رمز الهلال Crescent symbol وأصله الوثني
رمز الهلال Crescent symbol وأصله الوثني
جزء من بحث بعنوان (خطوات على الجمر)
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
رمز الهلال Crescent symbol:
من الرموزالشائعة وعلى نطاق واسع بين المسلمين، رمز (الهلال)، والذي أمسى شعارا ألصق عبرالتاريخ بالمسلمين، يعلو قباب ومآذن المساجد، وشعارا لدولهم ومؤسساتهم. بدون أننحاول حصر عدد الشعارات المتخذة من الهلال عنصرا رئيسيا، فسنجد أن الهلال صار رمزاللإسلام، وموازيا للنجمة السداسية لليهود، والصليب للنصارى، هذا بالرغم من عدممشروعية اتخاذ الرموز الدينية في الإسلام. وهنا يتبادر السؤال، أين دور العلماء فيكشف الوثنيات؟ وأين هي مسؤولية ولاة الأمر في تطهير الدين مما ألحق به من بدعوثنية؟ على كل حال، فالبحث سوف يكشف طرفا من هذه الوثنيات التي غفل عنها من غفل،ومن صرخ مطالبا بتطهيرها رجع إليه صدى صوته بلا مجيب.
الهلال على العملاتالفارسية:
بالرجوع إلى المصادر التاريخية، سوف نجد أن أول وجود للهلالبين المسلمين، كان منقوشا العملات الفارسية، حيث كانت العملات الرسمية الشائعة فيالجاهلية والصدر الأول للإسلام هي العملة الفارسية الفضية، والعملة البيزنطيةالذهبية. حيث لم يكن للعرب والمسلمين عملة خاصة بهم، وبذلك فرضت النظم الاقتصاديةوالأوضاع السائدة على المسلمين عملات تحتوي على رموز تخالف عقيدتهم. حيث لم يكنالاقتصاد الإسلامي الوليد يسمح بالتحرر من تبعية العملات الوثنية.
وإذا كانت العملة البيزنطية منقوشا عليها الصليب، (1) فإنالهلال كان منقوشا على العملة الفارسية، والتي كان محفورا على كلا وجهيها الشكلالهلالي وفي داخله النجمة الخماسية، هذا بخلاف أن أحد وجهيها عليه صورة مذبحالنيران المقدسة عند المجوس، وعلى الوجه الآخر صورة أحد ملوكهم على رأسه تاج يعلوهالشعار المجوسي فارافاهار Faravahar أو فيروهار Ferohar شعار الديانة الزرادشتيةيعتقد أنه يمثل Fravashi الروح الحارسة، وهذا الشعار سوف نتوقف عنده بالشرح حينمانتكلم عن مصدر ألوان العلم الإيراني.
الشعارالمجوسي فارافاهار Faravahar أو فيروهار Ferohar شعار الديانة الزرادشتية
يعتقدأنه يمثل Fravashi الروح الحارسة.
يعتقدأنه يمثل Fravashi الروح الحارسة.
وبكل تأكيد فإن الدولة الإسلاميةالوليدة، والتي تنفق الأموال الطائلة على الفتوحات ونشر الدين، لم يكن من أولوياتهاحينها سك عملة خاصة بها معتمدة دوليا، وذات رصيد احتياطي يمكنها من منافسة العملاتالأخرى، فلم يكن في مقدرتهم حينها الاستقلال اقتصاديا عن التبعية للعملات الأخرى. فبدأ المسلمون في سك العملة الفارسية، وذلك في عهد عمر بن الخطاب، ولم يكن لديهمالصلاحيات ولا الحق في تغير النقش المدون عليها، ولكن كان لهم الحق في إضافة مايثبت أنهم من سك هذه العملة، فدونوا عليها عبارة (بسم الله)، وذلك لتثبيت الهويةالإسلامية، وفي عهد عبد الملك بن مروان استبدلت إلى كلمة (لله الحمد)، ثم استبدلتإلى (بسم الله لا اله إلا الله وحده محمد رسول الله). (2)
ونقلا عن الموسوعة العربية العالمية(أشارتالمصادر التاريخية إلى المحاولات الأولى المبكرة التي قام بها الخليفة عمر بنالخطاب في 18هـ لضرب الدراهم الإسلامية على غرار الدراهم الفارسية، بعد أن زاد فيهاعبارة ( الحمد لله) أو (محمد رسـول الله) أو) لا إله إلا الله وحده)، كما أشارتالمصادر إلى ضرب الخليفة عثمان بن عفان في عام 42هـ للدراهم بعد أن زاد فيها عبارةالتكبير (الله أكبر) كذلك قام الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41 – 60هـ) بضربالدراهم ونقش عليها اسمه. ويحتفظ المتحف البريطاني بلندن بنماذج من دراهم معاوية … ويذكر المؤرخ المقريزي في كتابه شذرات العقود أن الدراهم الإسلامية المبكرةكانت غليظة قصيرة إلى أن جاء عبد الله بن الزبير في عام 61هـ وضرب الدراهمالمستديرة، وقد نقش على أحد وجهيها عبارة محمد رسول الله، وعلى الوجه الآخر عبارةأمر الله بالوفاء). (3)
وبقى المسلمون يتداولون العملات الفارسية والبيزنطية بشكلهاالتقليدي إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي صك أول عملة إسلاميةعربية عام 696 م، أطلق عليها اسم الدينار. وقد نقش على أحد وجوه العملة (الله احدالله الصمد لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا احد) و(لا اله إلا الله وحده لا شركله) وعلى الوجه الآخر (محمد رسول الله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدينكله ولو كره المشركون) و(بسم الله ضرب هذا الدرهم بدمشق سنة ثمنين)
أول عملةإسلامية في عهد عبد الملك بن مروان
وقد ورد ذكر الدينار في كتاب اللهالعظيم من قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍيُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِإِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَعَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْيَعْلَمُونَ) [آل عمران: 75]، والدينار(4) (لفظ مشتق من اللفظاليوناني اللاتيني دينوريوس أوريس (denarius جمع Denarii)، وتعني (الدينار الذهبي)وهو اسم وحدة من وحدات السك الذهبية، وقد عرف العرب هذه العملة الرومانية، وتعاملوابها قبل الإسلام وبعده). واختلف حول أصل تسمية (درهم) فالبعض يقول أنه اسم فارسيأصله (درم)، ويقال أصل الاسم إغريقي (يونانى) من اسم عملتهم (دراخمة Drachma) .
مجموعةمن العملات الأثرية عليها رمز الهلال قارنها بقرني العجل (أبيس) الإله الفرعوني
هذا دليل على أن الشكل الهلالي يمثل قرني ثور ورمز وثني ظهر قبل الإسلام . فالهلال رمز غير إسلامي
الحرفيين وتسريب الموروثالوثني:
وأعزو السبب في تسرب الفنون الوثنية إلى المسلمين، أن جزيرةالعرب لم تتمتع بالرفاهية المعمارية والمظاهر الحضارية على مدى العصور السابقة علىالإسلام، فحياتهم كانت بدائية مقارنة بالحضارة الفارسية والرومانية في زمانهم. وإنما الحرفيين كانوا من المقيمين في أرض الجزيرة، فصياغة الحلي الذهبية على سبيلالمثال استأثر بها يهود الجزيرة، فقد كان العرب يترفعون عن العمل في الحرف اليدوية،بينما كانوا يعظمون من شأن العمل في التجارة. فلما دخل أهل الجزيرة في الإسلام،وانشغل المسلمون الجدد بالفتوحات لنشر الدين الجديد، فقد اعتمدوا على الحرفيينوالصناع الداخلين في الإسلام من الأمم والبلاد التي يفتحونها، حيث فتحت عليهمالدنيا، وبدأ يظهر فن العمارة مع وفرة الغنائم وكثرة الانتصارات.
وحيث كانغير العرب من الداخلين الجدد في الدين أصحاب حرف وصناعات، ولم يتلقوا بعد كل تعاليمالدين الإسلامي، فكان من البديهي أن تظهر على أيديهم مزيج من التصاميم الفنيةالبديعة، التي تحمل سمة ثقافاتهم الدخيلة على ثقافة العرب، وبالتالي فمن الوارد أنبعضا من إنجازاتهم المعمارية والفنية تحوي زخارف لها دلالتها الوثنية كالشكل الهلالعلى سبيل المثال، لأن الرمز الهلالي عرف قبل الميلاد بحقب مديدة، وليس قبل الإسلامفحسب. وفي هذه المرحلة دخل في الإسلام من المجوس أصحاب حرف وصناعات مهرة، ومنهمكانوا منافقين مندسين من خلال التشيع لآل البيت، فاستغلوا انشغال المسلمينبالفتوحات الإسلامية، ليسربوا رموزهم الوثنية إلى العمارة في بلاد المسلمين.
ومن المؤسف أن تلك الرموز هي طلاسم سحرية، وليس الغرض منها الزينة فقط، لأنهذه الرموز نشأت كجزء من السحر المجوسي. لذلك لا نجد فنا يمكن أن نطلق عليه (فنإسلامي) بالمعنى الدقيق للكلمة، والتي تعني أنه فن يمثل دين الإسلام، خاصة معالمجاهدين الزاهدين في متاع الدنيا الزائلة، ولكن الفن الإسلامي في حقيقته هو نتاجفنون حضارات مختلفة صهرت في بوتقة ثقافة المسلمين، فنسب هذا المزيج إلى الإسلام،وذلك تبعا لمن قام بتنفيذه من المسلمين الجدد.
تاج لأحدملوك فارس يتوسطه قرني الثور المجوسي على شكل هلال
مثل هذا الرمز ينقلهالحرفيين بصفته عنصر جمالي لا كرمز ديني .. ولكنه تحول بمرور الزمن إلى رمز إسلاميوالدين منه براء
مثل هذا الرمز ينقلهالحرفيين بصفته عنصر جمالي لا كرمز ديني .. ولكنه تحول بمرور الزمن إلى رمز إسلاميوالدين منه براء
تمثاليوضح طقوس التضحية بالإله الثور (هوما) للإله (ميثرا) لاحظ الكلب يلعق دماء الثوروالحية تمص دمه والعقرب يمتص خصيتيه وذيله على هيئة سنبلة قمح ..
هناك اقتراحبأن هذه الحيوانات ما هي إلا رمز لآلهة سماوية تمثل برج الكلب والحية والعقربوالسنبلة .. وهي عناصر من دائرة الأبراج زودياك Zodiac
إذا فالشكل الهلالي الذييمثل قرني الثور المجوسي يعتبر رمز وطلسم سحري متعلق (بسحر التنجيم).
وبسبب غزارة الآثار المرتبة بالشكل الهلالي، ولفوضى شيوعهذا الرمز، فإنه صار من المستحيل تحديد نشأته تاريخيا، وتتبع مراحل تطوره، وأمامهذه المعضلة الكبيرة، وجدت نفسي مضطرا لحسم المسألة، فكان ولا بد من تناول الهلالمن زاوية مختلفة، وهي أن الأصل في الإسلام أنه لا يتخذ شعارات ولا رموز دينية، إذافرمز الهلال مصدره خارج الدين الإسلامي، وبهذا تحسم القضية من جهة أن الهلال لاعلاقة له بالدين الإسلامي، وعلينا البحث إذن عن كيفية دخول الهلال على المسلمين.
ومن هنا بدأت في البحث عن الهلال في العقائد والملل الأخرى، والتي تبنتالشكل الهلالي رمزا لها، ثم عكفت على دراسة دلالات الشكل الهلالي ودلالاته، فوجدتهينحصر في دلالتين، فحسب أقوال الأثريين؛ فالشكل الهلالي المشابه لأحد مراحل نموالقمر، كان أحيانا يرمز لآلهة القمر، وغالبا كان الشكل الهلالي يشير إلى قرنيالثور، كرمز للقربان المقدس للإله ميثرا Mithras الذي كان في الأصل إلها للشمس باسممترا Mitra. فمسألة تقديم القرابين وقبولها ورفضها، بدأت تشغل الإنسان منذ صراعالشهير بين ابني آدم عليه السلام، قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْآدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْيُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُمِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة: 27]. ومن هنا كان قبول القربان قد شغل اهتمامالإنسان الأول.
الشكل الهلالي رمز مجوسي لقرني الإله الثور“هوما“:
ما يعنينا في مصدر الهلال كونه إشارة مختصرة لقرني الثور، وهويرمز إلى :(التعميد بدماء الثور Taurobolium الذي يجلب حياةأبدية في الأساطير الرومانية، وكان الفرس يعبدون الثور الذي مات ثم بعث حيا، ووهبالجنس البشري دمه ليسبغ عليه نعمة الخلود وسموه “هوما”). (5)
ففي
ص 190 الهامش في كتاب الفنديداد (نقلا عن البيروني). لما قتل (اهرمن)
الثور (افك – دات) نبت من الأرض من النطفة التي خرجت من اله الثور خمسةوخمسون نوعا من الحبوب واثنا عشر نوعا من النباتات الشافية والنور والجمال اللذانكانا في نطفة الثور مودعين في القمر. ومن هذه النطفة التي طهرها (نور القمر) وسواهاظهرت الحياة فحصل زوجان ذكر وانثى ثم جمع الانواع منها مائتان وثمانون نوع على وجهالارض وما الهلال الا قرن الثور الذي يجر القمر، قرناه ذهب ورجلاه فضة وهو من نور. (6)
لاحظ علىاليمين تحول القرنين إلى هلال رمزا للقمر. وعلى اليسار ذيل الثور تحول إلى سنبلةرمزا للفأل الحسن .. والغراب رمزا للتشاؤم .. وهذه من رموز (سحر التنجيم) المرتبطةبالنبؤات ذات الفأل الحسن والشؤم والنحس .. تجد كثير من الناس تعلق حفنة منسنابل القمح رمزا للفأل الحسن .. ويثبت أن أصل هذه العادة المتوارثة رمز ديني وثنيسحري
وفيمقال بعنوان (الأكراد، الأرض، الميثولوجيا، والتاريخ) كتبه خالص مسور يقولفيه:
وهكذا يجدر بنا القول: بأن الميثرائية هي ديانة ذكوريةأهم طقوسها هي، تقديس الضياء، والنار، والنور، والتضحية بالثور المقدس (هوما) فياليوم الذي يصادف ميلاد هذا الإله الماغي الأسمى، وهو نفس اليوم الذي اتخذ فيما بعدعيداً لميلاد السيد المسيح، ولكن ليس قبل مضي أربعمائة عام على ولادته، وذلك حينماأقرت الك نيسة ذلك، وهذه إحدى الدلالت الثابتة تاريخياً على تأثيرات ميثرائية علىالديانة المسيحية- كما سنرى ذلك لاحقاً- فالتضحية بالثور تقليد يرمز إلى انتصارآلهة الشمس الذكورية على آلهة الأم الكبرى القمرية التي كان رأس الثور أحد رموزهاالأساسية، أي في الوقت الذي بدأ فيه الإنسان يدخل مرحلة الزراعة والإستقرار وظهورالمجتمعات الأبوية(البطريركية) وحلولها محل المجتمعات الأمومية)الماتريهالنية).
وهكذا يجدر بنا القول: بأن الميثرائية هي ديانة ذكوريةأهم طقوسها هي، تقديس الضياء، والنار، والنور، والتضحية بالثور المقدس (هوما) فياليوم الذي يصادف ميلاد هذا الإله الماغي الأسمى، وهو نفس اليوم الذي اتخذ فيما بعدعيداً لميلاد السيد المسيح، ولكن ليس قبل مضي أربعمائة عام على ولادته، وذلك حينماأقرت الك نيسة ذلك، وهذه إحدى الدلالت الثابتة تاريخياً على تأثيرات ميثرائية علىالديانة المسيحية- كما سنرى ذلك لاحقاً- فالتضحية بالثور تقليد يرمز إلى انتصارآلهة الشمس الذكورية على آلهة الأم الكبرى القمرية التي كان رأس الثور أحد رموزهاالأساسية، أي في الوقت الذي بدأ فيه الإنسان يدخل مرحلة الزراعة والإستقرار وظهورالمجتمعات الأبوية(البطريركية) وحلولها محل المجتمعات الأمومية)الماتريهالنية).
ولتقريب الموضوع إلى الأذهان أكثر نقول: أن الثور كان يرمزيشكل قرنيه اللذين يشكلان نصف دائرة حول رأسه، إلى القمر- الإلهة الأنثى- عندمايكون في هذا مرحلة الهلال، نظراً للتشايه الحاصل بين القرنين وطرفي الهلال، ولذافعندما قفز (ميثرا) إلى السلطة بانقلاب سماوي مثير ممثلاً للآلهة الذكورية، كان أولعمل قام به هو قتله للثور السماوي المقدس وإراقة دمه على الأرض، لإكسابها المزيد منالخصوبة والإكثار من إنتاج المحاصيل الغذائية، وبمقتل الثور تكون الشعوب الآرية قدتخلت عن عبادة القمر لصالح عبادة الشمس، وأصبح إلهها (ميثرا) سيداً للكون بدونمنازع. يلاحظ هنا آخر انقلاب مثير للآلهة الذكور في كردستان وفارس، كما لاحظنابالتوازي مع ذلك إنقلاب آخر في فلسطين متمثلاً بالسيد المسيح، على سلطة آخر إلهة أمكبرى متمثلة بالسيدة العذراء التي تمثل – بدورها- آخر رموز عبادة القمر، وآخرانتقال إلى عبادة ذكرين، آب وإبن في نفس الوقت. (7)
والمتتبع لعلم الأساطير سيكتشف أن التعميد بدماء الثور المؤله كانقربانا لإله آخر يسمى الإله(ميثراMithrasإله الحرارة والحياةوالخصوبة في الأساطير الفارسية، وهو الوسيط بين الالهة والناس، والمساعد الأولللإله الخير “أهورا مزدا” في حربه ضد الروح الشرير أهرمان.
وفي الفترة فيمابين 1400 ق.م حتى 400 ميلادية كان الفرس، والهنود، والرومان واليونان جميعا يعبدونالإله ممثرا الذي ربما كان في الأصل إلها للشمس باسم مترا Mitra الذي يذكر فعلا فيالريج فيدا الهندية. وخلال الفترة الرومانية انقلبت عبادة مترا إلى ديانة سرية. فعبده الجنود وموظفوا الإمبراطورية في روما.
ويبدو أن “مثرا” الإله الآري الأصل، كان يعبد في غيران كإله للعقودوالاتفاقيات، وكلمة مترا تعني فعلا العقد أو الاتفاق. ويوصف بأنه محارب محارب قويجبار، فهو الذي يتعبد له المحاربون وهم على ظهور جيادهم قبل ذهابهم إلى المعركة. وبوصفه حارسا للحقيقة فهو قاضي الأرواح بعد الموت.
وبوصفه الحافظ للعقودوالاتفاقات والعهود فهو الذي يحدد متى تنتهي فترة حكم الشيطان. وينتظر قدومه (وسطمظاهر الخوف والذل) في أيام النصر.
وبوصفه الحافظ للعقودوالاتفاقات والعهود فهو الذي يحدد متى تنتهي فترة حكم الشيطان. وينتظر قدومه (وسطمظاهر الخوف والذل) في أيام النصر.
وكان مثرا إلاها شعبيا هاما في تاريخإيران، وكان الملوك يتضرعون إليه في النقوش التي بقيت لهم. كما كانت الملوك والعامةيركبون أسماءهم من اسم مثرا مثل (مثرادئيس) وهو لا يزال يشغل مكانا هاما في الطقوسالزرادشتية.
رأسعامود مذبح النيران المقدس عند المجوس يعلوه ثورين جالسين .. لاحظ القرنين (المتحفالإيراني(
كتب عنه الشاعر الإنكليزي (رديارد كبلنج) قصدية عنوانها (أغنية إلى مثرا) تدور حول قوته وجبروته، وتتغنى بمساعدته للجنود فيالمعارك، ويشيد بذبحه للثور.
ولقد لاحظ عالم النفس كارل ونج جوانب الشبه بينديانة مثرا والديانة المسيحية ويقول إن ذبح مثرا للثور هو أساسا تضحية بالنفس مادامالثور، هو الثور العالم الذي يتحد في النهاية مع مثرا نفسه، كما لاحظ ترتليان منقبل أن الديانة الوثنية تحتوي على العماد كما يقوم الكهنة باستخدام الخبز والخمروالماء، مما يجعل هناك أوجه شبه بين ديانة مثرا والديانة المسيحية. كما لاحظ المفكرالفرنسي رينان في القرن التاسع عشر أن نمو المسيحية لو كان توقف لعبد العالم كلهديانة مثرا.
وديانة مثرا، قمعها الإمبراطور قسطنطين بعد اعتناقه المسيحيةوكانت المسيحية قد استقرت في روما. وإن كان الزراديشتيون لا يزالون يعبدون مثرا فييومنا الراهن على أنه إله. ((8
رأس عجلذهبي لقيثارة من حضارة العراق القديمة تدل على امتداد عبادة الثور في المنطقة .. لاحظ قرني الثور (المتحف العراقي)
فقبول القربان بشارة بحلول البركةوالخير، ورفضه شؤم عاقبته المحق والشر. فانتقلت أهمية قبول القرابين من التوحد إلىالوثنية، بحيث شغل الوثنيين تقريب القرابين إلى الشيطان ورموزه الوثنية بدلا منالله تعالى، فحظي الثور بالأهمية كقربان، واتخذ من قرنيه رمز للثور الذي قدس بقبولالآلهة له، فصار القرنين رمز للقربان (الثور)، ودليلا على قبول الآلهة لهذاالقربان. وفي مقال لعبد العزيز الجنداري بعنوان (المذابح القربانية وفيرة بينأثريات المتحف الوطني) كتب فيه يقول:
ارتبطت المذابحالقربانية بديانة اليمن العتيقة، عبد الشمس، والقمر والإلهة الزهرة والتي هي وفيرةفي المتحف الوطني. اكتشف الحرس الوطني مؤخرا سبعة أثارات هامة، تتضمن عدة طاولاتذبح
كلا من المناضد استخدمت أثناء الشعائر الدينية في المعابد اليمينيةالعتيقة لنحر الأضحيات. فضلا عن تقديم الماء والحليب محاولة للاقتراب أكثر من الربأو الربات.
ويفسر الدكتور منير عبد الجليل، المتخصص بالآثار “في ديانة اليمنالقديمة، كانت التضحيات إلى حد كبير بأرواح المتعبدين وتصدرت أنواعا من أضحياتاليمنيين القدماء قربت لأربابهم ورباتهم. تحمل العديد من النقوش أسماء وأشكال تلكالآلهة والربات“.
الطقوس المرتبطة بذبح القرابين كانت مهمة في حياة اليمنيينالقدماء حتى قبل العهد الإسلامي لأن المتعبدين يستطيعون التقرب لآلهتهم ورباتهم منخلال المذبح. يشير عبد الجليل إلى أن مثل المذابح الجصية والرخامية كانتمستطيلة .
جزء منمذبح حيث يبدي رمز القمر. استخدمت هذه المذابح لتقريب تضحيات حيوانية للشمس والقمرحتى يسترضوهم وليتخلصوا من غضب الأرباب والربات. صورها: إبراهيمالحداد
نعزو إلى حيازة متحف واحدة كنموذج لحياةاليمني القديم. هي عبارة عن مستطيل مصنوع من الرخام ذات عمق 5 سم ومقدمتها يشكلانرأس ثور. المنضدة، التي كرست لربة القمر، ذات نقوش ساحرة على الظهر. مواظبةالجلادون وأداء الشعائر الدينية في معابد اليمني القديم استخدمت الطاولة لذبحالأضحيات.
الآثار المكتشفة مؤخرا والمستطيل والمذابح المربعة الشكل ذاتقواعد ملساء. واحدة مثل طاولة ذات نقوش متعددة على الظهر استخدمت لذبح الأضاحي. يكون على جانب واحد رأس ثور، الذي يعتقد عدة باحثين أنه رمزا لآلهة القمر في ديانةاليمني القديم لأن قرون الثور هلالي الشكل، الذي هو أحد أطوار القمر.
اتخذالنحاتون قوة الثور رمزا للخصوبة.
وفقا لعبد الجليل، مثل هذه الآثار وجدت فيالحضارات المصرية، على وجه الخصوص كالثور مصور في العديد من اللوحات والتماثيل. بنفس الطريقة، الحضارة العراقية القديمة عرضت مجموعة من الدمى للثور، التي مثلتإلهة الخصوبة.
بسبب أهمية الثوركرمز هام في الديانة اليمنية القديمة، احتوت البيوت اليمنية على العديد من التحفالبرنزية، المتوفرة الآن في المتحف الوطني.
تبرز هذه الآثار نقوشات علىأربعة جوانب، بينما في أعلى جانب واحد يكون 19 سم شكل أخدود طويل مثل رأس ثور. المذابح ذات قواعد ملساء، متسعة من الأسفل وضيقة من القمة، وعادة مغروزة في الأرضلتثبيت المنضدة. (9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]عملان بيزنطيةhttp://www.byzantinecoins.com/
[2] عملات إسلاميةhttp://islamiccoins.ancients.info/
[3]http://www.alargam.com/general/custom/custom9.htm
[4]المصدر السابق بتصرف.
[5]إمام؛ ا.د إمام عبد الفتاح/(معجم ديانات وأساطيرالعالم) مكتبة مدبولي _ القاهرة. (صفحة: 3/302).
[6]http://yezidi-community.com/modules.php?name=News&file=print&sid=3075
[7]http://www.yek-dem.com/moxtarat=9-4-8-2007.htm
[8] (معجمديانات وأساطير العالم)/ (صفحة: 2/424، 425).
[9]http://yementimes.com/article.shtml?i=1005&p=lastpage&a=1
[1]عملان بيزنطيةhttp://www.byzantinecoins.com/
[2] عملات إسلاميةhttp://islamiccoins.ancients.info/
[3]http://www.alargam.com/general/custom/custom9.htm
[4]المصدر السابق بتصرف.
[5]إمام؛ ا.د إمام عبد الفتاح/(معجم ديانات وأساطيرالعالم) مكتبة مدبولي _ القاهرة. (صفحة: 3/302).
[6]http://yezidi-community.com/modules.php?name=News&file=print&sid=3075
[7]http://www.yek-dem.com/moxtarat=9-4-8-2007.htm
[8] (معجمديانات وأساطير العالم)/ (صفحة: 2/424، 425).
[9]http://yementimes.com/article.shtml?i=1005&p=lastpage&a=1
* * * مجموعة من القطع الأثرية تعود إلى ما قبل التاريخ تثبت أن الهلال عرف كرمز وثني قبل الإسلام مما ينفي كونه رمز إسلامي بشكل قطعي
يبدو الهلال على هيئة قرني ثور بشكل واضح أعلى الجوسق فوق قبة المسجد النبوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق