عبد النـاصر والآخـوان
.مقالة
مهمة جدا ارجوا قرائتها ونشرها على أكمل وجه
من لا يعرف ماضيه لا يعرف حاضره *
...
بحث هام قام عليه اكفاء من الماضى الاخوان وبريطانيا
رغم ركرام ثوره 23 يوليو لهم لكنهم خانوها
ذكر الكاتب الراحل عبدالله إمام فى كتابه "عبد الناصر و الأخوان
المسلمين" موجزاً للعمليات الإرهابية التى قام بها التنظيم الخاص
للأخوان المسلمين قبل ثورة يوليو من إغتيالات لرموز سياسية و قضائية
و تفجيرات لمسارح و دور سينما و محلات تسجيلات صوتية بوسط العاصمة . ثم
تحدث عن العلاقة التى ربطت الضباط الأحرار قادة ثورة
يوليو بالأخوان المسلمين و قد بدات تلك العلاقة فى الاربعينات
و قد بدات العلاقة الاقتصادية بين الاخوان و قادة الثورة منذ الايام الاولى
للثورة حيث أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بحل جميع الاحزاب بتحريض من
جماعة الاخوان
, مستثنيا جماعة الاخوان المسلمين لإعتبارها جمعية دينية
دعوية و ايضا قام مجلس قيادة الثورة بالتحيز لجماعة الاخوان حيث قام بإعادة
فتح التحقيق فى مقتل الإمام حسن البنا
و القبض على المتهمين بإغتياله و اصدار احكام قاسية ضدهم
و تكليفهم بدفع مبلغ عشرة ألاف جنيه لاسرة حسن البنا كتعويض و كذلك قرارات
عفو عن المعتقلين من الأخوان فى تهم قتل الخازندار و النقراشى باشا و حرق
مدرسة الخديوية الثانوية للبنات و خرجوا جميعا الى مقر الجماعة وسط مظاهرة
سياسية حاشدة .
و بعد ثلاثة أشهر من الثورة ذهب وفد من الجماعة الى عبد الناصر يساوموه على
استمرارهم فى دعمهم للثورة بعد حل جميع
الاحزاب بشرط عرض جميع القرارات و القوانين التى يتخدها مجلس
قيادة الثورة على مكتب إرشاد الجماعة لتقييم مدى اتفاقها مع الشريعة
و الموافقة عليها و كان رد عبد الناصر "لقد قولت للمرشد فى وقت سابق ان
الثورة لا تقبل وصايا من أحد ولا من الكنيسة و ما شابهها
و اكررها الآن بنفس الحزم و الحسم " و كان موقف عبد الناصر هذا
هو نقطة تحول موقفهم من الثورة و حكومتها إذ دأب المرشد بعد ذلك
على الإدلاء بتصريحات مهاجما الثورة و حكوماتها فى الصحافة الداخلية
و الخارجية و صدرت الاوامر لهيئات الاخوان ان يحتشدوا و يظهروا دائما فى
المناسبات التى ينظمها و يحضرها قادة الثورة بمظهر الخصم المتحدى . فقرر
عبد الناصر أن يقابل مرشد الأخوان شخصيا حسن الهضيبى و ذهب له فى بيته و
حاول التفاهم معه على شكل للتعاون بين الثورة و الأخوان ففوجئ بالهضيبى
يملى عليه طلبات جديدة أكثر إجحافاً مثل اصدار مراسيم بفرض الحجاب و منع
المرأة من العمل و غلق المسارح
و السينمات و هدم التماثيل و التشديد على صالات الافراح باستخدام الدفوف
فقط لا غير كأداة موسيقية و كان رد عبد الناصر "لن أسمع لكم بتحويلنا الى
شعب بدائى يعيش فى مجاهل إفريقيا" و سأله بوضوح "لماذا بايعتم الملك فاروق
خليفة عالمسلمين و لماذا لم تطلبوا منه هذه المطالب عندما كانت هذه الاشياء
مباحة بشكل مطلق لماذا كنتم تقولون قبل الثورة ان الأمر لولى الأمر
و بدأ الأخوان فى العمل ضد الثورة فى ثلاث إتجاهات (حسب إعترافاتهم عقب
أحداث 1954)
الإتجاه الأول ::::: معارضة المفاوضات المصرية البريطانية بشأن
جلاء القوات البريطانية عن مصر و توقيع اتفاقية الجلاء و عرضوا على
مجلس قيادة الثورة وقف المفاوضات و فتح باب التطوع للجهاد و القتال ضد
الإنجليز و تم الرد عليهم, بإنكم هكذا تريدون إستنفار الإنجليز ضد النظام
الجديد و هو ما لم تفعلوه مع الملك .. بل انكم ايتدم رئيس الوزراء
الطاغية اسماعيل صدقى حين إبرم دستور 1936 و خرجتم فى مظاهرة تاييد له
وظفتم فيها الدين و القرآن لخدمة اهدافه السياسة التى توافقت مع اهدافكم . و
بعد الغاء معاهدة 1936 تحت ضغط الكفاح المسلح و الفدائى ضد الانجليز فى
السويس فى اكتوبر 1951 قال وقتها المرشد
العام للجماعة فى جريدة "الجمهورى المصرى" .. "و هل تظنوا أن أعمال
العنف ستخرج الإنجليز من البلاد .. ان واجب الحكومة الأن ان تقوم بما تفعله
الجماعة من تربية الشعب و اعداده أخلاقيا فهذا هو سبيل خروج
الانجليز من مصر .. كما هتف الهضيبى فى شباب الأخوان .. اذهبوا فإعتكفوا و
إقرأوا القرآن " ... و حينها رد عليه الصحفى و الكاتب خالد محمد خالد
مستهزئاً """ فإبشر بطول السلامة يا جورج""" و تسائل هل فى مثل تلك الأيام
يدعوا مرشد الجماعة الاخوان المسلمين على الاعتكاف و تلاوة القرآن و هو
يعلم ان الرسول الكريم و صحابته تركوا صلاتى الظهر و العصر من أجل معركة
الإتجاه الثانى ::::: الإتصال بمستر إيفانز المستشار السياسى
بالسفارة البريطانية بالقاهرة و اوضحوا له موقف الاخوان بأن تكون عودة
الإنجليز للقاعدة بناءاً على راى لجنة مشكلة من المصريين و الانجليز و ان
الذى يقرر حظر الحرب هى الأمم المتحدة و بالفعل تبنى الانجليز هذا الرأى فى
مفاوضات الجلاء و قد ثبت لقائهم بمرشد الأخوان عدة مرات من خلال
اعترافاتهم بعد ذلك و ايضا من ضمن الإعترافات ان البكباشى الاخوانى عبد
المنعم رؤوف قابل موظفا كبيرا فى احدى السفارات الاجنبية و اخبره ان
الاخوان سيتولون مقاليد الحكم قريبا بالقوة و يطلبون تأييد السفارة
البريطانية لإنقلاب الأخوان و اوضح استعداد الاخوان بعد توليهم الحكم
للاشتراك فى حلف عسكرى ضد الشيوعية فى روسيا و لكن هذا لن يتحقق طالما عبد
الناصر على قيد الحياة لرأية فى الأحلاف العسكرية و
.اهدافها الإستعمارية . و قد ربطت الصحف بعدها بين توقيت اعتداء اسرائيل
على الحدود المصرية فى رفح و بين تنفيذ خطتهم
الإتجاه الثالث::::: تنشيط الجهاز السرى للأخوان من خلال ضم اكبر عدد ممكن
من ضباط الشرطة و الجيش و كان منهم بعض من تنظيم الضباط الاحرار المتخفيين
الذين باياعوهم على الطاعة و سايروهم فى خطتهم و قام عبد الناصر باستدعاء
ممثلين للجماعة و حذرهم بناءا على ما وصله من معلومات و اوضحلهم ان ما
يرتبون له سيقع الضرر بالبلاد الا انهم لم يرتجعوا .و بتاريخ 5 يونيو 1953
أدلى المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين بتصريح صحفى لل "أسوشييتد برس"
قال فيه : اعتقد أن العالم الغربى سيربح كثيرا إذا وصل الأخوان المسلمين
الى حكم مصر و أنا على ثقة ان الغرب سيفهم مبادئنا المعادية للشيوعية و
الإتحاد السوفييتى و سيقتنع بمزايا الأخوان المسلمين"" ............... و
هكذا قدم المرشد العام مزاياه للغرب الاستعمارى آنذاك و لعل هذا الموقف و
غيره من مواقف الاخوان هى التى جعلت المستر أنثونى إيدن وزير خارجية
بريطانيا الى ان يسجل فى مذكراته أن "الهضيبى كان حريصاً على اقامة علاقات
ممتازة معنا بعكس عبد الناصر"
كانت المخططات الإستعمارية تتواصل خلال الخمسينات لتطويق المنطقة
بحلف عسكرى تحت ستار الدين هو الحلف الاسلامى و هو الذى رفضه
عبد الناصر بقوة . و هنا شعرت قيادة الثورة بضرورة تكوين تنظيم سياسى شامل
أطلق عليه "هيئة التحرير" و هنا ذهب مرشد الاخوان لعبد الناصر محتجاً
قائلاً " ما الداعى من انشاء هيئة التحرير مادامت جماعة الاخوان قائمة" .و
اليوم التالى لتلك المقابلة قام الهضيبى بتوزيع منشور لجميع شُعب الأخوان
فى جميع المحافظات و قال فيه "أن كل من ينضم لهيئة التحرير يعتبر مفصولاً
من الجماعة" ثم بدا الهجوم الضارى للأخوان على هيئة التحرير و تنظيمها
الجماهيرى "منظومة الشباب"
و بلغت ضراوة المواجهة بين الاخوان و شباب الثورة الى حد استخدام الاسلحة و
القنابل و احراق السيارات فى الجامعة يوم 12 يناير 1954 و هو اليوم المخصص
للاحتفال بذكرى شهداء معركة القناة. و توترت العلاقات اكثر بين الثورة و
الاخوان على اثر هذا الحادث و هنا بعثت الجماعة بأحد
أقطاب الاخوان الى أنور السادات ليخبره بان مكتب الارشاد بعد مقاشات طويلة
قرر إفاده الى جمال عبد الناصر .. فرد عليه أنور السادات قائلاً حسبما ذكر
أنور السادات نفسه فى مذكراته " هذه هى المرة الألف التى تلجأون فيها الى
المناورة بهذه الطريقة فخلال السنتين الماضيتين اجتمع عبد الناصر بجميع
اعضاء مكتب الارشاد بما فيهم المرشد العام حسن الهضيبى و لم تكن هناك جدوى
لأنهم حسب ما قال عبد الناصر يتكلمون بوجه و حين ينصرفون يتكلمون الى الناس
و الى انفسهم بوجه آخر" و يمضى السادات قائلا فى مساء اليوم نفسه وضعت
خطتهم الدموية
كان عبد الناصر فى ميدان المنشية بالاسكندرية فى 26 اكتوبر 1954 فى احتفال
اقيم له و لزملائه تكريما لاتفاقية الجلاء و على بعد 15 متراً من منصة
الخطابة جلس السباك محمود عبد اللطيف عضو الجهاز السرى للأخوان و ما ان بدأ
عبد الناصر خطابه حتى اطلق السباك 8 رصاصات غادرة من مسدسه لم تصب كلها
جمال عبد الناصر بل اصابت الوزير السودانى مرغنى حمزة و سكرتير هيئة
التحرير بالاسكندرية احمد بدر الذى كان يقف بجوار عبد الناصر . و قام ضابط
يرتدى زياً مدنيا بالانقضاض على السباك و تم القبض عليه و بحوزته المسدس و
هنا بدأت مرحلة جديدة من المواجهة بين ثورة يوليو و الاخوان المسليمن
حيث أ ُلقي القبض علي العديد من أفراد الجماعة، صدرت ضدهم أحكام بالسجن
بدأت من عشر سنوات إلي الأشغال الشاقة المؤبدة. إلا أن سبعة من أعضاء
الجماعة البارزين صدرت في حقهم أحكاماً بالإعدام وهم:
1.محمود عبد اللطيف،
2.يوسف طلعت،
3.إبراهيم الطيب،
4.هنداوي دوير،
5.محمد فرغلي،
6.عبد القادر عودة،
7.وحسن الهضيبي الذي خفف الحكم عليه إلي الأشغال الشاقة المؤبدة.
نُظرت قضية الإخوان الأولي أمام ما عرف حينها بـمحكمة الشعب ذات الطبيعة
العسكرية برئاسة جمال سالم وعضوية حسين الشافعي وأنور السادات انتهت القضية
في 4 ديسمبر 1954، وكان من بين من حكم عليهم محمد مهدي عاكف الذي حكم عليه
بالسجن المؤبد، لكنه خرج عام 1974 في عهد الرئيس محمد أنور السادات بعد أن
قضي عشرين عاماً في السجن.
____________________________________________________
و يبقى السؤال موضع الجدل و الخلاف هل حقاً كان هناك تحالف بين الأخوان و
القوى الإستعمارية و لنصل الى حقيقة ترضى ضمائرنا كان علينا بالبحث عند
وثائق الطرف الآخر من التحالف .. أى الوثائق الأجنبية ..
Britain and the Muslim Brotherhood: Collaboration during the 1940s and
1950s
بريطانيا و الأخوان المسلمون : التحالف خلال الأربعينات و الخمسينات
http://markcurtis.wordpress.com/2010/12/18/britain-and-the-muslim-brotherhood-collaboration-during-the-1940s-and-1950s/
Muslim
Brotherhood created by British Intelligence الأخوان المسلمون صناعة
المخابرات البريطانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق