هل أصيب الشعب بالعمى عن رؤية إنجازات الرئيس؟! October 8th, 2012 11:55 am | محمد توفيق
البعض يبحث عن «خُرم» فى الثوب الأبيض!
هكذا قال الرئيس محمد مرسى مساء أول من أمس فى خطابه فى استاد القاهرة بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر السادس من أكتوبر، وهذا مصطلح جديد على الخطاب الرئاسى، لكن الواقع الذى لا يراه الرئيس من كثرة الخدم والحرس والمصقفاتية والهتيفة، الذين يجدهم أينما ذهب مثلما كان يجدهم من سبقه، هو أن الثقوب كثيرة لدرجة أن الثوب يحتاج إلى تغيير كامل، لكن الرئيس للأسف لا يرى الناس إلا من خلف حرسه وألتراس جماعته!
فقد امتلأت مدرجات استاد القاهرة بـ«أهل الرئيس وعشيرته»، وجلس نجله معهم فى مقصورة كبار الزوار، وقد بدا للجميع أن من حضروا كانت لهم مهمة واحدة ووحيدة، وهى التصفيق والهتاف لأى شىء وكل شىء.
فالرئيس محمد مرسى دخل إلى استاد القاهرة فى سيارة مكشوفة ليُحيِّيه ألتراس جماعة الإخوان الذين استقبلوه بهتاف مستهلك وساذج ومضحك «بنحبك.. يا مرسى»، لكنهم لا يعرفون غيره ولم يتم تحفيظهم سواه علاوة على هتافهم الشهير «مرسى مرسى.. هو هو».
خطاب الرئيس مرسى فى الاستاد هو الخطاب الثانى والخمسون له، لكنه كان أطول خطاب ألقاه منذ أن تولى السلطة، ولا ينافسه فى الطول إلا خطابات العقيد القذافى، وربما يكون أطول خطاب فى التاريخ ألقاه رئيس جمهورية بمناسبة مرور أول مئة يوم من حكمه.
وأضاف الرئيس بخطابه ساعتين إلى ثلاثين ساعة أخرى من الخطابة على مدار المئة يوم الأولى، لكنه لم يضف جديدا سوى أنه تحدث طويلا لدرجة أننا ظننا، وبعض الظن حلال، أنه سيظل يتحدث حتى تنتهى المئة يوم الثانية!
الرئيس أفاض كثيرا فى حديثه، لكنه لم يتعلم شيئا من خطب المئة يوم الماضية، فقد أصبحت خطاباته مثل برنامج التوك شو اليومى الذى يشاهده المصريون، فكل يوم 48 ساعة الناس تنتظر كأنه يقدم فقرة جديدة فى مسلسل الخطابات الرئاسية، فعدد الخطب الرسمية للرئيس صار 32، وغير الرسمية 19 خطابا، ومدة هذه الخطب مجتمعة وصلت إلى 32 ساعة كلام!
لكن هناك نقاطا توقف الرئيس مرسى عندها كثيرا، منها أنه سخر كثيرا ممن تحدثوا عن تكلفة خدمه وحرسه الذين يذهبون معه لحراسته فى الخمس صلوات كل يوم، وقال بالنص: «يعنى الركعة بكام؟»، لكنه لم يقُل لنا لماذا يحتاج الرئيس إلى حرسه فى بيوت الله المخصصة للعبادة لا لوقوف الحرس حول الرئيس أمام الكاميرات، وهل يجوز أن يصلى الرئيس وهو ينظر إلى كاميرا التليفزيون المصرى وحوله من كل جانب حرس الرئاسة، وهل فى العالم رئيس يصلى كل صلواته التى هى علاقة بين العبد وربه أمام الجماهير والكاميرات؟
ولم يقل لنا الرئيس الذى فتح صدره للرصاص فى خطابه الأول لماذا أغلق كل الطرق المؤدية إليه، وما ذنب من يريدون أن يذهبوا إلى الصلاة فى أقرب مسجد لمنزلهم أن يتم تفتيشهم فى بيت الله!
الرئيس مرسى تحدث أيضا عن قراراته منذ 30 يونيو الماضى وعدد إنجازاته، وأكد أنه أنجز 75% مما وعد به من خطة المئة يوم، وأضاف: «لقد وعدنا بحل المشاكل فى خمسة ملفات هى الأمن والوقود والنظافة ورغيف العيش والمرور، وبالنسبة إلى الأمن فقد تحقق 70% مما استهدفناه! وتم تنفيذ الكثير من الإنجازات فى الأمن، وهى 27 ألف حكم إزالة تعد على أملاك الدولة وضفتى النيل، وكشف 6 آلاف قضية وتشكيل عصابى، واسترداد 6600 سيارة مسروقة».
وقال أيضا إنه تم تحرير أكثر من مليون ونصف مليون مخالفة مرورية منها 43 ألف مخالفة سير عكس الاتجاه و3 آلاف قيادة دون رخصة، والكل يرى أن هناك تحسنا فى الحالة المرورية!
الرئيس استعرض الأرقام التى أمدته بها وزارة الداخلية التى كانت تمد قبله الرئيس المسجون مبارك، وكانت لا تختلف كثيرا عن هذه الأرقام، بل إن جمال مبارك وأحمد عز كانا يثقان تماما بمثل هذه التقارير والأرقام، لكن المعيار الوحيد الذى يحسم صدق أو كذب هذه البيانات هو أن يسير الرئيس بسيارته فى شوارع القاهرة دون سيارات حراسه حتى يعرف إن كان المرور تَحسَّن أم صار أسوأ مما كان عليه أيام المسجون!
أما ما فعله رجال الشرطة طوال الفترة الماضية فهو واجبهم الذين يحصلون على رواتبهم بناء عليه، ولا أعتقد أن كل من يؤدى واجبه يستحق جائزة الدولة.
الرئيس نسى أن يقول إنه أصدر 29 قرارا صارت 30 قرارا، كان أغلبها قرارات تنظيمية وإدارية وبعضها كان مستفزا وبعضها كان غير مفهوم، وأن الإضرابات والاعتصامات والعصيان المدنى لم تصل إلى هذا الحجم فى عصر مبارك إلا فى نهاية حكمه، وأن الفقراء صاروا أكثر فقرا، وتتزايد أعدادهم كل يوم وتزداد أوجاعهم وتتعقد مشكلاتهم، فلا الأسعار انخفضت (باستثناء سعر المانجو حتى لا يغضب سيادة الرئيس)، ولا رغيف العيش صار أكبر، ولا المستشفيات صارت أفضل، ولا الأوتوبيسات صارت أقل زحاما، ولا كوارث المرور فى طريقها إلى الحل، علاوة على عدم إقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور الذى كان ضمن أبرز وعود الرئيس فى حملته الانتخابية، بل إن الحديث يتزايد عن رفع الدعم فى الوقت الذى يشكو فيه الناس من عدم استطاعتهم العيش لقلة الدعم.
ولم يكشف الرئيس سر زيادة معاشات العسكريين بنسبة 15% بعد إحالة المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان إلى المعاش، خصوصا أنه أثنى عليهما كثيرا عندما قال: «أكنّ كل الاحترام والتقدير للقيادة السابقة للقوات المسلحة والتى تحملت المسؤولية فى مرحلة صعبة ونالها من العَنَت ما نالها»!
أراد الرئيس أن يبرئ ساحة المشير والفريق بعد أن سلّماه السلطة!
أما بالنسبة إلى حديث الرئيس مرسى عن أزمة الزبالة فقد قال: «الحل الجذرى لهذه الأزمة هو معالجة المخلفات وتحويلها إلى طاقة، وهناك جهود تُبذَل فى ذلك، ونحن نستمر معا فى حملة (وطن نظيف)».
هذا الحل الجذرى يسبب مشكلات كبيرة ولا حصر لها للرئيس مع 60 ألفًا من جامعى القمامة الذين يسكنون منشية ناصر ويعملون فى مهنة جمع وتدوير القمامة، لكن من نصح الرئيس لم يقُل له إن هناك 60 ألفًا يجب مراعاتهم فى أثناء وضع حلول جذرية!
مثلما تحدث الرئيس عن الزبالة تطرق إلى الحديث عن الأنبوبة وكشف أنها ستصل إلى 120 ألف منزل (فقط)، ويبدو أنه نسى أن عدد سكان مصر صار 90 مليونًا وأن أغلب محافظات الجمهورية لم يصل إليها الغاز الطبيعى.
اهتم الرئيس مرسى بالحديث عن زياراته للخارج التى من كثرتها ظننا أنه نسى موقع البلد الذى يحكمه، فزياراته إلى الخارج التى تحدث عنها وأشار إلى مدى أهميتها فى جمع تبرعات لمصر والمصريين من قروض ميسرة ومنح لا ترد وهبات وإعانات، لم يقل لنا الفرق بينها وبين زيارات مبارك التى كانت أيضا تأتى لنا بالقروض والإعانات أيضا، مع اختلاف الدول المانحة والمتصدقة علينا، دون أى محاولة لتطوير أو تغيير الواقع داخل البلد نفسها عن طريق تطوير الزراعة والصناعة والتجارة.
اللافت أن الرئيس تحدث أيضا عن الزيارات باعتبارها ضرورة ملحَّة لعودة مصر إلى أحضان إفريقيا، رغم أنه زار دولة إفريقية واحدة فى حين زار أكثر من دولة فى آسيا وأوروبا علاوة على زياراته للولايات المتحدة وإجرائه حوارين مع وسائل إعلامها.
الرئيس كرر كلامه ووعوده وأكد أنه حقق 70% منها رغم أن قراراته الـ30 لم يكن فيها واحد يؤكد صدق ما قاله.. والقرارات كلها موجودة فى الهيئة العامة للاستعلامات لمن يرد أن يطلع عليها، لكن المؤكد أن الرئيس ينسى من كثرة ما يتحدث، فهو لا يعطى نفسه فرصة لكى ينفذ ما قاله.
لذلك كرر عبارته المدهشة أنه يقود بنفسه عمليات الجيش والشرطة فى سيناء رغم أنه لا توجد أى نتائج إيجابية لهذه العمليات، وإلا لكان تَحدّث عنها الرئيس باعتبارها واحدًا من إنجازاته، لكننا لم نعرف مَن نفّذ ومَن خطّط ومَن درّب، ولم يُقبَض على أحد من المتهمين حتى الآن إلا من قامت إسرائيل بتسليمه لنا جثة هامدة ومفحَّمة!
الغريب أن الرئيس محمد مرسى كان يتحدث عن إنجازاته بثقة مطلقة وفرحة غامرة ويسخر ممن لا يرونها، بينما المظاهرات والاعتصامات والإضرابات تضرب أغلب قطاعات الحياة فى مصر من الأطباء إلى العمال ومن المدرسين إلى السائقين، كأن الشعب كله أُصِيبَ بالعمى عن رؤية إنجازات الرئيس!
هكذا قال الرئيس محمد مرسى مساء أول من أمس فى خطابه فى استاد القاهرة بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر السادس من أكتوبر، وهذا مصطلح جديد على الخطاب الرئاسى، لكن الواقع الذى لا يراه الرئيس من كثرة الخدم والحرس والمصقفاتية والهتيفة، الذين يجدهم أينما ذهب مثلما كان يجدهم من سبقه، هو أن الثقوب كثيرة لدرجة أن الثوب يحتاج إلى تغيير كامل، لكن الرئيس للأسف لا يرى الناس إلا من خلف حرسه وألتراس جماعته!
فقد امتلأت مدرجات استاد القاهرة بـ«أهل الرئيس وعشيرته»، وجلس نجله معهم فى مقصورة كبار الزوار، وقد بدا للجميع أن من حضروا كانت لهم مهمة واحدة ووحيدة، وهى التصفيق والهتاف لأى شىء وكل شىء.
فالرئيس محمد مرسى دخل إلى استاد القاهرة فى سيارة مكشوفة ليُحيِّيه ألتراس جماعة الإخوان الذين استقبلوه بهتاف مستهلك وساذج ومضحك «بنحبك.. يا مرسى»، لكنهم لا يعرفون غيره ولم يتم تحفيظهم سواه علاوة على هتافهم الشهير «مرسى مرسى.. هو هو».
خطاب الرئيس مرسى فى الاستاد هو الخطاب الثانى والخمسون له، لكنه كان أطول خطاب ألقاه منذ أن تولى السلطة، ولا ينافسه فى الطول إلا خطابات العقيد القذافى، وربما يكون أطول خطاب فى التاريخ ألقاه رئيس جمهورية بمناسبة مرور أول مئة يوم من حكمه.
وأضاف الرئيس بخطابه ساعتين إلى ثلاثين ساعة أخرى من الخطابة على مدار المئة يوم الأولى، لكنه لم يضف جديدا سوى أنه تحدث طويلا لدرجة أننا ظننا، وبعض الظن حلال، أنه سيظل يتحدث حتى تنتهى المئة يوم الثانية!
الرئيس أفاض كثيرا فى حديثه، لكنه لم يتعلم شيئا من خطب المئة يوم الماضية، فقد أصبحت خطاباته مثل برنامج التوك شو اليومى الذى يشاهده المصريون، فكل يوم 48 ساعة الناس تنتظر كأنه يقدم فقرة جديدة فى مسلسل الخطابات الرئاسية، فعدد الخطب الرسمية للرئيس صار 32، وغير الرسمية 19 خطابا، ومدة هذه الخطب مجتمعة وصلت إلى 32 ساعة كلام!
لكن هناك نقاطا توقف الرئيس مرسى عندها كثيرا، منها أنه سخر كثيرا ممن تحدثوا عن تكلفة خدمه وحرسه الذين يذهبون معه لحراسته فى الخمس صلوات كل يوم، وقال بالنص: «يعنى الركعة بكام؟»، لكنه لم يقُل لنا لماذا يحتاج الرئيس إلى حرسه فى بيوت الله المخصصة للعبادة لا لوقوف الحرس حول الرئيس أمام الكاميرات، وهل يجوز أن يصلى الرئيس وهو ينظر إلى كاميرا التليفزيون المصرى وحوله من كل جانب حرس الرئاسة، وهل فى العالم رئيس يصلى كل صلواته التى هى علاقة بين العبد وربه أمام الجماهير والكاميرات؟
ولم يقل لنا الرئيس الذى فتح صدره للرصاص فى خطابه الأول لماذا أغلق كل الطرق المؤدية إليه، وما ذنب من يريدون أن يذهبوا إلى الصلاة فى أقرب مسجد لمنزلهم أن يتم تفتيشهم فى بيت الله!
الرئيس مرسى تحدث أيضا عن قراراته منذ 30 يونيو الماضى وعدد إنجازاته، وأكد أنه أنجز 75% مما وعد به من خطة المئة يوم، وأضاف: «لقد وعدنا بحل المشاكل فى خمسة ملفات هى الأمن والوقود والنظافة ورغيف العيش والمرور، وبالنسبة إلى الأمن فقد تحقق 70% مما استهدفناه! وتم تنفيذ الكثير من الإنجازات فى الأمن، وهى 27 ألف حكم إزالة تعد على أملاك الدولة وضفتى النيل، وكشف 6 آلاف قضية وتشكيل عصابى، واسترداد 6600 سيارة مسروقة».
وقال أيضا إنه تم تحرير أكثر من مليون ونصف مليون مخالفة مرورية منها 43 ألف مخالفة سير عكس الاتجاه و3 آلاف قيادة دون رخصة، والكل يرى أن هناك تحسنا فى الحالة المرورية!
الرئيس استعرض الأرقام التى أمدته بها وزارة الداخلية التى كانت تمد قبله الرئيس المسجون مبارك، وكانت لا تختلف كثيرا عن هذه الأرقام، بل إن جمال مبارك وأحمد عز كانا يثقان تماما بمثل هذه التقارير والأرقام، لكن المعيار الوحيد الذى يحسم صدق أو كذب هذه البيانات هو أن يسير الرئيس بسيارته فى شوارع القاهرة دون سيارات حراسه حتى يعرف إن كان المرور تَحسَّن أم صار أسوأ مما كان عليه أيام المسجون!
أما ما فعله رجال الشرطة طوال الفترة الماضية فهو واجبهم الذين يحصلون على رواتبهم بناء عليه، ولا أعتقد أن كل من يؤدى واجبه يستحق جائزة الدولة.
الرئيس نسى أن يقول إنه أصدر 29 قرارا صارت 30 قرارا، كان أغلبها قرارات تنظيمية وإدارية وبعضها كان مستفزا وبعضها كان غير مفهوم، وأن الإضرابات والاعتصامات والعصيان المدنى لم تصل إلى هذا الحجم فى عصر مبارك إلا فى نهاية حكمه، وأن الفقراء صاروا أكثر فقرا، وتتزايد أعدادهم كل يوم وتزداد أوجاعهم وتتعقد مشكلاتهم، فلا الأسعار انخفضت (باستثناء سعر المانجو حتى لا يغضب سيادة الرئيس)، ولا رغيف العيش صار أكبر، ولا المستشفيات صارت أفضل، ولا الأوتوبيسات صارت أقل زحاما، ولا كوارث المرور فى طريقها إلى الحل، علاوة على عدم إقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور الذى كان ضمن أبرز وعود الرئيس فى حملته الانتخابية، بل إن الحديث يتزايد عن رفع الدعم فى الوقت الذى يشكو فيه الناس من عدم استطاعتهم العيش لقلة الدعم.
ولم يكشف الرئيس سر زيادة معاشات العسكريين بنسبة 15% بعد إحالة المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان إلى المعاش، خصوصا أنه أثنى عليهما كثيرا عندما قال: «أكنّ كل الاحترام والتقدير للقيادة السابقة للقوات المسلحة والتى تحملت المسؤولية فى مرحلة صعبة ونالها من العَنَت ما نالها»!
أراد الرئيس أن يبرئ ساحة المشير والفريق بعد أن سلّماه السلطة!
أما بالنسبة إلى حديث الرئيس مرسى عن أزمة الزبالة فقد قال: «الحل الجذرى لهذه الأزمة هو معالجة المخلفات وتحويلها إلى طاقة، وهناك جهود تُبذَل فى ذلك، ونحن نستمر معا فى حملة (وطن نظيف)».
هذا الحل الجذرى يسبب مشكلات كبيرة ولا حصر لها للرئيس مع 60 ألفًا من جامعى القمامة الذين يسكنون منشية ناصر ويعملون فى مهنة جمع وتدوير القمامة، لكن من نصح الرئيس لم يقُل له إن هناك 60 ألفًا يجب مراعاتهم فى أثناء وضع حلول جذرية!
مثلما تحدث الرئيس عن الزبالة تطرق إلى الحديث عن الأنبوبة وكشف أنها ستصل إلى 120 ألف منزل (فقط)، ويبدو أنه نسى أن عدد سكان مصر صار 90 مليونًا وأن أغلب محافظات الجمهورية لم يصل إليها الغاز الطبيعى.
اهتم الرئيس مرسى بالحديث عن زياراته للخارج التى من كثرتها ظننا أنه نسى موقع البلد الذى يحكمه، فزياراته إلى الخارج التى تحدث عنها وأشار إلى مدى أهميتها فى جمع تبرعات لمصر والمصريين من قروض ميسرة ومنح لا ترد وهبات وإعانات، لم يقل لنا الفرق بينها وبين زيارات مبارك التى كانت أيضا تأتى لنا بالقروض والإعانات أيضا، مع اختلاف الدول المانحة والمتصدقة علينا، دون أى محاولة لتطوير أو تغيير الواقع داخل البلد نفسها عن طريق تطوير الزراعة والصناعة والتجارة.
اللافت أن الرئيس تحدث أيضا عن الزيارات باعتبارها ضرورة ملحَّة لعودة مصر إلى أحضان إفريقيا، رغم أنه زار دولة إفريقية واحدة فى حين زار أكثر من دولة فى آسيا وأوروبا علاوة على زياراته للولايات المتحدة وإجرائه حوارين مع وسائل إعلامها.
الرئيس كرر كلامه ووعوده وأكد أنه حقق 70% منها رغم أن قراراته الـ30 لم يكن فيها واحد يؤكد صدق ما قاله.. والقرارات كلها موجودة فى الهيئة العامة للاستعلامات لمن يرد أن يطلع عليها، لكن المؤكد أن الرئيس ينسى من كثرة ما يتحدث، فهو لا يعطى نفسه فرصة لكى ينفذ ما قاله.
لذلك كرر عبارته المدهشة أنه يقود بنفسه عمليات الجيش والشرطة فى سيناء رغم أنه لا توجد أى نتائج إيجابية لهذه العمليات، وإلا لكان تَحدّث عنها الرئيس باعتبارها واحدًا من إنجازاته، لكننا لم نعرف مَن نفّذ ومَن خطّط ومَن درّب، ولم يُقبَض على أحد من المتهمين حتى الآن إلا من قامت إسرائيل بتسليمه لنا جثة هامدة ومفحَّمة!
الغريب أن الرئيس محمد مرسى كان يتحدث عن إنجازاته بثقة مطلقة وفرحة غامرة ويسخر ممن لا يرونها، بينما المظاهرات والاعتصامات والإضرابات تضرب أغلب قطاعات الحياة فى مصر من الأطباء إلى العمال ومن المدرسين إلى السائقين، كأن الشعب كله أُصِيبَ بالعمى عن رؤية إنجازات الرئيس!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق