الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

الجيش السوري يسيطر على حمص

الجيش السوري يسيطر على حمص



المسلحون يفرون ومعادلة الارض تتغير
Tuesday, October 09, 2012 - 10:26 PM
كتب شارل أيوب
سيطر الجيش السوري النظامي على حمص، وكانت معقلاً للمعارضة المسلحة والجيش السوري الحر، ومع اسفنا الكبير لسقوط الشهداء من الجيش النظامي والمسلحين والمدنيين والشعب السوري المسكين، نقول ان مرحلة جديدة قد بدأت، وهي سيطرة الدولة على الوضع الميداني وانهاء الفوضى، وانهاء الفتنة التي ارادوها لسوريا. ارادوا معاقبة سوريا لانها حليفة مع ايران، وهل اقامت ايران قواعد عسكرية جوية في سوريا، أم اقامت مراكز لها لفريق الباسيج والحرس الثوري وغيرهما؟ ألا يحق لسوريا ان يكون لها علاقة ممتازة مع ايران؟ مع التحفّظ الكامل على ان يكون هنالك اتجاه لاعطاء الطابع الفارسي للامور، بل تركيزنا على العروبة كي تكون الاساس في لبنان وسوريا والعراق وكل المنطقة.
بين الفارسية والعروبة نختار العروبة، لان تاريخنا عربي، لان مصيرنا وقدرنا عربي، ولكن ليس من الضروري ان يحصل تناقض بين الفارسية والعروبة، فهذه ايران دولة اسلامية فارسية قدمت الكثير من المساعدات الى المقاومة كي تصمد بوجه اسرائيل. بينما كانت دول الخليج الحالية التي تخاطب ايران بكل طاقاتها، كانت حليفة لشاه ايران وكان نفوذ شاه ايران يمتد حتى لبنان بوجود الرئيس كميل شمعون، وقام الشان باختيار اهم الشخصيات في المخابرات الايرانية التي تلعب دوراً في بيروت باختيار مخابراتي هو غير السياسي.
سيطر الجيش النظامي على حمص، وامتد بخطواته العسكرية نحو مشاريع القاع، وطرد المسلحين من المنطقة الذين رموا سلاحهم ودخلوا الى لبنان، ونتمنى على الجيش اللبناني ان يعاملهم معاملة كأسرى حرب وليس اعتقالا انتقامياً حتى اننا نطالب بمحاكمتهم في لبنان وعدم تسليمهم لانهم بالمئات لا بل وصل عددهم الى الفين و600 عنصر دخلوا مشاريع القاع والمنطقة حتى رأس بعلبك. 


ثم انه بعد


سيطرة الجيش السوري النظامي على حمص، انهى معركة القصير، ودخل الى لبنان مئات من المقاتلين بعدما رموا سلاحهم، ولاحقاً بث التلفزيون السوري ومحطات عربية موالية لسوريا ومعادية لها ان الجيش السوري اقام نقاط تفتيش على الحدود السورية اللبنانية، لكن هذا لا يمنع ان آلاف المقاتلين في محافظة حمص انسحبوا الى لبنان ويقدّر عددهم بين 4 و5 آلاف.
انهى الجيش السوري النظامي وضع حمص، وسبق ذلك معركة حاسمة في حلب، ارادت فيها المعارضة المسلحة والاخوان المسلمون احتلال حلب والسيطرة عليها، وهم استطاعوا لمدة ساعات قبل ان تبدأ عملية عسكرية من الجيش السوري، وتستعيد حلب مع بقاء بقع للمسلحين في حلب، ولكن يمكن اعتبار ان المعركة الكبرى قد انتهت وسيطر الجيش النظامي.
وهكذا سيطر الجيش النظامي على حلب والمفاجأة كانت اكتشاف ثلاث حاويات سعودية تحمل اسلحة جديدة كانت متوجهة الى السعودية، فتم اكتشافها في حلب. ويبدو من المخابرات السورية انها دخلت عن طريق تركيا الى حلب.
مر قطوع حلب وسيطر الجيش النظامي على المدينة، وهي اكبر مدينة في سوريا وتضم 5 ملايين نسمة، وأما حماة فيعالجها الجيش بهدوء وهي هادئة الى حد كبير، أما بشأن حمص فقد انهى الجيش النظامي بعد قصف الطيران منطقة الخالدية. انهى معركة حمص وسيطر على المدينة، وما زالت هناك مناطق مقهورة ومحاصرة يتواجد فيها عناصر مسلحة، ونحن نقدّر أن توجّه الحكومة السورية نداء الى انها مستعدة لاخراج المدنيين وضمان سلامتهم اذا قرروا الخروج من الاحياء التي بقي فيها بعض المسلحين. لكن معركة حمص غيّرت وجه الازمة السورية، وأنهت كل ما يسمى مبادرات ولم يعد هناك من قيمة لمبادرة الاخضر الابراهيمي فعندما يسيطر الجيش السوري النظامي على حمص يعني ذلك انه استطاع ربط العاصمة دمشق بالساحل السوري من طرطوس الى بانياس الى اللاذقية.
والسيطرة على حمص هي سيطرة على اكبر محافظة وعلى مصفاة النفط فيها ومعامل الاسمنت ومعامل كيمائية وفتح الطريق بين دمشق والساحل، وتحرير المدن والبلدات من المسلحين. ولذلك لم يعد هنالك من قيمة لمبادرة الاخضر الابراهيمي، ولم يعد من قيمة للمبادرات العربية السابقة، وسوريا تعرضت لمؤامرة كبرى فوافقت على المبادرة العربية الاولى، ووافقت على المراقبين العرب ثم وافقت على المراقبين الاجانب، ثم وافقت على امور كثيرة تم التوافق عليها، ولكن بالنتيجة تنتصر سوريا يوما بعد يوم على الاوضاع السيئة وعلى الفتنة التي ارادوها لتدمير سوريا.
واذا اخذنا في جولة عسكرية سريعة، فان منطقة ابو كمال التي يسيطر الجيش السوري عليها كما دير الزور بنسبة كبيرة كما الحسكة كما درعا، اما ريف دمشق فقد انتهى وضعها تقريبا بنسبة 80%. ارادوها حرباً على سوريا لاسقاط النظام، ولا شك ان هنالك اخطاء كثيرة قام بها النظام في مجالات عدة ونقول ليست اخطاء النظام بل اخطاء اشخاص في النظام، لكن سوريا بدأت تستعيد عافيتها ومعركة حمص مرحلة جديدة من المراحل التي ستؤدي لاعادة سوريا الى مجدها وعنفوانها ودورها.
سوريا ليست ممراً للغاز كي تشتريها قطر وتدفع الاموال وترسل متسللين لان قطر تريد بيع الغاز عن طريق الخط الذي يمر بسوريا الى اسرائيل وبقية الدول في آسيا. وسوريا ليست بائعة بترول عند الخليج. وسوريا ليست دولة خاضعة لارادة الصهيونية واميركا تفرض عليها ما تريد تحت عنوان الاصلاحات، وما الاصلاحات التي تطالب بها واشنطن الا معاهدة سلام او معاهدة انهاء حرب لان لا سلام حقيقي بينها وبين اسرائيل وعندها ترتاح الصهيونية، ولا يعود هنالك مشكلة مع سوريا.
سوريا منذ عام 1994 قبل 17 سنة، ووفق مذكرات ابو مازن، عرضت عليها اسرائيل اتفاق سلام، على ان تبقي شاطىء طبريا تحت سيطرة سوريا، لكن دون سحب المياه من طبريا، وسوريا رفضت مساعدة سنوية من واشنطن بقيمة ثلاثة مليارات دولار، اي زيادة مليار عما تدفعه واشنطن لمصر بعدما وقعت مصر اتفاقية كامب دايفيد. سوريا لو باعت قضية فلسطين، لكانت اقوى حليف لاميركا في المنطقة، وكانت اميركا تخلت عن الخليج، وكل دول المنطقة واقامت حلفها مع سوريا لان سوريا هي مفتاح الحرب والسلم بحدودها من تركيا الى لبنان الى العراق الى الاردن. لكن النظام السوري رفض العرض سنة 1994. ورفض الشروط الاسرائيلية - الاميركية، رغم العروض المغرية التي تقدمت بها واشنطن واسرائيل الى سوريا، كي توقّع معاهدة سلام، معاهدة انهاء حرب.
سوريا لم تتخلّ عن الجولان ليس من اجل الجولان بل من اجل فلسطين، وسوريا لم تتخل عن فلسطين وسوريا لم تتخل عن حماس وسوريا لم تتخل عن الجهاد الفلسطيني، وسوريا دعمت المقاومة بشخصية حزب الله، ولانها فعلت كل ذلك، قرروا الفتنة ضدها، لكن الجيش السوري والشعب السوري صمدا في وجه المؤامرة، وبدأت مرحلة جديدة اليوم هي السيطرة على حمص، بعد انهاء معركة حلب التي كاد المسلحون يسيطرون فيها على مدينة حلب، واصبحت حلب وحماة وحمص ثلاث محافظات متصلة ببعضها، يوجد فيها مسلحون لكن الجيش النظامي فرض سيطرته عليها.
اما في المقابل فلا نرى الا وجوه معارضة من اسطنبول الى قطر الى القاهرة الى واشنطن وحتى الى اسرائيل الى العالم كله تصرخ انها تريد اسقاط النظام وليس لديها برنامج واحد، بل هناك برنامج يطرحه الاخوان المسلمين، وهي الغاء التعددية في سوريا وهي ميزة سوريا، حيث جامع الاموي الكبير وقبر القديس يوحنا المعمدان.
انتهت معركة حمص، وستبدأ مرحلة جديدة، وخلال شهرين سنرى ان الجيش النظامي سيسيطر على الاراضي السورية، وطبعا سيكون بالنتيجة حل سياسي، لان ليس كل المعارضة متآمرة، فهل هناك معارضة تريد حقا الاصلاحات، ويجب تلبية هذه الاصلاحات.
ان المؤامرة سقطت على ابواب حمص، وان الجيش السوري بسيطرته على حمص شقّ طريقه نحو النجاح الكامل للسيطرة على دولته سوريا وسيادته عليها، واما المقاتلون الذين لعب فيهم مخطط دولي لتدمير سوريا فسيجدون انفسهم ضحايا مؤامرة كبرى.
نحن من باب انساني ومن باب اخلاقي ومن باب شرعي ومن باب ديني، نتمنى ان يعامل النظام السوري الأسرى وحتى جنود الجيش السوري الحر والمسلحين معاملة انسانية لانهم بالنتيجة هم من الشعب السوري. ولا يجوز ان يدفعوا ثمن وقوعهم في الفتنة.
تغير الوضع في سوريا، وسيتغير اكثر وزمان الفتنة مرّ، والقطوع الكبير والخطر مرّ، اما أنا بالنسبة اليّ، فأرى ان انجازا كبيرا حصل في حمص، وارى سوريا عائدة الى حضن الاستقرار والمناعة والممانعة، وهذا ما يظهر جلياً عندما يكون عنوان محطة الـ «ب.ب.سي» البريطانية وعنوان محطة «س.ن.ن.» الاميركية يقولان ان الجيش السوري النظامي سيطر على حمص وان المسلحين فروا من حمص الى الحدود مع لبنان في عكار والى الحدود في البقاع نحو مشاريع القاع.
ان من يريد تأكيداً على انهاء وضع حمص احيله الى محطه «ب.ب.س» البريطانية ومحطة «س.ن.ن.» الاميركية ولا اعتقد ان المحطتين تعملان عند وزير الاعلام السوري. تغير الزمان، سقطت الفتنة، وستعود سوريا قوية، والانتصار هو لنا، لان المخطط الصهيوني سقط، وقد لا يكون سقط الآن، لكنه على طريق السقوط، فالانتصار لنا ولكن في قلبي حزن على آصف شوكت، وكثيرون يقولون لي انك تذكره دائما وهناك ضباط شهداء كثر وضباط احياء يقاتلون، فيجب ذكر الضباط الاحياء المقاتلين في الميدان، وذكر الشهداء الذين سقطوا ايضا شهداء مثل العماد آصف شوكت، لكني اعتبر الشهيد آصف شوكت من مدرسة الرئيس الراحل حافظ الاسد، من جيش الرئيس حافظ الاسد، مع احترامي الكامل للرئيس بشار الاسد وأقول ان نوعية الرجال الذين اختارهم الرئيس الاسد ومنهم آصف شوكت للمهمات الخطيرة، يؤكد ان الرئيس الراحل حافظ الاسد يعرف معدن وطينة آصف شوكت.
رحم الله كل الشهداء، وأعطى الحياة لكل الاحياء، وأعاد سوريا الى استقرارها ومجدها، ولم نعد بحاجة الى مبادرة الاخضر الابراهيمي، ولا غير مبادرات، بل نحن نحتاج الى ان يقوم المسلحون بتسليم اسلحتهم والاعتراف بأن النظام هو النظام القوي، فلا تركيا ولا الاردن ولا وضعية العراق ولا التسلل من شمال لبنان ولا كل المؤامرات الداخلية والتفجيرات في سوريا ادت الى اسقاط النظام.
انه انتصار كبير ضد الفتنة، ولا يمكننا الاحتفال بذلك، لان الشهداء عددهم كبير والمفقودين كبير والمعتقلين كبير، والشهداء عددهم كبير،لذلك نحن نقول ان الفتنة بدأت تسقط ونقول ان أمتنا حاربت الباطل الف مرة، وربحت بالنتيجة.


 
ماذا ستفعل الحكومة مع الجيش السوري الحر الموجود في شمال لبنان
Tuesday, October 09, 2012 - 08:26 PM
هنالك مشكلة امام الحكومة اللبنانية وهي ماذا ستفعل مع الجيش السوري الحر الموجود في شمال لبنان، والذي لديه اسلحة، خاصة بعد سيطرة الجيش النظامي على محافظة حمص، فهل تطلب منه الخروج من لبنان، أم تعتقلهم، ام تعتبرهم لاجئين شرط الا يكون معهم اسلحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق