بيان إلى الشعب المصري العظيم
أيها الأخوة والأخوات،
دعونا نقف وننحني إجلالا واحتراما لشباب مصر الحر العظيم، الذي ضحى بالنفس والجهد والعرق حتى يحصل على حريته وحتى ينال كرامته التي ضاعت على مر السنين، واسمحوا لنا أن نرفع القبعات تحية لجموع الشعب التي سمعت نداء الشباب ولبت نداءهم، فتجمع الشعب حول نداء واحد مفاده ألا تهاون ولا استسلام بعد اليوم، فحصل على حريته، ونال مطالبه.
لا يزال الشعب المصري هو قلب الأمة النابض رغم المعاناة ورغم الحصار ورغم الآلام، فليرفض من يريد وليقبل من يريد، ولكني أرى أبواب الحرية وقد فتحها الشعب جميعا على مصراعيها، لقد انتصرت إرادة الشعب لأنه صوت الحق والعدل، لقد حانت لحظة الحساب وآن أوانها، لم يعد هناك مهرب للفاسدين أو للمفسدين.
إننا جميعا نقدر ونحترم ما قام به شباب ورجال ونساء مصر خلال الأيام الماضية والتي سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، إن المناضلون الذين وقفوا بكل شجاعة وقوة مطالبين بحقهم المشروع في الحصول على حياة كريمة، وفي حقهم بأن تحظى مصر بمكانتها التي تستحقها قد نالوا ما استحقوا ألا وهو وعد الله بالنصر، فإنه لا يضيع حق أبدا وراءه مطالب.
وتحياتنا وإجلالنا واحترامنا لرجال القوات المسلحة الذين أظهروا المعدن الحقيقي للجندي المصري، فلا أبلغ من اختبار حين يقف الجندي المصري كي يؤمن الجبهة الداخلية وهو المقاتل المعتاد على محاربة الأعداء فإذا به مطالب بأي يحمي مصر من شعبها. فنجح الجيش بامتياز يستحق عليه كل الثناء والتحية، هنيئا لقادة الجيش ما اكتسبوه من احترام وتقدير بالغ من الجميع صغيرا كان أو كبيرا، ولن نتمادى أو نبالغ إذا قلنا بأن الجيش أثبت خلال هذه المحنة العصيبة أننا يجب أن ننام ملئ جفوننا لأننا نملك جيشا عظيما كهذا الجيش .. حفظه الله لنا وحفظ الله مصر بهذا الجيش.
وأخيرا نوجه رسالتنا إلى الأخوة المتظاهرين في ميدان التحرير أو الذين يطالبون بالمزيد فنقول لهم .. أيها الأخوة الأعزاء لقد نلتم الكثير وأوصلتم صوتكم إلى العالم أجمع .. فلا أبلغ من تضامن جميع شعوب العالم معكم ومع مطالبكم .. وها قد سرنا على درب الحرية جميعا ونلنا مغانم كثيرة ولكننا ندعوكم الآن إلى تحكيم صوت الحكمة والعقل والمنطق وتجنيب مصرنا الحبيبة شر الفتنة وشر الحاقدين المتربصين، نحن ندعوكم إلى تحكيم صوت العقل الذي يرجح أن نعطي الفرصة للجميع هنا بأن يثبتوا حسن نياتهم وألا نبادر بالهجوم عليهم .. ونقول لكم جميعا أيها الأبطال ونحن لا ننتمي لا قلبا ولا قالبا إلى أي من الأحزاب أو المؤسسات أو الجمعيات أو الحركات .. إن ما وصلنا إليه هو المبتغى ويجب أن نترك الأيام حتى تجيب عن تساؤلاتكم إن كان ما حصلنا عليه كافيا أم لا، ونذكركم أحبائنا وإخواننا انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغير كل شيء بين عشية وضحاها، وأن نعلم أن خير الأمور أوسطها، ونحن قد غنمنا أكثر من ذلك.
دعوا للعقل والحوار والمنطق طريقا نشقه بيننا وبين النظام في شكله الجديد، نريد أن نحكم صوت المنطق والعقل وألا تأخذنا خيلاء القوة التي من الممكن أن تنقلب علينا في أي لحظة، كفانا خسارة فكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة تمر على مصر تزيد من جراحها، لقد شاهد العالم كله حركة الديمقراطية في مصر، فلا نريد أن نشوه هذه الحركة ولا نريد أن نكسب أكثر مما نحتمل.
اللهم جنب مصرنا الحبيبة شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأرزق الجميع حكاما ومحكومين هداية من عندك، وأرضى عنا جميعا، وأحمي مصر من هذا البلاء .. يا أرحم الراحمين يا الله
http://www.youtube.com/watch?v=Rssew0OaCNY&feature=player_embedded
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق