حقيقة مرسى السجين الهارب
أكدت التقارير الأمنية أنهم عناصر إرهابية تابعون لحركة حماس لتهريب أنصارهم وحلفائهم، كيف كان الهروب؟.. لم يكن هو اللغز الوحيد، ولكن هناك ألغازًا أخرى لحقيقة وضع الدكتور مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة السابق، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، فبعض القانونيين يرون أنه مازال علي ذمة الحبس ولابد من التحقيق معه في كيفية هروبه وأن اسمه ما زال مسجلاً ضمن المساجين الهاربين مثله مثل غيره ممن استطاع الهروب أثناء فترة الانفلات الأمني، والبعض الآخر يري أن سجنه كان بدون تهمة ومن ثم فمن حقه الهروب.
كل هذه التفاصيل تزيد الأمر غموضًا.. ولإزالة الغموض نسترجع بالذاكرة سلسلة حلقات هروب محمد مرسي رئيس الجمهورية..
والبداية ستكون بشهادة مأمور سجن وادي النطرون
استمعت جنح مستأنف الإسماعيلية إلى شهادة اللواء عصام القوصي، مأمور سجن ليمان 430 بوادي النطرون، وقال في شهادته: "إن مجموعة من الملثمين قاموا صبيحة يوم 29 يناير عام 2011 باقتحام السجن، مستخدمين لوادر ومعدات بناء ثقيلة، مصطحبين 500 سيارة ميكروباص، وقاموا بهدم بوابات السجن" .
وشرح القوصي في شهادته أن "الملثمين كانوا يتحدثون بلهجة بدوية، ويحملون أسلحة آلية متطورة، وتمكنوا من السيطرة على قوات التأمين بالسجن، التي نفدت ذخيرتها، ونجحوا في تهريب نحو 4700 سجين من داخل السجن، وتهريب السجناء السياسيين من تنظيم الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية، ثم توجهوا لإخراج السجناء الجنائيين".
طلبات هيئة الدفاع باستدعاء مرسي وأعضاء الإرشاد
في مفاجأة غير متوقعة.. طالبت هيئة الدفاع في قضية اقتحام سجن وادي النطرون وهروب المساجين أثناء أحداث اندلاع ثورة يناير, استدعاء كل من محمد مرسي العياط رئيس الجمهورية, والذي كان علي رأس الهاربين من المعتقلات السياسية أثناء أحداث يناير, وكذلك كل من صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وعصام العريان .
وذلك لسماع أقوالهم بشأن التصريحات التي أدلوا بها في القنوات الفضائية, والتي تكشف عن حقائق في واقعة اقتحام السجن, وكذلك استدعاء مدير المخابرات الحربية, ومدير المخابرات العامة لسماع أقوالهما في ذات الواقعة.
وسمح المستشار خالد محجوب رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية لهيئة الدفاع باستخراج وتقديم لهيئة المحكمة جميع التسجيلات التي ترصد واقعة اقتحام السجن, والخاصة بكل من محمد مرسي العياط, وصفوت حجازي, وعصام العريان, ومحمد البلتاجي, والتي تمت إذاعتها علي قناة الحافظ والناس والجزيرة مباشرة أثناء الثورة.
وقرر المحجوب استدعاء مأمور سجن ملحق وادي النطرون أثناء الأحداث ورئيس المباحث لسماع شهادتهما في تلك الواقعة, وقرر تأجيل المحاكمة الي جلسة28 إبريل2013 لسماع الشهود.
وكلف المحجوب مأمور الضبطية القضائية بالتنفيذ واستدعاء الشهود.
من أسباب التصعيد ضد القضاء
أكدت مصادر قضائية أن تصعيد جماعة الإخوان ضد القضاة خلال الفترة الحالية وقيامهم بتنظيم مظاهرات تطهير القضاء، وكذك مشروع تعديل قانون السلطة القضائية، سببه خوف جماعة الإخوان من استدعاء رئيس الجمهورية "محمد مرسي" لمناقشتة وسماع أقواله أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية في قضية اقتحام سجن وادي النطرون.
نص تقرير لجنة تقصي الحقائق عن حقيقة اقتحام سجن وادي النطرون
انتقل فريق التحقيق لمنطقة سجون وادى النطرون يوم 30/3/2011، بصحبة العقيد محمود إسماعيل، وسجل الآتى:
• بسؤال اللواء فرحات جابر عبدالسلام كشك، رئيس قطاع المنطقة الغربية بمصلحة السجون، قرر أن منطقة سجون وادى النطرون هى إحدى المناطق التابعة لقطاع سجون المنطقة الغربية، وأن المنطقة تتكون من 4 سجون، هى «سجن 430 وادى النطرون، وسجن 440 وادى النطرون، وملحق ليمان وادى النطرون، وسجن 2 صحراوى»، وأن عدد النزلاء بالسجون الأربعة المذكورة 9200 سجين، وأن كل سجن من تلك السجون له مأموره وجهاز المباحث الخاص به، فضلاً عن كتيبة التأمين، التى تكون مسئولة عن الأسلحة والذخيرة وحراسة أبراج السجن. وأضاف أن الثلاثة سجون الأولى تقع داخل سور من الخرسانة المسلحة، وأن سجن 2 صحراوى يقع على بعد 8 كيلومترات من تلك السجون.
وأضاف أن الإجراءات المعتادة لتأمين تلك السجون من أى تمرد أو عصيان داخلى من قبل النزلاء أو التعدى من الخارج، يكون من خلال أبراج الحراسة المحيطة بكل سجن، التى توجد أبوابها خارج السور الخاص بكل سجن، بالإضافة إلى مجموعة من الأبراج الأمامية المحيطة بالسور الأمامى الخاص بتلك السجون، حيث يوجد بكل برج مجند بحوزته سلاحا آليا يحتوى على 50 طلقة لمواجهة أى محاولة من محاولات الهرب.
وأوضح رئيس القطاع أنه فى يوم 26/1/2011 وقعت أحداث شغب بأحد السجون التابعة للقطاع بمنطقة برج العرب، من قبل بعض المعتقلين سياسياً، وعقب إخطار السيد مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، اللواء عاطف الشريف، وجه لاتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة مثل تلك الحالات، منها أنه بداية من يوم 28/1/2011 تم توزيع الوجبات الغذائية على نزلاء السجن داخل كل غرفة على حدة تباعاً، وتدعيم قوة أبراج السجون بمجند إضافى لكل برج، بحيث تصبح قوة كل برج من الأبراج فردين، وتزويد كل منهما بذخيرة إضافية بحيث تصبح الذخيرة المتاحة فى كل برج مائتى طلقة.
وقال إنه يوم السبت 29/1/2011 بدأت أحداث شغب داخل منطقة سجون وادى النطرون، فى سجن «ملحق ليمان وادى النطرون»، الذى كان يضم مجموعة من المعتقلين السياسيين، امتدت إلى سجون 430 و440 و2 صحراوى، مما دفع قوات التأمين لإطلاق قنابل مسيلة للدموع وقنابل الغاز، لمحاولة السيطرة على المساجين، إلا أنه -وعقب إعلان وسائل الإعلام عن مقتل اللواء البطران رئيس مباحث السجون، وهروب السجناء بسجنى الفيوم وأبوزعبل- اشتدت حالة العصيان داخل السجون، حيث قام المساجين فى الـ4 سجون بإحداث تلفيات فى الغرف والعنابر، مستخدمين أجهزة الإطفاء الموجودة بكل غرفة، وتمكن بعضهم من التسلل إلى خارج تلك الغرف والوجود فى ساحات التريض من خلال فتحات التهوية، التى نزع سياجها، وعلى الرغم من محاولة إدارة كل سجن السيطرة على هؤلاء المساجين، فإن الأمر تزايد سوءاً عند قيام بعض المساجين بمحاولة كسر الأقفال الخارجية، الخاصة بالعنابر.
وأضاف أنه طلب فى تلك الأثناء تعزيز قوات تأمين المنطقة من خلال الأمن المركزى والقوات المسلحة، حيث أرسلت كتيبة أمن مركزى من قطاع المنوفية قوامها 90 فرداً، لمواجهة تلك الأحداث، ولم ترسل القوات المسلحة قوات تعزيز للمنطقة إلا فى مساء الأحد 30/1.
وصف تقرير تقصي الحقائق للاقتحام
أوضح رئيس القطاع أن التعامل خلال هذه الفترة، التى بدأت نحو الساعة 11 مساء السبت 29/1/2011 واستمرت حتى الساعة 3 فجر الأحد 30/1/2011، كان من خلال إطلاق المياه والغاز فى محاولة للسيطرة على المساجين .
إلا أنه فى الساعة الثالثة فجراً، داهمت مجموعة من الأفراد يرتدون جلابيب بيضاء وملثمين الأسوار الخارجية للسجون، حيث تمكنوا من هدم البوابة الرئيسية للسجون باستخدام «لودر»، كما أطلقوا النيران بكثافة على الأبراج الأمامية لمنطقة السجون الـ3. موضحاً أنه عقب نفاد ذخيرة المجندين الموجودين بالأبراج الأمامية، انطلقت تلك المجموعات المهاجمة لتلك السجون، متجهة إلى سجن ملحق ليمان وادى النطرون، المعتقل بداخله عدد من المساجين السياسيين من ذوى التوجه السلفى، حيث تبادلوا إطلاق النار مع الأبراج المحيطة بذلك السجن، مستخدمين أسلحة آلية ومدافع جرينوف محملة على سيارات نصف نقل، وتمكنوا من السيطرة على ذلك السجن وإخراج من به من معتقلين، بعد نشر السياج الحديدى والأبواب المصفحة بالمناشير الكهربائية.
أحد زملاء مرسي من المساجين يطالبون بالعفو ورد الجميل
في واقعة اعتبرها البعض طريفة.. والبعض الآخر صنفها علي أنها حق طبيعي..
طالب السجين السياسي الهارب "عبد الناصر أبو الفتوح فخر الدين" من منطقة عين شمس والذي حكم عليه بالسجن المؤبد في قضية طلائع الفتح، الرئيس "محمد مرسي" بتقنين وضعه وإصدار عفو سياسي عنه مذكراً إياه بأنه فر هارباً من سجن وادي النطرون في أيام الثورة وساعد الدكتور محمد مرسي ومن معه في الهرب من السجن عن طريق فتح الأبواب للدكتور مرسي ومن معه.
وأشار أبو الفتوح الي أنه قضي ما يقرب من 17 عاماً، من مدة عقوبته في سجن وادي النطرون ثم خرج بعد فتح السجون والمعتقلات ولقد التقى بالدكتور محمد مرسي والدكتور عصام العريان وساعدهما في الخروج من السجن وقام بكسر الباب الأمامي حتى جاء العرب وحطموا الباب الخارجي.
وأضاف أبو الفتوح أنه عقب خروجه حاول توفيق أوضاعه واتصل بجهاز أمن الدولة، فقالوا له: "نحن لا نريدكم ولكن المجلس العسكري هو الذي يحدد الإفراج"، ومن وقتها وهو مشرد لا يجد مكانا يأويه علي الرغم من أنه متزوج ويعول 3 أولاد ولم يصدر له قرار بالعفو، مطالبا الرئيس بتوفيق أوضاعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق