آى لاف مبارك»
بقلم د.غادة شريف ٢٩/ ٣/ ٢٠١١
سيادتك أذناب ولَّا فلول؟.. نصيحتى لك تبدأ تحدد موقفك من الآن لأن الموضوع شكله راجع وهيدقوا المزاهر ياللا يا أهل البيت تعالوا!.. روح بقى شيل العلم اللى علقته فى البلكونة وعلق مكانه يافطة «آى لاف مبارك».. من الواضح أن الثورة اتنشلت وتحولت الشكوك التى فى الصدور إلى يقين أصبحنا نعيشه.. الراجل قاعد فى شرم الشيخ، لم يجرؤ أحد على محاسبته إلى الآن.. هل تعتقد أنه سيقف أمام المحكمة؟ ابقى قابلنى.. إنه أنت الذى سيقف أمام المحكمة بتهمة إزعاج الفساد!.. هل سيادتك لفت نظرك أنه حين تم نفى توكيل الأسرة لهذا المحامى الذى ادعى الدفاع عنهم تم النفى فى بيان أصدره «مكتب الرئيس السابق»؟.. ماذا بقى هذا «مكتب الرئيس السابق»؟.. وعنوانه فين بالضبط؟ ومن يعمل فيه؟.. ومن يدفع تكاليفه؟.. طب سيادتك أخذت بالك من تكويدات البورصة التى صدرت لأفراد الأسرة فى فترة إغلاق البورصة؟..
أعتقد فيما أعتقد أن الحكاية وما فيها أن الرئيس مبارك ينتجع فى شرم الشيخ بحكم العادة بعد أن أصدر قراراً بتحديد إقامة الشعب فى ميدان التحرير!.. غالبا أنا وإنت اللى اتخلعنا وإنت مش واخذ بالك وقاعد تتفزلك وتشوف مين مع الثورة ومين ضدها!!.. وإذا نظرت حولك ستجد صف الفساد الثانى مازال يلعب ويبرطع، وكل مسؤول منهم مازال يحتل موقعه، سواء على قمة بنك أو شركة أو مؤسسة أو حتى القيادات!!..
وإذا تأملت مجريات الأمور، ستجد الحكومة الجديدة تتسم بالرخاوة والليونة وبطء السلحفاة الحامل!!.. وعدا الكلام المعسول المطيباتى لم يصدر عنها قرار واحد حاسم يوحد ربنا فى مواجهة فساد قائم أو فساد محبوس أو حتى قرارات عملية للمرحلة الجديدة!! على العكس، بدأنا نرى تأجيلات فى محاكمات وتنحيات ولعب وحاجات!!.. وكل هذا مصاحب بإصرار عجيب على إضاعة الفرصة تلو الفرصة فى تجميد الأرصدة فى الداخل والخارج.. فينك يا عبدالناصر!!..
نحن فى مرحلة كانت تحتاج بالفعل لقيادة تتمتع بقوة شخصية عبدالناصر ونزاهته.. وكله كوم وهذا الاستعجال فى تعديل الدستور كوم تانى.. وكأننا نُصِر على تنفيذ رغبات الرئيس المخلوع بالحرف!! يا جماعة الثورات تلغى الدساتير فلماذا إذن هذا الإصرار على تعديل الدستور الملغى واستعجال العمل به واستعجال انتخابات الرئاسة والبرلمان؟! كلنا يعلم أن هذا الاستعجال سيؤدى إلى استقرار بواقى الفساد التى مازالت حرة طليقة.
المشهد يشعرنى بأن القيادات تتعامل مع الثورة وكأنها أمام فتاة تم اغتصابها.. فلابد إذن من الإسراع بتزويجها من ابن عمها حتى يتستر على الفضيحة!!.. وبالتالى فهى تنظر إلى فكرة وضع دستور جديد لانج وكأنها أمام الحديث عن طفل الخطيئة!!.. وهى تنظر لفكرة تأجيل انتخابات الرئاسة والبرلمان وكأن بنت اللذينا حامل فى طفلين خطيئة مش طفل واحد!! وكأن الثورة بالنسبة لهم هى جذر البطاطا اللى كان السبب!..
ودعونى أسأل: هل نحن أقل من الأمريكان عندما وضعوا دستورا لبلادهم «الجديدة» لأول مرة فى القرن التاسع عشر، وهو الدستور الذى مازال معمولا به حتى الآن؟ ولماذا الإصرار على أن يضع الدستور الفقهاء القانونيون فقط؟ لماذا كل هذا الخوف من التغيير الذى أتى بالفعل فيتم التعامل معه على أنه لم يأت بعد؟!!.. الدستور يعنى «حلم ورؤية شاملة» لما نريد أن نرى بلادنا عليه الآن ولمدة قرون قادمة..
فلابد للرؤية أن يضعها نخبة من المفكرين والمثقفين والفنانين والشباب والمجتمع المدنى والقوى السياسية إلى جانب القانونيين.. رؤية المستقبل ملك للشعب كله وليست مقصورة على فئة بعينها.. باختصار كده نحن أمام وضع «تيكيلم تيكيلم» يحتاج إلى ضبط زوايا واتزان ونفخ عجل.. يا دكتور شرف، نحن نقدرك ونحترمك فأنت أفضل كثيرا من سابقيك.. على الأقل أنت شريف ولديك ضمير.. لكن إحياة ولادك يا شيخ.. جمد قلبك كده وانشف شوية ودوس بنزين شويتين!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق