من مذكرات اللواء احمد رجائي عطيه مؤسس الوحده 777
نشأه الوحده 777
من مذكرات اللواء احمد رجائي عطيه
مؤسس الوحده 777
حصريا للمجموعه 73 مؤرخين
فى خريف عام 1976 وقبل احتفالات 6 أكتـوبر بأيام .. توجهت مع
اللواء (نبيل شكرى) لحضور بروفة احتفـالات 6 أكتوبر – وذلك بمنصة
الاستعراضات بمدينة نصر.
وهناك قابلت المشير (الجمسى) .. وبعـد أداء التحيـة .. قال
لى أنت فينك يا رجائى .. فقلت له أنا حاليا قائد لمدفعية الصاعقة .. فقال
.. لأ .. ده مش مكانك دلوقت .. بعد احتفالات 6 أكتوبر تيجى تقابلنى فى
الوزارة .. وبعدها حدثت واقعة (لارناكا) وكذلك استشهاد يوسف السباعى فى
واقعة أخرى .. فاستدعانى المشير (الجمسى) ليكلفنى بمهمة إنشاء وحدة خاصة
لمقاومة الإرهاب .. على أن تنشأ داخل وحدات الصاعقة .. على أن ينظر فى
تبعيتها فيما بعد. وقد أعطانى المشير فرصة ستة أشهر لأعطى تمام إنشاء
الوحدة لتكون جاهزة للعمل .. وأعطانى سلطة أن أستجلب أفراد الوحدة من كافة
أفرع القوات المسلحة وخاصة الضباط.
وفى خلال أيام وجيزة وضعت تخطيطى لتشكيل الوحدة المقترح والتسليح والمعدات الفنية المطلوبة .. والمكان المقترح للوحدة.
وبدأ من هنا الاصطدام بالعقليات التقليدية من قبل قيادة
الصاعقة .. حيث فرض على تنظيم كتيبة صاعقة ونفس التسليح .. ولكنى لم آخذ به
ونفذت التنظيم المقترح والذى أعددته بعناية للمهام التى سوف تواجهها
الوحدة .. وكذلك التسليح – كما وجدت صعوبة ما فى اختيار الأفراد سواء ضباط
أو صف ضباط .. حيث كانت الوحدة والتى قوامها حوالى 90 فردًا من المتطوعين
.. وقد استدعيت بعض الضباط من وحدات الصاعقة ومن وحدات خارج وحدات الصاعقة
أمثال النقيب (محمد الشايب) .. وقد تم اختيار المكان فى قلب مدينة نصر
لسهولة الوصول للأهداف الهامة وقربها من مطار الماظة حيث وحدة الهليوكبتر
ومن الطـريف أن مكان الوحدة فى مدينة نصر أطلق عليـه منطقـة 777 .. وذلك
بعد أن انتقلت الوحدة من مكانها.
وقد تم اختيار اسم للوحدة وهو (الوحدة 777) – وإن ظـلت ضمن
وحدات الصاعقة إلا أن تشغيلها كان من قبل المخابرات الحربية سواء من ناحية
التكليف أو المعلومات.
وبعد استكمال التشكيل والتسليح من الإمكانيات المتاحة .. حتى
تأتى طلبية الأسلحة والمعدات من الخارج – بدأت فى التدريب .. والتى وضعت
أساسيات لتكوين الفرد .. وهى أولا اللياقة البدنية العالية وفنيات القتال
المتلاحم بالأيدى أو السلاح الأبيض .. وأخيرًا استخدام الطبنجة فى الرماية
.. وأن كنت لا أعلم فى هذا الوقت ما هو المستوى المطلوب .. إلا أننى
بمشاهدتى للأفلام الأجنبية وكيفية استخدامهم للطبنجة وهو السلاح الرئيسى فى
تنظيم الوحدة .. بدأت أفكر فى أن هذا هو الواقع .. وكيف أصل إلى هذا
المستوى .. فبدأت بوضع أسس مبتكرة للوصول إلى هذا المستوى من السرعة والدقة
– وفعلا جهزت ميدانًا لهذا النوع من التدريب سواء الجاف أو بالذخيرة الحية
.. ورغم أن هيئة التسليح صرفت للوحدة معدل 9 طلقات للتدريب السنوى وهو
المقرر للطبنجة .. ولكنى باتصالاتى الشخصية تمكنت من أن يؤدى كل ضارب
للطبنجة 500 طلقة للتدريب.
كان المقرر أن أعطى تمامًا بتجهيز الوحدة للعمل فى 6 أشهر
ولكنى أعطيت تمام التجهيز بعد ثلاثة أشهر فقط وبكفاءة عالية .. وأذكر عندما
حضر قائد الصاعقة للوقوف على مستوى الوحدة .. فقد وجد التنظيم ليس
التنظيم ولا السلاح هو السلاح .. وأن الأفراد ملابسهم مدنية .. ولا أنسى
كلمته عندما قال مازحا (أنت جايب شوية صيع وتقول عليهم وحدة) .. ولكنـه بعد
أن شاهد البيانات العملية سواء فى القتال المتلاحم أو الرماية .. أشاد
بالمستوى وأصبح فخورًا بتلك الوحدة – وخاصة عند مشاهدته للبيانات العملية
على الأهداف .. لقد ظهرت الوحدة بشكل مخالف تماماً من حيث نوعية الفرد أو
التسليح أو الكفاءة وصارت مفخرة لوحدات الصاعقة – وعندما سافرت أنا وبعض
الضباط للحصول على فرقة لمقاومة الإرهاب فى فرنسـا – استقبلنا قائد الوحدة
الفرنسى .. وفى أول يوم أدى أفـراد وحدة مقاومة الإرهاب الفرنسية بيان عملى
فى الرمايـة والنزول من الهليوكبتر والقناصة .. فطلبت من قائد الوحـدة أن
نؤدى نفس التمرينات فوجد أننا بنفس الكفاءة بل تفوقنا عليهم فى بعض الأداء
.. فما كان من قائد الوحدة إلا أن قال .. فلنعـتبر هذه الفـترة تدريب مشترك
بيننا .. وليستفد كل منا بالآخر.
وفى هذا اليوم علمت أن الرقم العالمى للرماية بالطبنجة
مع إصابة الهدف فى أى مكان معين بالخصم هو ثانية وأثنين من عشرة (1.2) –
وهذا الرقم حققه كافة من كان معى – وهنا أحسست بأهمية التدريب السابق فى
فترة وجيزة حققنا الرقم العالمى .. رغم أننا تدربنا بأساليب بدائية
ومقترحة.
وأذكر أنه عندما نازلت قائده الوحدة الفرنسية فى مسابقة للرمى بالبندقية القناصة تفوقت عليه بشكل مثير للفخر.
وأن كنا استفدنا كثيرًا من خبرتهم فى تكنيك وتشغيل العمل والتخطيط. وقد توليت قيادة الوحدة بعد إنشائها لمدة حوالى سنتين ونصف.
وقد أتبعت أسلوب جديد فى عمل الوحدة .. لقد جرت العادة فى
العمل بالنسبة لهذه الوحدات أن تكون تحركاتها وتواجدها فى مكان العمل
(الهدف) فى سريه – وأن تتسم تواجدها بالسرعة العالية. ولكنى وضعت أسلوب
مخالف بعض الشىء .. حيث احتفظ بمبدأ سرعة التواجد .. ولكنى فضلت دائما
الإعلان عن التواجد بشكل استعراضى .. ولكن على أن يكون المفاجأة فى أسلوب
وتوقيت التنفيذ ببعض العناصر من الوحدة وإخفاء الباقى حيث أن الشكل
الاستعراضى فى التواجد .. يلقى الرعب فى الفرد الأرهابى .. وأن ذلك يضيف
ضغوطا بجانب التوتر الذى يعيشه الإرهابى. وقد اتبعت هذا الأسلوب فى معظم
المأموريات التى كلفت به الوحدة مثل مأمورية العريش والسودان أو عُمان
وغيرها – وخاصة مأمورية عمان والذى استخدمت فيه أسلوب الردع قبل أن يبدأ
الخصم فى تنفيذ مهمته بيوم – حيث أن معلومات المخابرات المصرية حددت
الأفراد الذين سيقومون بتنفيذ المهمة – فاختلقت مشاجرة بالإيدى مع بعض هذه
العناصر وكانوا فلسطينيين .. علم منها الخصم أنه مع من سوف يتعامل وأنه
يفكر ألف مره قبل أن يقدم على مثل هذا العمل .. وقد تلقى هؤلاء الأفراد
علقه ساخنة ومفاجئة وفعلا مر اليوم المحدد لتنفيذ العملية بسلام وهو احتفال
السفارة المصرية بعمان بيوم 23 يوليو.
وقد تم إتباع نفس الأسلوب فى بعض البلدان الأوروبية لحماية
بعض الأهداف سواء الثابتة أو المتحركة. وقد حقق هذا الأسلوب نجاحًا كبيرًا
فى أنه رغم انتشار الأعمال الإرهابية فى العالم فى هذه الفترة .. إلا أنه
تم ردع كافة الأعمال التى كانت مخطط لها القيام بها ضد مصر فى هذه الفترة.
واذكر الفضل هنا إلى العميد (مازن مشرف) والذى كان يتولى
تشغيل الوحدة والمد بالمعلومات .. حيث كان المختص بالمخابرات الحربية
بالعمل ضد الإرهاب .. لقد كان الوحدة تكلف بأكثر من مهمة فى الشهر الواحد
.. وفى أكثر من بلد حول العالم.
ولكن فى أواخر عام 1969 اختلفت مع قائد وحدات الصاعقة .. حيث
بدأ فى إلحاق بعض الأفراد من خارج الوحدة للمأموريات .. كمجاملة لهم ..
فرفضت هذا الأسلوب وطلبت ترك الوحدة .. ليتولى من بعد منى المقدم نادر عبد
الله والذى سار على نفس المنهج ولكنـه لم يستمر طويلا لتمسكه بنفس المبادئ
.. ويتركها أيضا ليتولاها قيادات تقليدية لم تتمكن من الاحتفاظ بنفس الفكر
أو المستوى مما أوقعها للأسف فى الخطأ الذى وقع فى عملية لارناكا من قبل.
حيث تم حجز طيارة مصرية بواسطة مجموعة إرهابية من
الفلسطينيين وذلك فى مدينة (فالتيا) بجزيرة مالطة وبدلا من استخدام
التكتيكات التى تدربت عليها الوحدة (777) فى تخليص الطائرات من الإرهابيين –
استخدام أسلوب التكتيكات الميدانية .. وكأنـهم القوة المنفذة تقوم بالهجوم
على تبه أو موقع عسكرى .. ممـا أوقع خسـائر كبيرة سواء فى المنفذين أو
الطائرة والمدنيين بالطـائرة وذلك نتيجـة تدخل قيادات من الخارج وحدة
(777).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق