معالم فى الطريق" وثيقة الإخوان السرية للوصول إلى الحكم
هو الكتاب الذى منعته الجماعة من
التداول بعد ثورة يناير، لأنه بمثابة وثيقة تعد هى الأخطر فى تاريخها لما
يحتويه من أفكار تكفيرية تخصم من رصيدهم وتسحب من شعبيتهم. يتحاشى الإخوان
دائمًا الحديث عن هذا الكتاب.. يتجاهلون حتى مجرد الإشارة إليه رغم
إيمانهم العميق بكل ما جاء عبر سطوره وصفحاته من أفكار ووصايا وضعها لهم
فقيههم الأكبر والأعظم سيد قطب.. يعرف الإخوان جيدًا أن مجرد الكشف عن تلك
الأفكار والوصايا، كارثة تخصم من رصيد الجماعة لدى من يؤمنون بأن الإخوان
هم أهل الله.. يعرف الإخوان جيدًا الخطر الذى سيحيط بمستقبل الجماعة
وطموحاتها فى السيطرة على الحكم إذا أدرك العامة والبسطاء كيف يراهم
الإخوان.. لذا تعاملت الجماعة عبر تاريخها الطويل والمرير مع هذا الكتاب
بغموض له ما يبرره، فعلى مدار سنوات طويلة لم تؤكد الجماعة أو تنفِ قناعتها
بتلك الأفكار التكفيرية التى تركها لهم فقيههم الأعظم وأوصاهم بالأخذ بها
عندما يصل الإخوان إلى الحكم. لهذا يأتى فضح تلك الأفكار المسممة وكشف
المستور عنها أمراً نعرف جيداً أنه سيثير غضب الجماعة، ولكنها مخاطرة تستحق
أن نخوضها دون أن نلتفت أو نهتم بغضبها.. مغامرة ندخلها ونحن لا نبتغى إلا
وجه الله ووجه الوطن.. مغامرة ندخلها ونحن متجردون من أى حسابات خاصة..
فحسابات الوطن فوق الجميع.. وهو الأمر الذى لا تعترف به الجماعة، فهى لا
تعرف إلا حساباتها الخاصة فقط، وهو ما تقوله السطور القادمة.. والآن فلنذهب
إلى "معالم فى الطريق".
نحن الآن فى عام 1965، وبعد ثمانية أشهر من خروج سيد قطب المفكر الإخوانى الكبير من سجون عبد الناصر بعد وساطة عبدالسلام عارف رئيس العراق.. وفى مايو من نفس العام تم إلقاء القبض على قطب مرة أخرى بتهمة التحريض على حرق معامل حلوان.. لتكون خطوة أولى فى حريق كبير يمهد لسلسلة حرائق تكون قريبة الشبه بحريق القاهرة عام 1952.. الذى أسقط حكومة النحاس باشا فى عهد الملك فاروق.. تم القبض على قطب ضمن مجموعة إخوانية كبيرة.. وهناك وداخل سجون عبدالناصر.. تم تعذيب الإخوان وعلى رأسهم سيد قطب.. وهو أمر اشتهر به النظام الناصرى مع معارضيه سواء كانوا من الخلايا الشيوعية أو من الإخوان المسلمين.. داخل المعتقل وفى أثناء حفلات التعذيب المنظمة.. وصل قطب إلى قناعة بأن ليس نظام ناصر وحده هو الظالم.. بل المجتمع بأكمله الذى يصمت على ذلك التعذيب المنظم ليصل قطب إلى قناعة بضرورة تكفير المجتمع.. ويبدأ فى تدوين أفكاره الخاصة بتكفير المجتمع بكل فئاته باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التى يراها الفرقة الناجية من النار.. وفى أثناء زيارات شقيقته حميدة قطب له فى المعتقل.. مرر لها تلك الأوراق التى سلمتها إلى الحاجة زينب الغزالى أشهر الأخوات فى جماعة الإخوان.. ليلتف حول تلك الأفكار الإخوان المسلمون ويؤمنوا بها.. وكانت من أهم الأسماء التى تربت على تلك الأفكار اسم سيصبح ذا شأن بعد ذلك بعد أن يجلس على مقعد المرشد العام للجماعة وهو محمد بديع.. الذى هضم أفكار قطب عن قناعة كبيرة.. تلك الأفكار التى كان من أخطرها ما أقتبسها نصاً وحرفًا من الكتاب "نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم.. كل ما حولنا جاهلية.. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم، وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم.. شرائعهم، وقوانينهم.. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيرًا إسلاميًا هو كذلك من صنع هذه الجاهلية".. هكذا كان سيد قطب يرى المجتمع المصرى فى منتصف الستينيات.. ولكن ما هو مفهومه لتلك الجاهلية؟ نعود معكم إلى الكتاب مرة أخرى ونقتبس منه نصًا وحرفًا "هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله فى الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهى الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر.. فتجعل بعضهم لبعض أربابًا لا فى الصورة البدائية الساذجة التى عرفتها الجاهلية الأولى.. ولكن فى صورة ادعاء حتى وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والأنظمة بمعزل عن منهج الله للحياة".. إذن يرى قطب أن اجتهاد البشر فى وضع القوانين بما يناسب العصر وبما لا يخل بالقيم الدينية وتطبيقًا لمنهج رسولنا الكريم ـ عندما قال "أنتم أدرى بشئون دنياكم" ـ هو أمر فيه جاهلية وفيه تكفير للمجتمع الذى يراه جاهلًا وكافرًا.. إذن: فما هى الوسيلة لتغيير ذلك المجتمع ومن يملك سلطة تغييره؟ نعود إلى الكتاب ونقتبس منه نصًا وحرفًا "إن مهمتنا الأولى هى تغيير واقع هذا المجتمع.. مهمتنا هى تغيير الواقع الجاهلى من أساسه.. هذا الواقع الذى يصطدم اصطدامًا أساسيًا بالمنهج الإسلامى الذى يحرمنا بالقهر والضغط أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإسلامى أن نعيش".. إذن فسيد قطب يرى أن الإخوان وحدهم الجديرون بتغيير ذلك المجتمع الجاهلى والكافر.. وأنهم وحدهم من يملكون الوصاية والقداسة وحق تطبيق شرع الله كما يفهمونه هم.. هنا يبقى السؤال: هل يتم هذا التغيير بالدعوة والموعظة الحسنة فقط أم بوسائل أخرى؟ نعود مرة أخرى إلى الكتاب ونقتبس منه نصًا وحرفًا "إن الدين يواجه جاهلية اعتقادية تصورية تقوم عليها أنظمة واقعية عملية تسندها سلطات ذات قوة مادية.. ومن ثَمّ تواجه الحركة الإسلامية هذا الواقع بما يكافئه تواجه بالدعوة والبيان.. وتواجه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها، والذى يدرك طبيعة هذا الدين على النحو المتقدم.. يدرك معه حتمية الانطلاق الحركى للإسلام فى صورة الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان".. هكذا يرى سيد قطب تغيير المجتمع الجاهلى.. فمن لا يستجيب للدعوة فالسيف على رقبته، والمدهش أنه يساوى بين الجهاد وبين القتال.. وبين العاصين والغافلين عن أمور دينهم وبين الكافرين الذين يحسبهم ككفار مكة.. بل وأضل سبيلا.. وهنا يعود السؤال مرة أخرى: ما هو المجتمع الجاهلى فى وجهة نظر قطب؟ نرجع إليه مرة أخرى ونقتبس منه نصًا وحرفًا "المجتمع الجاهلى هو كل مجتمع غير مسلم.. وبهذا التعريف تدخل فى إطار المجتمع الجاهلى جميع المجتمعات القائمة اليوم على الأرض".. وفى سياق حديثه عدّد تلك المجتمعات ومنها المجتمع الشيوعى واليهودى والنصرانى كما ذكر.. إذن ها هى وصايا سيد قطب لجماعته فى تغيير المجتمع من الجاهلية إلى الإيمان وأعطاهم رخصة التغيير بالعنف والسيف إذا لم تنصت العقول والقلوب إلى الدعوة والموعظة الحسنة.. هذه هى بعض من الأفكار التى يتكئ عليها الإخوان المسلمون فى نظرتهم للمجتمع.. فهو مجتمع باطل بمسلميه العاصين قبل مسيحييه الضالين، تلك الأفكار هى المسيطرة على الجماعة وخاصة من يطلق عليهم لقب الصقور "خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمود عزت ومعهم محمد مرسى المرشح للرئاسة.. الذى رضع تلك الأفكار من أستاذه الأول مرشد الجماعة محمد بديع". أخيراً وبعد أن وصلنا للسطور الأخيرة من تلك المغامرة والمخاطرة التى لن ترضى عنها الجماعة.. ليس لدينا أن نقول سوى أن هذه هى أفكارهم وقناعاتهم التى يتحاشون دومًا إخضاعها للمناقشة وعرضها على العامة والبسطاء، الذين هم من سكان ذلك المجتمع الجاهلى الذى أعطاهم أصواتهم فى انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة.
هذه هى أفكار جماعة الإخوان المسلمين الذين يخشون الإعلان عنها انتظارًا لوصولهم إلى قصور الحكم الذى أصبح على بعد خطوات قليلة منهم.. ليكشفوا عندها عن تعاليمهم السرية.. معالم فى الطريق.
نحن الآن فى عام 1965، وبعد ثمانية أشهر من خروج سيد قطب المفكر الإخوانى الكبير من سجون عبد الناصر بعد وساطة عبدالسلام عارف رئيس العراق.. وفى مايو من نفس العام تم إلقاء القبض على قطب مرة أخرى بتهمة التحريض على حرق معامل حلوان.. لتكون خطوة أولى فى حريق كبير يمهد لسلسلة حرائق تكون قريبة الشبه بحريق القاهرة عام 1952.. الذى أسقط حكومة النحاس باشا فى عهد الملك فاروق.. تم القبض على قطب ضمن مجموعة إخوانية كبيرة.. وهناك وداخل سجون عبدالناصر.. تم تعذيب الإخوان وعلى رأسهم سيد قطب.. وهو أمر اشتهر به النظام الناصرى مع معارضيه سواء كانوا من الخلايا الشيوعية أو من الإخوان المسلمين.. داخل المعتقل وفى أثناء حفلات التعذيب المنظمة.. وصل قطب إلى قناعة بأن ليس نظام ناصر وحده هو الظالم.. بل المجتمع بأكمله الذى يصمت على ذلك التعذيب المنظم ليصل قطب إلى قناعة بضرورة تكفير المجتمع.. ويبدأ فى تدوين أفكاره الخاصة بتكفير المجتمع بكل فئاته باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التى يراها الفرقة الناجية من النار.. وفى أثناء زيارات شقيقته حميدة قطب له فى المعتقل.. مرر لها تلك الأوراق التى سلمتها إلى الحاجة زينب الغزالى أشهر الأخوات فى جماعة الإخوان.. ليلتف حول تلك الأفكار الإخوان المسلمون ويؤمنوا بها.. وكانت من أهم الأسماء التى تربت على تلك الأفكار اسم سيصبح ذا شأن بعد ذلك بعد أن يجلس على مقعد المرشد العام للجماعة وهو محمد بديع.. الذى هضم أفكار قطب عن قناعة كبيرة.. تلك الأفكار التى كان من أخطرها ما أقتبسها نصاً وحرفًا من الكتاب "نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم.. كل ما حولنا جاهلية.. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم، وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم.. شرائعهم، وقوانينهم.. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيرًا إسلاميًا هو كذلك من صنع هذه الجاهلية".. هكذا كان سيد قطب يرى المجتمع المصرى فى منتصف الستينيات.. ولكن ما هو مفهومه لتلك الجاهلية؟ نعود معكم إلى الكتاب مرة أخرى ونقتبس منه نصًا وحرفًا "هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله فى الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهى الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر.. فتجعل بعضهم لبعض أربابًا لا فى الصورة البدائية الساذجة التى عرفتها الجاهلية الأولى.. ولكن فى صورة ادعاء حتى وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والأنظمة بمعزل عن منهج الله للحياة".. إذن يرى قطب أن اجتهاد البشر فى وضع القوانين بما يناسب العصر وبما لا يخل بالقيم الدينية وتطبيقًا لمنهج رسولنا الكريم ـ عندما قال "أنتم أدرى بشئون دنياكم" ـ هو أمر فيه جاهلية وفيه تكفير للمجتمع الذى يراه جاهلًا وكافرًا.. إذن: فما هى الوسيلة لتغيير ذلك المجتمع ومن يملك سلطة تغييره؟ نعود إلى الكتاب ونقتبس منه نصًا وحرفًا "إن مهمتنا الأولى هى تغيير واقع هذا المجتمع.. مهمتنا هى تغيير الواقع الجاهلى من أساسه.. هذا الواقع الذى يصطدم اصطدامًا أساسيًا بالمنهج الإسلامى الذى يحرمنا بالقهر والضغط أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإسلامى أن نعيش".. إذن فسيد قطب يرى أن الإخوان وحدهم الجديرون بتغيير ذلك المجتمع الجاهلى والكافر.. وأنهم وحدهم من يملكون الوصاية والقداسة وحق تطبيق شرع الله كما يفهمونه هم.. هنا يبقى السؤال: هل يتم هذا التغيير بالدعوة والموعظة الحسنة فقط أم بوسائل أخرى؟ نعود مرة أخرى إلى الكتاب ونقتبس منه نصًا وحرفًا "إن الدين يواجه جاهلية اعتقادية تصورية تقوم عليها أنظمة واقعية عملية تسندها سلطات ذات قوة مادية.. ومن ثَمّ تواجه الحركة الإسلامية هذا الواقع بما يكافئه تواجه بالدعوة والبيان.. وتواجه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها، والذى يدرك طبيعة هذا الدين على النحو المتقدم.. يدرك معه حتمية الانطلاق الحركى للإسلام فى صورة الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان".. هكذا يرى سيد قطب تغيير المجتمع الجاهلى.. فمن لا يستجيب للدعوة فالسيف على رقبته، والمدهش أنه يساوى بين الجهاد وبين القتال.. وبين العاصين والغافلين عن أمور دينهم وبين الكافرين الذين يحسبهم ككفار مكة.. بل وأضل سبيلا.. وهنا يعود السؤال مرة أخرى: ما هو المجتمع الجاهلى فى وجهة نظر قطب؟ نرجع إليه مرة أخرى ونقتبس منه نصًا وحرفًا "المجتمع الجاهلى هو كل مجتمع غير مسلم.. وبهذا التعريف تدخل فى إطار المجتمع الجاهلى جميع المجتمعات القائمة اليوم على الأرض".. وفى سياق حديثه عدّد تلك المجتمعات ومنها المجتمع الشيوعى واليهودى والنصرانى كما ذكر.. إذن ها هى وصايا سيد قطب لجماعته فى تغيير المجتمع من الجاهلية إلى الإيمان وأعطاهم رخصة التغيير بالعنف والسيف إذا لم تنصت العقول والقلوب إلى الدعوة والموعظة الحسنة.. هذه هى بعض من الأفكار التى يتكئ عليها الإخوان المسلمون فى نظرتهم للمجتمع.. فهو مجتمع باطل بمسلميه العاصين قبل مسيحييه الضالين، تلك الأفكار هى المسيطرة على الجماعة وخاصة من يطلق عليهم لقب الصقور "خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمود عزت ومعهم محمد مرسى المرشح للرئاسة.. الذى رضع تلك الأفكار من أستاذه الأول مرشد الجماعة محمد بديع". أخيراً وبعد أن وصلنا للسطور الأخيرة من تلك المغامرة والمخاطرة التى لن ترضى عنها الجماعة.. ليس لدينا أن نقول سوى أن هذه هى أفكارهم وقناعاتهم التى يتحاشون دومًا إخضاعها للمناقشة وعرضها على العامة والبسطاء، الذين هم من سكان ذلك المجتمع الجاهلى الذى أعطاهم أصواتهم فى انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة.
هذه هى أفكار جماعة الإخوان المسلمين الذين يخشون الإعلان عنها انتظارًا لوصولهم إلى قصور الحكم الذى أصبح على بعد خطوات قليلة منهم.. ليكشفوا عندها عن تعاليمهم السرية.. معالم فى الطريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق