريق التنفس والبول ويؤدي الألمونيوم فوسفيد عند بلعه أو استنشاقه إلى تلف شامل في أعضاء الجسم وغالبا ما تختلف حدة الأعراض الناتجة عن التسمم ونوعها بناءا على طريقة تعرض المصاب للمبيد وليس على الكمية التي تعرض لها، وقد تحدث الوفاة في مدة زمنية تتراوح مابين 1-48 ساعة من التعرض للمبيد كما قد تحدث الوفاة مباشرة بعد التعرض لغاز الفوسفين لمدة 30 دقيقة بتركيــز 300-400 جزء في المليـــون أو ابتــــلاع ما يعـــادل واحد بالعشــرة إلى نصـف جــــرام (0.1-0.5جرام ) من المبيد .

هذا وتختلف معدلات الوفيات الناجمة عن التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفايد من 37% - 100 % كما أنها سجلت نسبة 60% حتى في المراكز الطبية ذات الكفاءات والتجهيزات الطبية المتقدمة .

سادسا : أعراض التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفايد :

تختلف الأعراض الناتجة عن التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفايد باختلاف طريقة التعرض للمبيد .

أ ) استنشاق غاز الفوسفين السام قد يؤدي في حالات التعرض البسيط الى :

• تهيج في الأغشية المخاطية .

• دوار وضعف عام .

• صداع .

• غثيان وترجيع وإسهال .

أما في حالات درجة التعرض المتوسطة فقد يؤدي إلى :



• ترنح .

• تنميل .

• خدر في الأطراف .

• ضعف في العضلات .

• شلل .

• ازدواج في الرؤية .

• يرقان .

وأخيرا في حالات التعرض الخطيرة فيؤدي استنشاق غاز الفوسفين إلى :

• ضيق حاد في التنفس .

• فشل قلبي احتقاني .

• تشنجات .

• فقدان للوعي .

• الوفاة .

ب ) عند بلع مبيد ألمونيوم الفوسفيد وفي الحالات البسيطة تظهر بعض الأعراض بشكل سريع مثل آلام في البطن مع غثيان وترجيع .

أما في الحالات المتوسطة إلى الخطيرة فتظهر الأعراض التالية :

• العطش الشديد .

• آلام حادة في البطن .

• اختلال في النظام القلبي الوعائي وانخفاض في ضغط الدم .

• التهاب في عضلة القلب .

• جلطات منتشرة داخل الأوعية .

• فشل قلبي احتقاني حاد .

• ضيق في التنفس قد يؤدي الى فشل في الجهاز التنفسي من النوع االاول أو الثاني

• اختلال في الحالة العقلية وهذيان .

• تشنجات .

• اعتلال اختناقي حاد في الدماغ .

• فقدان للوعي .

• فشل في الجهاز الكبدي والجهاز البولي .

• ضيق في المرئ .

• مع الأخذ في الإعتبار أن بعض المرضى قد يتم شفاءه من التسمم الحاد ولكن قد يعاني من بعض الآثار التي تحدث متأخرة نوعاً ما.

سابعا : تشخيص حالات التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفايد :

يرتكز تشخيص حالات التسمم بهذا النوع من المبيدات على عدة محاور رئيسية منها .

• إيجابية التاريخ المرضي لتعرض المصاب لمثل هذا النوع من المبيد .

• مطابقة أعراض التسمم المذكورة بعضها أو جميعها .

• وجود رائحة كريهة تشبه إلى حد كبير رائحة الثوم تنبعث من فم المصاب .

• وجود اختلاف شديد وعدم الانتظام في ضربات القلب مع صدمة بدون وجود أي تاريخ مرضي سابق لأي من الأمراض القلبية خاصة في المرضى الذين لا يزالون في سن الشباب حيث تدل هذه الأعراض بشكل مباشر إلى التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفيد .

• إيجابية العينات ( تقيئ ، عينة من الزفير ، غسيل معدة ، دم ، بول ) لاختبار نترات الفضة يؤكد بشكل قطعي على وجود غاز الفوسفين وذلك في حال تم اخذ العينة وتحليلها بالحرص اللازم وبشكل يضمن عدم تطاير غاز الفوسفين السام من العينات أو نسبة كبيرة منه .

ثامنا : العلاج الاسعافي لحالات التسمم بمبيد الألمونيوم فوسفيد :

1 - بداية يتم نقل المصاب من المكان الملوث بالغاز إلى منطقة تهوية جيدة والتأكد من قدرة المصاب على التنفس كما يراعى نزع ملابسه وغسل أجزاء الجلد المتعرض للغاز حيث أنه وبالرغم من أن حالات التسمم عن طريق الجلد نادرة جداً إلاّ أن بعض المراجع العلمية أفادت بحدوث تسمم عن طريق الجلد ، كما تُغسل العين أيضاً جيداً بالماء الجاري لمدة ربع ساعة في حالة تعرضها للغاز.

2 - لابد من نقل المصاب فوراً إلى اقرب مستشفى مع القيام بالإجراءات التالية :

تحت إشراف طبي فقط

• إنعاش المصاب فورا بالطرق المعروفة في حالة دخوله في ما يعرف بالصدمة .

• إعطاء الأكسجين في حالات الاختناق .

• إجراء غسيل للمعدة بمادة برمنجنات البوتاسيوم 1 : 10.000 في المراحل الأولى للتسمم .

• إعطاء المصاب الفحم النشط بجرعات قد تصل إلى 100 جم .

• إعطاء المصاب السوائل عن طريق الوريد 2 – 3 لتر في 8 – 12 ساعة الأولى من الإصابة .

• إعطاء جرعات صغيرة من دواء الدوبامين ( 4 – 6 ميكرو جرام / كجم / دقيقة).

• تسريع إخراج الألمونيوم فوسفيد عن طريق إعطاء احد الأدوية المسهلة في حالة بلع المبيد .

• ذكرت بعض الدراسات أن إعطاء كبريتات المغنسيوم قد يساهم في تقليل خطورة التسمم بالمبيد.

ومن ثم معالجة المريض على حسب الأعراض المصاحبة للحالة مع الحفاظ على إعطاء السوائل بجرعات تتناسب مع حالته الصحية بشكل عام ، و يمكن أن يحال المريض إلى عملية الغسيل الكلوي في حالات التحمض الدموي الخطير أو الفشل الكلوي مع ملاحظة أن عملية الغسيل الكلوي ليس لها فعالية كبيرة في التخلص من غاز الفوسفين ذاته .

وأخيراً نوصي بأهمية الإيعاز بما يلزم حول التزام الجهات المستفيدة من هذا النوع من المبيدات بأهمية تشديد الرقابة اللازمة حول تسرب مثل هذا النوع من المبيدات للعامة ومعاقبة الجهات التي تساهم في ذلك عن طريق بيعها بدون ترخيص أو خلافه والبدء فوراً بما يلزم حول إيجاد البديل المناسب لهذا المبيد للاستغناء عن استخدامه في أسرع وقت ممكن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق